كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

شكراً للرئيس

كرم جبر

الإثنين، 08 يونيو 2020 - 07:22 م

المكان كان يشبه «حفرة من جهنم»، منطقة أسفل جبل المقطم يقطنها الزبالون فى حياة تشبه العصور الوسطي، وانعكس البؤس على أشكال البشر وملابسهم المتسخة.
كان ذلك منذ 35 سنة عندما كتبت تحقيقاً صحفياً فى مجلة روزا ليوسف بنفس العنوان «حفرة من جهنم»، عن العشوائيات التى تشكل حزاماً ناسفاً حول القاهرة وفى قلبها، ولا تكاد منطقة تخلو منها.
غيط العنب كانت كذلك، منطقة عشوائية تضخ على الإسكندرية والساحل الشمالى كل الأمراض والاوبئة، من عشش الصفيح التى يسكنها البشر والثعابين وأكوام الزبالة، وكانت مزبلة تطل على البحر.
سبحان مغير الأحوال، فمنذ عشرة أيام كنت فى الإسكندرية أشاهد افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى للمرحلة الثالثة من مشروع «بشائر الخير»، وكأنها «عصا سحرية،» أعادت الكرامة والحياة والشمس والهواء لسكان المنطقة.
كانت الحكومات فى السنوات السابقة تواجه المشكلة الخطيرة «العشوائيات» بالتجاهل، وتعاملت معها كأنها ورم خبيث ينبغى التعايش معه، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منها، وكانت موضوعاً للسخرية والاستهزاء فى برامج الفضائيات.
ما حدث ويحدث يشبه المعجزة، فكيف انشقت الأرض عن «كوماندور الهيئة الهندسية»، فنسفوا احياء الفقر والمرض والجريمة، وأقاموا مكانها مناطق سكنية رائعة، مثل أرقى الاحياء فى الجمال والنظافة والشوارع المرصوفة والأشجار الخضراء والملاعب والمساجد والكنائس والأسواق.. وكل شيء مرسوم بالورقة والقلم.
واسترد البشر الذين كانوا على هامش الحياة، الحق فى الحياة، مسكن نظيف فيه مياه وكهرباء وتدخله الشمس والهواء، ويلهو الأطفال فى الملاعب النظيفة وليس بين أكوام الزبالة، فتختفى الأوجاع والأمراض.
فى سنوات حكم الرئيس لم تشمل المعجزات فقط المشروعات التى أضافت إلى مصر مساحات تعادل مساحة مصر من انشائها، ولكن كان البعد الإنسانى هو المحرك لفلسفة الدولة فى البناء والتنمية فى كافة المجالات.
من كان يصدق أن المنطقة العشوائية المليئة بالزبالة والقاذورات خلف مسجد السيدة زينب يمكن أن تتحول إلى عمارات ذات طراز إسلامى يتناسب مع المكان، بجانب الشوارع المرصوفة، فتتحول المنطقة من مقلب زبالة إلى متحف.
ومن كان يصدق أن مثلث ماسبيرو الجرح النازف فى قلب القاهرة، سوف يأتى عليه يوم تزيله البلدوزرات، وتخطط مكانه منطقة حضارية، ستكون علامة مميزة ومنطقة جذب سياحية هائلة.
الأورام لا تتم إزالتها بالمسكنات، ولكن بمشرط جراح ماهر، وكانت مصر بالفعل على موعد مع قائد جرىء يأمر بإزالة الاسمرات وعشش السودان والهضبة الصينية وعمارات الايواء بشبرا الخيمة وعزبة الصفيح وكوم الملح والترعة الضمرانية.. وغيرها من أورام العشوائيات، والأسماء التى كانت تحمل كل معانى البؤس والشقاء وحل محلها إسكان الحياة الكريمة.
من حق كل مصرى أن يعيش فى مسكن آدمى يضمن له حياة كريمة آمنة.. شكراً للرئيس الإنسان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة