فارس الجواري
فارس الجواري


«توصيات الإياتا».. خارطة طريق ترسم ملامح إعادة تشغيل الطيران في العالم   

إنجي خليفة

الجمعة، 12 يونيو 2020 - 02:44 ص

أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "الإياتا" مؤخرًا تقريرًا تناول خارطة الطريق لإعادة تشغيل الطيران في العالم بعد توقفٍ دام لنحو 3 أشهر، حيث حصلت "بوابة أخبار اليوم" على نسخة منه ضم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول العالم المختلفة لمكافحة تفشي وباء كورونا.

وتضمن التقرير الصادر عن "الإياتا" مجموعة من التدابير والإجراءات لضمان سلامة الركاب وأطقم الطائرات قدر الإمكان، والعمل على الحد من انتشار وباء كورونا على متن الطائرات.

ويقدم فارس الجواري، الباحث واستشاري في قطاع الطيران، قراءة خاصة لبوابة أخبار اليوم في هذه الإجراءات التي أوصت بها الإياتا. 

التحدي الأكبر

ويقول فارس الجواري إن توحيد الجهود بشكل جماعي بين الدول لمواجهة أكبر تحدٍ في تاريخ الطيران العالمي لإصدار التوصيات بإعادة تشغيل هذه الصناعة التي توقفت عن العمل بسبب انتشار فيروس كورونا، مشيرًا إلى أنها غير ملزمة.

ويضيف الجواري، "مما سيترتب عليه طلب من الحكومات أن تتحمل مسؤوليات جديدة واسعة النطاق من حيث تقييم وتحديد المخاطر الصحية للمسافر، كما فعلت الحكومات من إجراءات أمنية واسعة بعد أحداث سبتمبر 2001".

ويتابع قائلًا، "كما سيكون على شركات الطيران وإدارة المطارات التكييف الفوري لهذه الإجراءات للسيطرة على مستوى المخاطر الصحية الخاصة بهم قبل الرحلة".

فرص نجاح خارطة الإياتا

وحول مدى نجاح هذه الخارطة من عدمها، يقول الجواري، "يرتبط نجاح هذه الخارطة بتمكين الاقتصاد العالمي من التعافي من هذه الأزمة حيث سيوفر لقطاع الطيران مبلغ وقدره 2.7 تريليون دولار تدخل إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كون ذلك سيعيد الحياة لأكثر من 25 مليون وظيفة طيران، وهو ما يمثل أكثر من ثلث التجارة العالمية، بالإضافة إلى رفع معنويات الناس للسفر جوًا وهو عامل مهم لنجاح الخارطة".
وأوضح الجواري قائلًا، "من أجل تقليل الوقت الذي يقضيه الراكب في المطار، يجب على الركاب إتمام أكبر قدر ممكن من عملية تسجيل الوصول قبل الوصول إلى المطار. لذلك، يقترح الاتحاد الدولي للنقل الجوي أنه يجب على الحكومات إزالة أي عقبات تنظيمية أمام تمكين أشياء مثل بطاقات الصعود وعلامات الحقائب المطبوعة الإلكترونية من منزلك بإرسال البيانات الشخصية عبر الإنترنت".
واستطرد قائلًا، "أما في المطارات فيجب توفير خيارات الخدمة الذاتية واستخدامها قدر الإمكان للحد من الاتصال في جميع نقاط اتصال الركاب مع ضرورة أن تفعل شركات الطيران توجيه الركاب بشكل استباقي إلى خيارات تسليم الحقائب بصفة ذاتية من خلال التعامل بأجهزة تسجيل البيانات شخصيًا دون الحاجة إلى موظف البوردنك كما كان يحصل سابقًا".

5 مراحل للسفر

وذكر الجواري أن وثيقة الإياتا قسمت هذه التغييرات في إجراءات السفر الجوي إلى مراحل ولكل مرحلة لها خطوات تطبيق يجب أن يتبعها المسافر من خلال لوحات الإرشاد والتعريف التي ستوزع  في أروقة المطار.
وعدد الجواري المراحل، بدءًا من إجراءات ما قبل الرحلة، حيث قال عن هذه المرحلة "توصي الإياتا بشدة بأن تنشئ مواقع  إلكترونية من أجل جمع بيانات الركاب المطلوبة".

أما ثاني المراحل فهي إجراءات في مطار المغادرة، قائلًا عنها إنه "يجب أن يقتصر الوصول إلى المطار على المسافرين والأشخاص المرافقين لحالات الركاب ذوي الاحتياجات الخاصة أو الحركة المحدودة أو القصر فقط، مع تنفيذ إجراءات فحص درجة الحرارة عند نقاط الدخول إلى مبنى المطار ويكون فعالًا قدر الإمكان لتحديد ما إذا كان الراكب مناسبًا للسفر أم لا، ويجب التقييد بالمسافات بين المسافرين وفقًا للقواعد واللوائح التي توصي بها اتحاد النقل الجوي الدولي واللي يتراوح من متر لمترين".

ومضى يقول "ولا ننسى توصيات الإياتا باستخدام أغطية الوجه للركاب مع معدات الوقاية الشخصية المناسبة لموظفي الخطوط الجوية والمطارات. والتشديد على ضمان تطهير المعدات والبنية التحتية  للمطارات وهذا ينطبق هذا على عناصر مثل العربات، والبوابات الإلكترونية، وأكشاك الخدمة الذاتية، وأجهزة قراءة بصمات الأصابع، والكراسي المتحركة، والصواني، وحاوية التخلص من الكمامات المستخدمة وما إلى ذلك".

أما ثالث المراحل، فتحدث الجواري عن أنها "إجراءات الصعود إلى الطائرة"، قائلًا، "ستكون عملية الصعود على متن الطائرة منسقة بين شركات الطيران والمطار لضمان الابتعاد الجسدي، لذلك ستحتاج المطارات إلى المساعدة في إعادة تصميم مناطق البوابة وسيتعين على سلطات الطيران المدني في كل دولة تنظيم قواعد ولوائح محلية بهذا الخصوص".

وتتمثل المرحلة الرابعة، في "داخل الطائرة وخلال الرحلة"، وعنها يقول الجواري، "بناءً على المعلومات المتداولة والمؤكدة من المنظمة العالمية للصحة، فإن خطر انتقال عدوى "كوفيد-19" من راكب إلى راكب آخر على متن الطائرة منخفض جدًا، كون أن المسافرين يجلسون متجهين للأمام وليس تجاه بعضهم البعض، مع وجود ظهر المقعد كحاجزٍ، بالإضافة إلى وجود مرشحات وصفيات الهواء داخل كابينة المسافرين التي تضخ الهواء النقي  على متن الطائرة من الأعلى إلى الأسفل، يضاف إليها تقييد الحركة على متن الطائرة كحماية إضافية وطبعًا استخدام أغطية الوجه من قبل المسافرين على طول الرحلة".

ونوه الجواري بالقول إلى أنه "تم وضع مبادئ توجيهية شاملة لطاقم الطائرة من قبل منظمة الصحة العالمية بشأن توفير مناديل تعقيم للمسافرين لتنظيف الأماكن من حولهم، وتنفيذ الإجراءات للحد من الحركة على متن الطائرة كما قلنا سابقا، أما بخصوص تقديم الطعام  فيفضل أن يقدم الطعام بشكل معبأ مسبقًا".

أما آخر الإجراءات يتمثل في إجراءات ما بعد الرحلة في مطار الوصول، فقد صرح الجواري بأن الإياتا توصي بوجوب أن تقوم إدارة المطارات وبالتعاون مع حكوماتها لتبسيط إجراءات تدقيق الجوازات من خلال تمكين العمليات غير التلامسية باستخدام أجهزة إلكترونية مثل رقائق قراءة جواز السفر، وأجهزة التعرف على الوجه وما إلى ذلك، وتدريب موظفيها على  هذه الأجهزة، مضيفًا "والمهم أيضًا أن تتأكد إدارة المطارات من أن عملية التخليص الجمركي تكون سريعة قدر الإمكان وأن يتم اتخاذ التدابير المناسبة في حالة إجراء عمليات التفتيش الفعلي للأمتعة لضمان الإبعاد الجسدي".

واختتم الجواري حديثه قائلًا، "بوجود جائحة كورونا يتوقع الخبراء أن يكون لهذا الوباء التأثير على أمزجة المسافرين مما ستجعله يراجع نفسه كثيرًا قبل القيام بالسفر عبر الطائرات، وسيكون هناك جهد شاقٍ عليه لمدة غير قليلة للتعود على هذه الإجراءات، ولكنه سيتأقلم مع الوضع الجديد؛ حفاظًا على صحته"

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة