صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


فتيات بين هوس الشهرة والاضطراب النفسي.. كيف نحمي أبنائنا من «تيك توك»؟

أسامة حمدي

الثلاثاء، 09 يونيو 2020 - 05:18 م

- 7.2 مليون مستخدم نشط شهريا في مصر لـ«تيك توك».. والذكور الأكثر استخداما

- «عبدالله»: فتيات «تيك توك» سيكوباتيين يعانون من هشاشة نفسية ونبذ مجتمعي

-«عبدالراضي»: الإيحاءات الجنسية بسبب جنون الشهرة واضطراب الشخصية الهستيرية

- تفعيل القانون ورقابة الأسرة والتأهيل النفسي للأبناء والتربية السليمة من الإعلام.. الحل

- ميزة جديدة من «تيك توك» تتيح رقابة الآباء على استخدامات الأبناء بربط الحسابات

 

في الأيام القليلة الماضية؛ استيقظ المصريون على عدة وقائع هزت الرأي العام، وصارت حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي قرارات النائب العام الأخيرة بضبط عدد من فتيات «التيك توك» مثل مودة الأدهم، ومنة عبد العزيز، وحنين حسام، وكذا الراقصة سما المصري، ووجهت لهم النيابة تهم الاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع واستخدام فتيات في أعمال منافية للآداب؛ للحصول من ورائهن على منافع مادية، وكذا التحريض على الفسق والفجور والاتجار في البشر.

وكشفت تلك الوقائع عن كواليس خطيرة تخص عالم فتيات «التيك توك»، من استباحة العلاقات الجنسية، وتسويق العُري، والتحريض على الرذيلة، والاعتياد على الخطأ واعتباره أمرا طبيعيا، فضلا عن الفيديوهات الإباحية.

ولاشك أن تلك التطبيقات وما عليها من محتوى منافي للآداب يهدد قيم المجتمع المصري وثوابته، لذا تناقش «بوابة أخبار اليوم» الخبراء حول كيفية حماية أبنائنا من تلك المخاطر، وأسباب ظهور تلك الظواهر في مجتمعنا، وكذا أساليب مكافحة الشهررة والتقليد الأعمى لعمل فيديوهات مشابهة، والتحليل النفسي لفتيات «التيك توك»، وغيرها من التفاصيل في سطور هذا التحقيق.

7.2 مليون مستخدم

يشار إلى أنه يبلغ عدد مستخدمي «تيك توك» في مصر، 7.2 مليون مستخدم نشط شهريا، و62% منهم ذكور، و38% إناث. بحسب ما ذكره المتحدث الرسمي باسم الشركة.

أسباب الانتشار

في البداية تقول الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري علم النفس والعلاج الأسري، إن عدد كبير من مستخدمي «التيك توك» يستخدمون التطبيق ويعرفون أضراره، ولا خلاف على أنها تطبيقات تروج لحصول الشركات العالمية والتكنولوجية على مبالغ مالية كبيرة مقابل الاشتراك والممارسة الإدمانية للتطبيق، منوها على أن إدمان تلك التطبيقات يكون عبر كثرة الجلوس والسعادة الغامرة التي تنتابهم من التفاعل مع الفيديوهات.

ونوهت على أن مرتادي «التيك توك» يرغبون في الشهرة مهما كلفته من ملابس أو عمليات تجميل أو عمل فيديوهات إباحية أو تنمر وتشهير بالآخرين وضرب أصدقائهم وتصويرهم أو إعداد القنابل، مشيرة إلى أن نجوم التطبيق يهدفون من وراء ذلك للشهرة وجني الأرباح المادية فضلا عن إصابتهم باضطراب نفسي.

اضطرابات نفسية

وتابعت د. «عبدالله»، أن نوع الاضطراب النفسي الذي عانون منه أنهم «سيكوباتيين» إذ يقدمون مادة لا تمت للدين أو الأخلاق بصلة ولكن بهدف إرضاء أنانيته والحصول على المال والشهرة، وكذا يعانون الفراغ والاكتئاب خاصة وقت أزمة كورونا للتسلية والحصول على المال.

وأشارت إلى أن هؤلاء لديهم هستريا للظهور والاستعراض وتصوير فيديوهات في المطابخ ودورات المياه ويظهر في التصوير الأب أو الأم أو الأخوات للفت الانتباه، منوهة على أن هذا يمثل خطورة على الفرد والمجتمع، لافتة إلى أن غياب الرقابة والدور التربوي الإيجابي ساهم في هذه الظواهر فمن أمن العقاب أساء الأدب.

ونوهت استشاري علم النفس والعلاج الأسري، على أن انتشار التطبيق بسبب الحالة الاقتصادية وغياب الوزاع الديني والتوجيه والرقابة من الأسرة والفهم الخاطئ لمفهوم التكنولوجيا وتراجع العادات الشرقية الأصيلة، واتباع التطبيقات السارقة للعقول، مؤكدة أن نجوم التيك توك أشخاصا منبوذين اجتماعيا يعانون الهشاشة النفسية وعندما يهتم بهم المستخدمين ويتفاعلون معهم يشعرون بالسعادة والتقدير ومن ثم الإدمان.

مخاطر على الفرد والمجتمع

وأوضحت أن تلك التطبيقات لا تراقب عليها الدولة، ونتائجها تخريبية على المجتمع، لأن هؤلاء يبعدون عن العلاقات الاجتماعية الطبيعية، ووقعوا فريسة للشركات العالمية، مشيرة إلى أهمية استخدام التطبيق من أجل الأمور الإيجابية كالتوعية من كورونا، مؤكدة على أهمية الإشباع العاطفي للأبناء.   

وأكدت على أهمية تضافر مؤسسات الدولة من المدارس والمساجد ووسائل الإعلام للتوعية بمخاطر الخروج عن القيم وتقديم العُري.

التحليل النفسي لنجوم «التيك توك»

أما الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، فيقول إن المجتمع المصري تربى على إعداد الفتاة لتكون أما مربية، وإعداد أي بنت يحتاج إعداد نفسي قوي لأن البنات يمرون باضطرابات نفسية كبيرة مع التكوين الفسيولوجي والنفسي والمراحل والتغيرات التي يعيشونها تسبب لهم اضطرابات نفسية شديدة وتجعلهم غير مدركين للواقع جيدا.

وتابع د. «عبد الراضي»، أن إدراك الفتيات لذاتهم مشوهة نتيجة التربية والعوامل البيئية، لافتا إلى أن سن المراهقة هو أخطر المراحل العمرية، خاصة وأن المراهقة تتجاوز الفترة من 14-21 سنة بل أن السلوك العقلي يتخطى تلك الفترة، منوها على أن فتيات التيك توك لم يحدث لهم النضج العقلي والنفسي والاجتماعي، ولديهم تشوه معرفي وأخطاء تفكير، وجعلوا قيمتهم في حصد الإعجابات والمشاهدات.

وأوضح استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أن هؤلاء يعانون من تبدد الهوية النفسية أو اضطراب الشخصية الهستيرية وعمل إيحاءات جنسية وإغراءات للآخرين لجذبهم ورفع المشاهدات والمتابعات، لافتا إلى أن الاستخدام السيء للتيك توك هو الأزمة.

وذكر أنهم مصابون بجنون وهوس الشهرة، وتلك التطبيقات ذريعة للإيحاءات الجنسية بملابس مخلة في غرف النوم، مشددا على أهمية التوعية للأبناء وأن تكون يد الدولة قوية في استخدام التشريعات والقوانين للحد من هذه الظواهر، وكذا من يسعون للشهرة لابد من علاجهم نفسية، وأن يدركوا أن المجتمع لابد من احترام البناء والمقدسات والقيم الخاصة به، وليس كل مريض نفسي يطلق على نفسه «هرم مصر الرابع» أن يفسد المجتمع، ولكن لابد من محاسبتهم ومحاكمتهم.

 وأشار الدكتور علي عبد الراضي، على أهمية مراقبة الأبناء في تصرفاتهم وعند ملاحظة تغيير سلوكياتهم، ونقل الآباء خبرات إيجابية للأبناء وتحمل المسئولية، منوها على أن أسرة حنين حسام وافقت على فيديوهاتها بسبب ما تجلبه عليهم من دخل مادي كبير، وكان الأولى توجيه النصح لها وإعادة تأهيلها نفسيا وتربيتها على عدم بيع الدين والقيم والثقافة والاحترام مقابل المال.

ميزة جديدة لحماية الأبناء  

مؤخرا؛ أضاف تطبيق «تيك توك» خاصية «وضع الأمان العائلي» المصممة لمنح الأهل رقابة صارمة على سلوكيات الأبناء المراهقين على الهاتف المحمول.

وتسمح الخاصية للأهل بربط حساباتهم على «تيك توك» بحسابات أبنائهم، وتشغيل الميزات وإيقافها عن بعد. كما تسمح بتنقية المحتوى لاستبعاد غير المناسب منه وبإيقاف الرسائل.

ويحدد «تيك توك» عمر 13 سنة كحد أدنى لاستخدامه، ويمكن للأهل الذين لديهم حسابات على "تيك توك"، ربط حساباتهم بحسابات أطفالهم، للتحكم المباشر في ضوابط الأمان.

ويجب على البالغين فتح التطبيق على الهاتفين، والتوجه إلى ضوابط "الرفاهية الرقمية"، وتحديد الهاتف الذي يمتلكونه، وأي منهما يستخدمه الطفل، ومن ثم عليهم مسح شيفرة رمز الاستجابة السريع "QR Cod"، بين الهاتفين لربط الحسابات، ما يتيح للأهل حماية عدد من الميزات عبر كلمة سر.

وهذا يعني أن هاتف الشخص البالغ يمكنه الآن تشغيل وإيقاف الضوابط لـ: الوضع الآمن، منقي تلقائي، مدفوع بخوارزمية، التي تحاول إخفاء المحتوى غير المناسب.

والرسائل التي يمكن التحكم في استقبالها أي يمكن أن يجري تلقيها من الأصدقاء فقط أو إيقافها كلياً، ضوابط وقت الشاشة، وضع حد صارم للوقت الذي يمكن استخدام التطبيق فيه كل يوم.

وكانت هذه الميزات متوفرة على منصة "تيك توك" لبعض الوقت، لكنها كانت تتطلب أن توضع على هواتف المراهقين يدوياً، وإغلاقها عبر كلمة مرور يجب إعادة ضبطها كل 30 يوماً.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة