كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

رسائل الجيش فى يونيو

كرم جبر

الأربعاء، 10 يونيو 2020 - 07:09 م

 

تخيل المعزول وأهله وعشيرته أن الجيش أصبح فى قبضتهم بعد عزل المشير طنطاوى فى أغسطس 2012، وهرولوا لأخونته والقضاء على قياداته، وتعبئة الكليات العسكرية بطلاب من الإخوان والسلفيين.

ابتلعتهم الرمال، لأنهم لم يفهموا أن مصر فى قلب الجيش، والجيش ابن مصر، وفيه من كل قرية ومدينة وبيت وشارع وعائلة جندى أو ضابط يمثلهم ويتشرفون بالانتماء إليه.

الجيش الذى انحاز للشعب فى يناير، لم يكن فى يوم من الأيام فى صف مرسى وعصابته، ولم يفهموا الرسائل القوية التى تخرج من الجيش تباعا :

أولاً: قرار أصدره وزير الدفاع والإنتاج الحربى المشير عبد الفتاح السيسى بحظر التملك أو الانتفاع أو أى تصرف فى المناطق الاستراتيجية فى سيناء، متحدياً المعزول الذى استن تعديلاً دستورياً يمنحه صلاحية تعديل الحدود، تمهيداً للتفريط من أجزاء من سيناء، ومغزى القرار على طريقة لعبة الشطرنج «كش ملك».

ثانياً: البيان الصادر عن الجيش فى أعقاب أحداث الاتحادية وتعذيب الأبرياء على أسوارها، ويقول «لن ينحاز الجيش إلا لشعب مصر العظيم، فنحن جزء من نسيجه الوطنى وترابه المقدس» والمغزى أن الجيش لن يكون أبداً عصا لضرب الشعب، بل ضرب من يهدد أمن الشعب.

ثالثاً: قيام الجيش بهدم انفاق غزة، والصدام المباشر مع مليشيات حماس فى أعقاب استشهاد بعض الجنود والضباط، متحدياً رئيس الدولة الإخوانى الذى خرج على الملأ مدافعاً عن حياة «الخاطفين» قبل «المخطوفين «.. ومغزى الرسالة إن جيش مصر سيستخدم القوة الباطشة ضد من يهدد سلامة أراضيها وأرواح ابنائها.

«جيش مصر ملك لشعب مصر»، ولن يكون إخوانياً ولن يرفع غير علم مصر، ولن يهتف إلا باسم مصر.. لم يفهموا ذلك ولم يدركوا أن حماية الأبرياء عند أسوار الاتحادية، هى رسالة مضمونها «أمن المصريين فى رقبتنا».

مضمون كل الرسائل التى لم يفهمها الإخوان، أن الجيش المصرى كتلة واحدة صلبة ومتماسكة، وأنه حائط صد ضد من يهدد أمن وسلامة المصريين، ويلفظ أولاً بأول أى عناصر يحاولون ضمها وتجنيدها.. ومتيقظ تماماً لكل المؤامرات، ولن يسمح لاحد أن يقترب من هويته المصرية الخالصة.

عقيدة الجيش الوطنية لم تخضع أبداً لحساباتهم ولا رهاناتهم، وانما تظهر فى الوقت المناسب فى شكل قوة دافعة، تمنح مقاتليه زخماً من الروح الهائلة، تنصهر بداخلها كل مقومات هذا الوطن، التى ظلت متميزة على مر التاريخ.

والجيش الذى حافظ على مصر ودافع عن مؤسساتها وحمى مرافقها وثرواتها، لم تشغله المهمة المقدسة فى الدفاع عن أرض مصر وشعبها من خطر الإرهاب، من ان يحقق المعادلة الصعبة: يد تبنى ويد تحمل السلاح
لم يفهموا العبارة النافذة التى قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى «هذا الجيش نار لا تلعبوا بها ولا تلعبوا معه» ولما لعبوا احترقت اصابعهم واجسادهم..

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة