«وصمة كورونا» تنذر بكارثة.. المرضى يخفون إصابتهم ويوسعون دائرة العدوى
«وصمة كورونا» تنذر بكارثة.. المرضى يخفون إصابتهم ويوسعون دائرة العدوى


«وصمة كورونا» تنذر بكارثة.. المرضى يخفون إصابتهم ويوسعون دائرة العدوى

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 11 يونيو 2020 - 08:43 م

نسرين العسال

ظهرت جائحة كورونا لتكشف عن العديد من الممارسات والسلوكيات المختلفة من قبل البعض، منهم من استفاد من درس الابتلاء ليحاول التغيير إلى الأفضل، ومنهم من تغير إلى الأسوأ، حيث إن القلق النفسى من العدوى أدى إلى تغيير سلوك بعض البشر فى التعامل بشكل أشبه ما يكون بالأنانية والشعور بالغل والحقد نحو الآخرين.

وانتشر مؤخرا عبر منصات التواصل الاجتماعى بعض الأشخاص يحصون حالات مقربة لهم حاملة لفيروس كورونا رفضوا الإعلان عن إصابتهم، ثم يصرحون بالعدوى بعد اختلاطهم بذويهم أو أصدقائهم أو جيرانهم رافعين شعار "يا نعيش عيشة فل يا نموت أحنا الكل".. فى السطور التالية ترصد «بوابة أخبار اليوم» تحليل علماء النفس والاجتماع لهذه السلوكيات المضطربة.

يقول الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، إن الإنسان حين يصدم بأزمة لها علاقة بالحياة والموت مثل الإصابة بالمرض أو فيروس فتاك مثل الكورونا تنتابه مجموعة من المشاعر والأحاسيس تؤثر على سلوكه، ومن ثم تظهر فى ردود أفعاله تجاه نفسه أو تجاه الآخرين وسببها يرجع إلى نمط الشخصية أو من خلال التعاملات الاجتماعية مع الآخرين من حيث التنشئة الاجتماعية أو رؤيته للحياة.

ويضيف «هندي»: «هذا الشخص عندما يصاب بهذه الأعراض تغلب عليه ما يسمى حالة انسحاب اجتماعى وعزلة مما تسبب له بعض الأمراض مثل الاكتئاب أو قلق نفسى من الموت جميعها أمراض نفسية مترتبة لديه عندما يعلم أنه مريض بكورونا».

 وأشار هندى إلى نوعية معينة من أنماط الشخصية عندما تصاب بكورونا تسيطر عليها نمط سلوك مغير وغير متوقع تجاه الاخرين على سبيل المثال الشخصية الاضطهادية وهذا النوع غالبا يشعر بانه لا ياخذ حقه كاملا فى الحياة وأن آخريين يتميزون عنه وهذا النوع حين تحين له فرصة ذهبية لكى يفجر فيه المكبوتات والشحنات الغاضبة السلبية نتيجة شعوره بهذا الاضطهاد أو اصابته بالكورونا يجد من الآخرين متنفسا لنشر العدوى لتعويض إحساسه بالاضطهاد والانتصار على من تميزوا عنه.

ونوه أن هناك نوعا آخر من الشخصية وهي الشخصية العدوانية التى يغلب عليها العدوانية والانتقامية، وهذا يظهر عنده من الصغر فى صورة اتلاف الممتلكات من تكسير وتقطيع دائما صوته مرتفع يبادر بالهجوم اللفظى ولكن هذه الشخصية لها مقدمات أى أننا دائما نتوقع منها تلك التصرفات وهذا النوع عندما يكتشف انه مريض يبادر على الفور بنشر العدوى للاخرين واعطاء صورة نموذجية للعدوان عليهم وهو ينكل بهم باصابة الغير بالمرض.

 وأوضح «هندى» أن هناك مصطلع يسمى (رباعيات الظلام للشخصيىة) على رأسها مرض السادية من خلال اكتساب المتعة من رؤية الآخرين وهم يتقاسموا عدم الراحة ودائما ما تتسم هذه الشخصية بالقسوة بجانب والتى تتمثل فى  القسوة العاطفية وجمود المشاعر، ايضا الى جانب ان قمة اللذة بالنسبة لهم فى معاناة الاخرين ويظهر ذلك بشدة فى السلوكيات والتصرفات الاجتماعية العدوانية التى يأتى على رأسها إصابة الاخريين بالمرض.

أما الدكتورة سامية الساعاتى، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، فأكدت أن من يضع نفسه محل عدوى للآخرين يعتبر مريضا نفسيا لأن مكانه الصحيح هو العزل خوفا على أسرته ومن لم يجد له مكانا فى المستشفيات فمكانه المنزل أما من يتبع العكس فهو شخص عدوانى وانتقامى فى نفس الوقت مثله مثل القاتل وهم كثيرون فهو لا يعلم أن ما يفعله ليس فقط يضر الاخرين انما يؤخر مراحل شفائه، ووضع نفسه فى موضع بين الحياة والموت لان المرض معدى واثاره فظيعة.

وشددت على أن حامل المرض لابد أن يعامل بحرص وحب لتجنب التنمر عليه، وهذا لايأتى إلا من خلال رسائل توعية تؤكد على أن مريض الكورونا ليس وصمة عار لكنه انسان يعانى من ابتلاء وعليه ان يجد الطريق السوى للشفاء والقضاء على الفيروس ومن هنا للرسائل التوعوية نتيجة اما فى حالة المريض العدوانى محل النقاش فهى ليست مجدية لعدم تأثيرها عليه.


ويقول الدكتور جميل فرويز، أستاذ الطب النفسى، ان هذا النوع يعتبر مضطربا نفسيا لشقين الاول لانه خائف من الوحدة فى ان يتم عزله بمفرده فابالتالى يفكر فى عدوى مجموعة ليكونوا معه وهذا الكلام خطأ جسيم وليس مبرر والثانى اضطراب فى الشخصية فقد يوجد اشخاص غير اسوياء فى ان يقول "اشمعنى انا اللى مريض يبقى لازم اعدى الباقيين" وهم قلة فى مصر بل شاهدتها فى التلفزيون اليابانى عندما قام احد الاشخاص ببصق لوحة أزرار المصعد حتى ينقل عدوته لجميع السكان.

 وأضاف اننا الآن فى حاجة الى التعايش مع الفيروس مثلما نتعايش مع الانفلونزا الموسمية لان الرعب الشديد من الفيروس لابد ان ينتهى فى القريب العاجل، وأشار قائلا: "للأسف يوميا ما تخرج علينا أطباء من خلال القنوات او السوشيال ميديا متخصصين فى رعب المواطنين والتهويل وهذا خطأ كبير يرتكبه بعض الاطباء فعلينا الالتزام بالهدوء نوعا والراحة النفسية ضرورية فى مثل هذة الظروف.

ولفت أن التعايش مطلوب وكلما قمنا بانكار المشكلة قلت تدريجيا واختفت بالاضافة الى ان بنسبة ٨٠ % من المقبلين على المستشفيات موهومون بالمرض واى اعراض جسمانية يشعر بها الانسان هى فى الغالب نتيجة القلق النفسى، ولابد أن نرسخ أن المريض لايعيبه بتاتا اصابته بالفيروس لكنه احيانا يخشى من التنمر وهذا فى حد ذاته قلة وعى.


أما الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، فقالت إن هذة النوعية من الانماط السلوكية ماهى الا حالات شاذة من البعض القليل جدا ولكنه يحمل الكثير جدا من العداوة وعدم الفهم وللاسف نعتبرها شخصية غير متوازنة وغير متزنة ولذلك تخرج من هذة العقلية امور قد لانستطيع اننا نستصغها ولكنها بتفشى الكراهية.

مؤكدة على ان هذة الشخصية بها الكثير من الموبيقات بما فيها الكراهية والحقد وهى من تخرج ممارسات غير طبيعية وغير انسانية لان الانسان اولا واخيرا لابد وان يتسم بالانسانية والانسانية تزيد مع وجود ازمة بمعنى تقرب الاشخاص من بعضهم البعض والتقرب الى الله وهذا النوع من الشخصيات لا نستطيع ان نصلحها او نقومها انما لها الله واشارت الى اننا فى ازمة خطيرة قد تؤدى الى الموت ولذلك يجب نطهر الروح عندما تشعر بالخطر ولانفتعل سلوكيات شاذة حتى لانسلك مثل هذة الممارسات الى جانب اننا منذ اعوام ماضية عرض لنا أعمال درامية فيها كمية كبيرة من الشر.

واضافت الى عدم وجود برامج أطفال محترمة كما فى الماضى فنحن طوال الوقت نكون نفوس غير معتدلة ولذلك الدراما مسئولة بشكل كبير على تكوين الشخصية ومايحدث من قبل هذة الاعمال من وجهة نظرى لايقل خطورة عن هذة الجائحة واشارت الى الوعى مهم جدا الوعى هو الذى يميز الانسان عن الحيوان نحن نفتقر الى تغذية الوعى بكلمات راقية من خلال البرامج والاعمال الدرامية وهذا ماجعل سلوكيات اليوم مختلفة عن الماضى واضافت ان الاعلام لابد وان يهتم بالبرامج من خلال المحتوى نفسه لان الاشخاص بتخزن وبترسخ بداخلها السلوكيات السلبية والدراما لها دور خطير جدا.

وشددت على أن اكبر دليل على صدق كلامها هو مسلسل "الاختيار" والى اى مدى اثر فى عواطف المشاهدين ورفع من روحهم المعنوية وتعاطفوا معه بالاضافة الى اننا فى حاجة الى برامج فى طياتها رسائل انسانية تكون مشحونة بلمحات من الوعى سواء كانت فنية او فكاهية  بشكل يعيد للمشاهدين المسئولية واخيرا قالت نحن شعب لانحترم القانون والاعلام له دور كبير فى تصحيح النفسية المشوهة خاصة المرئى من خلال بث شعارات حب واطمئنان لحامل الفيروس.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة