صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


دراسة علمية تكشف أنماط المنازل التراثية في العمارة التقليدية بالواحات

شيرين الكردي

الثلاثاء، 09 يونيو 2020 - 12:42 م

ارتبطت العمارة الإسلامية بتعاليم الدين، وكان الفقه الإسلامى من أهم العوامل التي أثرت في تخطيط منشئاتها الدينية والمدنية والدفاعية، ومن هذا المنطلق كانت الدراسة العلمية للدكتور سعد عبد الكريم شهاب والذي تجول في صحراء مصر ليكشف لنا أنماط المنازل التراثية في العمارة التقليدية بواحات صحراء مصر الغربية.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن التفاعل بين الإنسان بتقاليده وفنونه مع ظروف البيئة المتنوعة حوله كشفت لنا الجوانب الحضارية المختلفة للمجتمع الإسلامى حيث حرص المسلمون في تخطيط منازلهم على حقوق الجار ومراعاة الخصوصية فى توزيع وحدات المنزل بما يتفق والحرص على حرمة المنزل وساكنيه خاصة من النساء مما يؤكد مكانة المرأة فى الإسلام ، ونظرًا لما يسود معظم أجزاء العالم الإسلامى وخاصة فى المناطق الصحراوية من ارتفاع درجة الحرارة فقد اهتمت العمارة التقليدية بمراعاة ذلك بتوفير الظل عن طريق ضيق الطرق وكثرة انحناءاتها وتغطية بعض أجزاء هذه الطرق بما يعرف بالساباط وتوجيهها لهذه الطرق بما يتفق مع حركة الشمس الظاهرية مع احترام المبانى لخطوط التنظيم المحددة لعرض الطرق التي تطل عليها.

ويضيف الدكتور ريحان، أن المعمارى المسلم  حرص على الضروريات الصحية من إدخال الشمس والهواء للمنزل فكان تخطيط المنزل وتوجيه عناصره المعمارية إلى الداخل يتمثل فى فناء وساحة وسطى أو فناء علوى مكشوف تطل عليه الوحدات الداخلية وبذلك يتم توزيع الضوء والهواء على تلك الوحدات أي علاقة المنزل بالشارع شبه مغلقة وأنشئت المبانى وفقًا للتقاليد المعمارية المحلية وتوافقًا مع احتياجات الفرد الروحية والمادية واحتياجات المجتمع أيضًا من حيث عاداته وتقاليده المحلية المتوارثة والمحافظة على سماتها وملامحها عبر العصور.

وينوه الدكتور ريحان لنماذج من هذه المنازل من خلال الدراسة فى منازل الواحات الداخلة في بلدتى القصر وبلاط وفى منازل واحة سيوه ببلدة شالى«سيوة القديمة» وقد تميزت منازل بلدة بلاط بصغر مساحتها وعدم احتوائها على فناء داخلي، حيث استعيض عنه بفناء علوى فى الطابق الأول لإمداد المنزل بالضوء والهواء وارتفاع هذه المنازل لا يزيد عن طابقين ويعلوها داير يلتف حول السطح واشتملت نسبة كبيرة من هذه المنازل على أكثر من درج صاعد وذلك للفصل قدر الإمكان بين وحدات المنزل وخاصة حجرة استقبال الضيوف، بينما تميزت المنازل ببلدة القصر بكبر مساحتها وارتفاعها من ثلاثة طوابق وأحياناً أربعة ويعلوها داير وتحتوى على فناء مكشوف كان له الأهمية فى توجيه هذه المنازل إلى الداخل مما يحافظ على خصوصية المنزل ، أما بالنسبة للمنازل فى بلدة شالى فقد تميزت ببساطتها وصغر مساحتها وارتفاعها الذى لا يزيد عن طابقين.

ويتابع الدكتور ريحان، أن هذه المنازل الإسلامية تتميز بمستوى أرضى يتضمن المضيفة وبعض الحواصل وكان هذا المستوى يخلو من الفناء المكشوف حيث يستمد الإضاءة والتهوية من منور السلم كما يضم هذا المستوى حظيرة للحيوانات خصص لها باب يفتح على الشارع ،حيث تعتبر فى حكم المنفصلة عن المنزل أما الطابق الأول فيضم غالبًا حجرات المعيشة والمطبخ ودورات المياه والفناء العلوى بينما الطابق الثانى يمثل السطح الذى يلتف حوله داير ارتفاعه من 1 إلى 1.5م وكان يستخدم للأغراض المنزلية والنوم صيفًا شأن ما عليه الآن فى بلدان الواحات جميعها . 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة