عودة الإشغال بنسبة 50% أعطت الفنادق بارقة أمل في الخروج من الأزمة
عودة الإشغال بنسبة 50% أعطت الفنادق بارقة أمل في الخروج من الأزمة


نجاح السياحة الداخلية يعطى الفنادق «شهادة ثقة» لاستقبال الأجانب

السياحة تبدأ التعافى من تداعيات كورونا

أشرف إكرام

الخميس، 11 يونيو 2020 - 07:36 ص

الوزارة: مستمرون فى الرقابة.. الخبراء: نتوقع استعادة الإشغالات فى الصيف
الشاعر: ٣٠٠ فندق تقدمت للحصول على «السلامة الصحية»
المانسترلى: دول أجنبية طلبت عودة سائحيها إلى مصر

بارقة أمل لعودة الروح للفنادق السياحية، بعد أن تنفست الصعداء عقب قرار إعادة فتحها تدريجياً بنسبة تشغيل مُحددة بـ 25% من الطاقة التشغيلية للفندق، خلال إجازة عيد الفطر المبارك، مع تطبيق صارم للاشتراطات الصحية للوقاية من فيروس كورونا المُستجد.. وبدأت الفنادق الإشغال بنسبة 50% من أول الشهر الحالى.. وجاء نجاح القطاع السياحى فى التطبيق بمثابة «شهادة ثقة»، انتظاراً لإستقبال السياحة الدولية عقب عودة حركة الطيران عالمياً، وإنهاء فترة الإغلاق، وحرصت الدولة على دعم القطاع السياحى كأهم مصادر الدخل القومى، ويعمل به الملايين من المصريين، ويعود بالنفع بطريقة مباشرة وغير مباشرة على أكثر من 13 مليون مصرى، بتطبيق الفتح التدريجى وفقاً للاشتراطات الصحية بعد ما تعرض له نتيجة لجائحة كورونا العالمية، وأثرت بالسلب على إيراداته وعلى العاملين فيه.
«الأخبار» ترصد حالة القطاع السياحى مع كل الأطراف المعنية بهذا القطاع الإستراتيجى الحيوي- أحد أهم موارد الإقتصاد المصري- بداية من الخبراء السياحيين، وغرفة الفنادق والشركات ،ووزارة السياحة والآثار، لعرض تفاصيل تجربة التشغيل الجزئى للفنادق، واستقبال السياحة الداخلية بنسبة تشغيل 25%، للإجابة على الأسئلة الهامة.. وهل ارتفعت الأسعار فى ظل تكلفة الإجراءات الإحترازية والسلامة الصحية للوقاية من فيروس كورونا؟ ومدى إستعداد الفنادق لإستقبال السياحة الخارجية فى ظل الإجراءات الوقائية الصارمة؟.


غرفة الفنادق
فى البداية، يرى هشام الشاعر، عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية، أن أجهزة الدولة المعنية، والغرفة، تعاملت عقب أزمة جائحة فيروس»كورونا المُستجد»، مباشرة باحترافية وكفاءة بالتنسيق فيما بينها على مراحل، بداية من قرار إغلاق الفنادق فى 4 مدن سياحية، هى جنوب سيناء»شرم الشيخ»، والبحر الأحمر «الغردقة»، والأقصر، وأسوان، وتم تعقيمهم أكثر من مرة من خلال وزارة الصحة والشركات المعتمدة من الوزارة، أوالتعقيم الذاتى بالفندق، وتم إصدار منشور من غرفة المنشآت الفندقية، بطرق التعقيم، وتم تعميمه على كافة الفنادق بالمحافظات، وبدأ تعقيم الفنادق قبل إخلائها من العمالة، حيث بقيت بالفنادق لمدة 14 يوماً، وذلك للاطمئنان عليها وأضاف أن إتحاد الغرف السياحية استغل فترة الإغلاق بالاستمرار فى البرامج التدريبية»أون لاين»، لرفع كفاءة العاملين فى هذا القطاع السياحى.. ويضيف: أنه تم تطبيق المرحلة الثانية، بفتح الفنادق بنسبة 25 % من الطاقة التشغيلية للفندق منذ منتصف مايو الماضى وحتى أول يونيو الحالى، خلال إجازة عيد الفطر، وتم وضع ضوابط وإشتراطات لفتح الفندق تختص بالسلامة الصحية من أعمال النظافة والتعقيم والتشغيل بمرافق الفندق من غرف وحمامات وغيرها، والتعاقد مع 3 شركات عالمية، تقوم بمهمة مراجعة كافة اشتراطات السلامة الصحية والغذائية الخاصة بالتشغيل، وذلك للحصول على شهادة مبدئية للتشغيل، من خلال لجنة مُشتركة، تضم غرفة الفنادق، ووزارتى السياحة والأثار، والصحة من خلال قطاع الطب الوقائى بها، وتقوم بالتفتيش على الفندق لبيان مدى مطابقته للضوابط الموضوعة، التى تتوافق مع إرشادات منظمة الصحة العالمية، وتتسق مع السياسة الجديدة التى تنتهجها منظمة السياحة العالمية.

 


نجاح السياحة الداخلية
وقال هشام الشاعر: أنه يرى أن نسبة الـ 25 % فى العيد، حققت نجاحا بنسبة 100 %، ووصلت نسبة الإشغال بالفنادق مابين 75 % إلى 100 %، كما لم تحدث أى مشاكل أو شكاوى للغرفة، أو وزارة السياحة خلالها.. ويضيف قائلاً: بلغ عدد الفنادق التى تقدمت للغرفة حتى الآن قرابة 300 فندق للحصول على شهادة السلامة الصحية لإعادة التشغيل، منها أكثر 150 فندقا حصلت بالفعل على الشهادة من وزارة السياحة بالمحافظات السياحية الساحلية.


اشغالات 50%
وأكد الخبير السياحى، أن نسبة الـ 50 % تشغيل للفنادق لم تُكمل الإشغال المطلوب بالكامل، خاصة بالنسبة لأصحاب الفنادق بالمدن السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ التى تعتمد بالأساس على السائح الأجنبى حيث إستمرار أجازتهم الخارجية مستمرة طوال العام مما ينعكس على إشغالاتهم للفنادق، لذلك السياحة الخارجية تؤثر على نسبة الإشغال طوال العام.. ولكن السياحة الداخلية هى موسمية وقت الأجازات فقط، مثل فى الصيف الساحل الشمالى ومطروح والإسكندرية، وقليل منهم يتجه لجنوب سيناء والبحر الأحمر.


فنادق الإسكندرية
ويرى على المانسترلى، رئيس مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بالإسكندرية، ورئيس لجنة التدريب السياحى، أن دول العالم لم تر مثل الوضع الحالى من شروط السلامة الصحية، والإجراءات الوقائية والإحترازية، وفق معايير منظمة الصحة العالمية، ورغم هذا الوضع الجديد فلم يؤثر بشكل مباشر على نزلاء الفنادق، حيث يذهب الضيف للفندق وعنده خلفية كاملة بالشرح لتلك الإجراءات الخاصة بسلامته الصحية، بداية من الحجز عن طريق الفندق مباشرة، أومن خلال شركة السياحة.
وأوضح أن الإسكندرية تضم حالياً 7200 غرفة فندقية سياحية، وكانت فى 4200 غرفة فى عام 2018، وهناك خطة تستهدف الوصول بعددها إلى 20 ألف غرفة خلال 5 سنوات، وذلك لأنها بالطبع غير كافية.. وأكد على المانسترلى، أن التقييم الواقعى يبدأ بداية من أول شهر يوليو القادم، خاصة مع إرتفاع نسبة التشغيل بنحو 50 % من الطاقة الإستيعابية للفنادق منذ أول يونيو الحالى، ويتوقع أن تعود السياحة الداخلية تدريجياً بقوة الشهر القادم، خاصة وأن المواطن أصبح مؤهلاً للتعايش مع فيروس»كورونا المُستجد»، فى ظل ظهور برتوكولات للعلاج كانه دور برد، مع إتخاذ الإحتياطات اللازمة من إرتداء الكمامة والتباعد الإجتماعى، وأن العالم بدأ يفتح أبوابه تدريجياً.
وأكد على المانسترلى، أنه ليس هناك زيادة فى الأسعار الفنادق بالإسكندرية، بل إنخفضت بنسبة 25 %، مقارنة بأسعار العيد العام الماضى بالتأكيد أن نجاح تجربة مصر فى السياحة الداخلية، سوف ينعكس بطبيعة الحال على الثقة الكبيرة فى استقبال السياحة الخارجية من حيث تطبيق الإجراءات، بداية من تطبيق السلامة الصحية وفق معايير منظمة الصحة العالمية، وتنفيذها بدقة منها المسحات التى تتم قبل 24 ساعة من السفر، بالإضافة إلى مستوى التعقيم بالمطارات بطريقة صارمة.
 وأكد أن هناك دولا أجنبية بالفعل بدأت تطلب رسمياً الحضور إلى مصر من خلال خطابات لوزارة السياحة والآثار، منها ألمانيا وأوكرانيا وغيرها، نظراً لما تتميز به مصر من عناصر جذب سياحى.


البحر الأحمر
ويرى تامر نبيل، أمين عام جمعية مستثمرى البحر الأحمر، وعضو مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية، أن نسبة التشغيل 50% للسياحة الداخلية غير كافية، ولا تغطى تكلفة التشغيل المرتفعة للفنادق بمدن السياحة الشاطئية فى الغردقة، وشرم الشيخ لعدة أسباب، منها فاتورة الكهرباء الباهظة التى تصل إلى نصف مليون جنيه، والعمالة والوجبات الغذائية، بالإضافة لمواد التعقيم والمُطهرات والماسكات والقفازات وغيرها من الإجراءات الإحترازية الصحية المطلوبة للوقاية من فيروس «كورونا المستجد».


السائح الأجنبى
وأشار إلى أن فنادق الغردقة وشرم الشيخ فى ظروف التشغيل العادية، فان نسبة الإشغال بها تكون 80 % للأجانب، و20 % للمصريين، وبالعكس فى الساحل الشمالى، ومطروح، والإسكندرية، والعين السخنة 80 % للسياحة الداخلية، و 20 % للسياحة الخارجية.. والدليل على هذا فإن نسبة الإشغالات فى فنادق الغردقة بعد فترة العيد حالياً بمتوسط لايتعدى 5 % من المصريين.
وأوضح تامر نبيل، أن هناك مؤشرات لعودة السياحة الخارجية مع عودة فتح الطيران خلال أيام، وبعض الدول الأجنبية طلبت العودة لمصر مع فتح الطيران الخارجى منها ألمانيا، وبيلاروسيا، وأوكرانيا. ويطرح تساؤل: هل العالم سيتقبل السفر فى ظل وجود أزمة إقتصادية.؟ وأن مصر جزء من الإقتصاد العالمى حيث تأثرت من حيث حجم الشغل، وفرص العمل، كما قل الدخل، خاصة القطاع السياحى الذى يعمل به الآلاف من العاملين بالمنشآت السياحية الذين تضرروا من جائحة فيروس كورونا، وهناك 77% من قطاعات العمل مُكملة للسياحة بطرق غير مباشرة.


رقابة مشددة
ويقول عبد الفتاح العاصى مُساعد وزير السياحة والآثار للرقابة على المنشآت السياحية والفندقية، أنه فى بداية أزمة جائحة «فيروس كورونا» كان هناك قرار بالإغلاق الكامل لكافة المنشآت الفندقية والسياحية، حرصاً على سلامة المواطنين، والسائحين، ولكن نظراً لأهمية قطاع السياحة للإقتصاد المصرى، وأيضاً أنه قطاع كثيف العمالة بدأت الوزارة التحرك وبالتنسيق مع وزارة الصحة، ومنظمة السياحة العالمية، وتم بحث إجراءات وقائية للبدء فى عودة النشاط السياحى تدريجياً فى القاهرة ومختلف المحافظات، عدا 4 محافظات بالمحافظات السياحية، هى: الآقصر، وأسوان، وجنوب سيناء، والبحر الأحمر.
وأشار إلى أنه تم البدء فى إعادة تشغيل الفنادق بنسبة 25 % من إجمالى الطاقة الإستيعابية لها، منذ منتصف مايو الماضى، بعد إتخاذ إجراءات وقائية وإحترازية، وذلك من خلال منحها شهادة السلامة الصحية المُعتمدة من وزارتى السياحة والآثار، والصحة والسكان، وغرفة المنشآت الفندقية، ويتم منحها للفنادق السياحية وذلك بعد التأكد من استيفائها لكافة ضوابط السلامة الصحية، المُعتمدة للسماح لها بالعمل، وارتفعت النسبة التشغيلية منذ أول يونيو الحالى إلى 50 % من الطاقة الإستيعابية لها وفقاً لتعليمات مجلس الوزراء، لاستقبال النزلاء المصريين، وذلك بعد التأكد من استيفائها كافة ضوابط السلامة الصحية التى وضعتها وزارة السياحة والآثار، وأقرها مجلس الوزراء وفقاً لمعايير السلامة الصحية العالمية.


وأكد أن أعداد الفنادق الحاصلة على «شهادة السلامة الصحية»، وصلت حتى الآن لأكثر من 150 فندقاً بالمحافظات، بعد أن أقرت باستيفائها لجان الفحص المُشتركة بين وزارتى السياحة والآثار، والصحة والسكان، وغرفة المنشآت الفندقية، وممثلين من المحافظات المعنية، وهناك طلبات جديدة لعدد كبير من الفنادق بالمحافظات تلقتها الوزارة بالفعل من خلال غرفة الفنادق.. ويوضح ان لجان التفتيش المشتركة تقوم بالمرور على عدد من هذه الفنادق، وذلك للتأكد من مدى التزامها بتطبيق ضوابط السلامة ا لصحية التى أقرها مجلس الوزراء، وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية.. وأكد مساعد الوزير للرقابة على المنشآت السياحية والفندقية، على ان التزام الفنادق الحاصلة على شهادة السلامة الصحية بضوابط السلامة الصحية وبمستوى جودة الخدمات والرقابة من الشركات العالمية سيضمن استمرارها فى استقبال النزلاء.


لا زيادة فى الأسعار
  ويقول هناك بالفعل تكلفة إضافية ولكن لاتُمثل رقما كبيرا، وان إستمرار عمل الفنادق سيُخفض الخسائر، ويؤكد أن الفنادق نجحت إلى حد كبير خلال التشغيل خلال فترة أسبوع عيد الفطر، بعد أن كان هناك حظر تام لعملها منذ منتصف مايو الماضى. ويوضح أن متوسط نسب الإشغال بتلك الفنادق خلال أيام العيد، بلغت ٨% فى محافظة جنوب سيناء، و١٣% فى محافظة البحر الاحمر، و٢٥% فى مدينة العين السخنة بمحافظة السويس، و٢٥% فى محافظة الإسكندرية، و٤% فى منطقة الساحل الشمالى ومحافظة مطروح، و ٩% فى محافظة القاهرة الكبرى.. وأن نسبة التشغيل الـ 25 % من الطاقة الإستيعابية لم تحقق التشغيل الإقتصادى، ويوضح أنه خلال الفترة القادمة سيكون هناك تقييم كبير لعمل الفنادق حيث ارتفعت النسبة إلى 50% من طاقتها الإستيعابية منذ أول يونيو الحالى، مما يشجع أصحاب الفنادق على تشغيلها، وإن وزارة السياحة مع وزارة الصحة تحاول قدر الإمكان توفير الوقاية الصحية للزائرين للفنادق سواء مصريين أو أجانب وتسهل استمرار العمل والعمالة بالفنادق، وتخفيف حمل التكلفة هذه الصناعة من الدولة، وأنه لاسبيل لتقليل الخسائر سوى تشغيل الفنادق بطريقة صحيحة نظراً لاستمرار التكلفة بدون تشغيل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة