أسطورة فسيفساء هيدرا المكتشفة بشمال سيناء
أسطورة فسيفساء هيدرا المكتشفة بشمال سيناء


تعرف على سر أسطورة فسيفساء «هيدرا» المكتشفة بشمال سيناء

شيرين الكردي

السبت، 13 يونيو 2020 - 03:20 ص

 

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن متحف الإسماعيلية يضم تحفة فنية نادرة ورائعة الجمال وهى لوحة من الموزايك طولها 485سم عرضها 300سم عثرت عليها البعثة الفرنسية برئاسة جون كليدا فى بدايات القرن العشرين بأحد القلاع قرب تل أبو غانم الذى بناها الإمبراطور تراجان فى القرن الرابع الميلادي وتحكى اللوحة أسطورة مقسمة لثلاثة مناظر، الأول يمثّل سيدة تدعى هيدرا تجلس في قصرها وترسل خطاب غرامى إلى إبن زوجها هيبوليت عن طريق خادمها تروفيس وقد رفض إبن زوجها طلبها فوشت به فأرسله أبيه إلى الغابات ليعاقبه.
 
وفى المنظر الثاني مناظر عزف على آلات موسيقية والمنظر الثالث نقش باليونانية محاط بالحيونات ويشير هذا النص إلى أن الإنسان لابد أن يتجنب شرب الخمر حتى لا يرتكب المعاصي وتتميز اللوحة بجمال ألوانها ومناظرها.

 ويضيف الدكتور ريحان أن متحف الإسماعيلية يقع بشارع صلاح سالم بحي الإفرنج أحد الأحياء القديمة بالإسماعيلية الذي ظهر لأول مرة بعد حفر قناة السويس أو مصاحبًا لها ويتميز بطرازه المعماري الفرنسي وكان يقيم به العاملين الأجانب بالشركة العالمية للملاحة البحرية (هيئة قناة السويس) ويتميز بهدوئه ونظافته وكثرة المساحات الخضراء ويأخذ متحف الإسماعيلية طابعًا معماريًا يمثّل شكل معبد مصري قديم يعلوه كورنيش أسفله وحدات زخرفية من الجعارين في وحدات كل وحدة فوق عمود من الرخام وعلى الجدران الخارجية للمتحف أبوب وهمية وشبابيك مزخرفة بوحدات زهرة اللوتس.

ويوضح أن إنشاء المتحف ارتبط ب تأسيس الشركة العالمية للملاحة البحرية لقناة السويس وما اكتشف من آثار نتيجة حفر قناة السويس مما دعي الباحثين عن الآثار من العلماء الأجانب للحضور إلى الإسماعيلية للتنقيب تحت إشراف الجهات المتخصصة ومن أشهرهم الفرنسي جون كليدا الذي قام بالعمل في مناطق عديدة بسيناء والسويس والإسماعيلية واستخرجت العديد من الآثار الهامة كانت نواة متحف الإسماعيلية.

وينوه الدكتور ريحان إلى معروضات المتحف التي تضم مجموعة من الآثار النادرة التي تمثل التاريخ المصري القديم واليوناني الروماني والمسيحي والإسلامي من خلال قاعدة عرض واحدة تضم 32 فاترينة عرض غير القطع الأثرية المثبتة بأرضية المتحف وقد نسق القطع المعروضة بالفتارين عند افتتاح المتحف موريس أفندي رافيل وهى قطع مستخرجة من تل المسخوطة ودفنة والمحمدية والدفرسوار والقنطرة بالإسماعيلية والعريش والشيخ زويد وتل الحير وحابو بشمال سيناء والقلزم وشمال خليج السويس وكبريت بالسويس كما تم تزويد المتحف بقطع أثرية من مواقع مختلفة بمصر.

ويتابع بأن معروضات العصر المصري القديم تضم تحفًا من الدولة القديمة مثل صلاّية (لوح الكحل) من حجر الشست على هيئة سمكة وقد كانت توضع في المعابد كنذر طولها 28سم عرضها 15.5سم ومن الدولة الوسطى تمثال لأبى الهول من الجرانيت الأسود للملك رمسيس الثاني رابضاً على قاعدة عليها خراطيش تحمل أسماء (وسرماعت – رع – شبت إن رع) استخرجت من تل المسخوطة أثناء تطهير ترعة الإسماعيلية ارتفاعه 160سم ومن الدولة الحديثة رأس تمثال من الحجر الرملى طوله 34سم عرضه 23سم لشخص يدعى أوكار مان أحد كبار موظفى رمسيس الثاني فوق رأسه جعران الذي يعطى لصاحبه البعث والحياة الأبدية ومن العصر المتأخر لوحة دارا الأول (داريوس) من الجرانيت الوردى طولها 310سم عرضها 76سم وهى لوحة تذكارية بمناسبة إقامة قناة تربط بين البحر الأحمر وشمال خليج السويس وتتجه شمالاً لتمر في البحيرات المرة ثم غرباً حيث وادي الطميلات كى تصل منه إلى البحر المتوسط وقد كتبت هذه اللوحة بأربع لغات قديمة المصرية القديمة والفارسية القديمة والأوكدية والبابلية (الخط المسمارى) وتعد هذه اللوحة من أربع لوحات تذكارية أقيمت على طول القناة في تل المسخوطة والشلوفة وكبريت والسويس.

ويوضح الدكتور ريحان أن معروضات العصر اليوناني الروماني تضم بالإضافة إلى الفسيفساء الشهيرة أواني الحضرة التي يحفظ فيها رماد المتوفى بعد حرقه وسميت بهذا الاسم للعثور على مجموعة كبيرة منها بمنطقة الحضرة بالإسكندرية وكذلك تمثال من التناجرا من التراكوتا يمثل السيدات يرتدين الخيتون والهيماتيون مما يعطى فكرة عن الموضة في العصر اليوناني الروماني.

ومن المعروضات المسيحية قنينة سانت مينوس (القديس أبو مينا) ارتفاعها 10.5سم عليها نقش يمثل القديس مينا رافعاً يديه يصلّى وعلى جانبيه يرقد جملين ومجموعة من البرديات باللغة القبطية عبارة عن عقود تجارية وغيرها من المعاملات ومواثيق عثر عليها فى باويط ومن العصر الإسلامي شمعدان من البرونز ارتفاعه 45سم من العصر الفاطمي وعمود طعام من ثلاث قطع عليه كتابة تشير لصاحبته وهى فاطمة بنت الشيخ محمد النحاوى 1185هـ ووثيقة زواج والعديد من مسارج الزيت التي كانت تستخدم للإضاءة بزيت الزيتون.

وعن الإسماعيلية يوضح الدكتور ريحان أنها  أكبر المقاطعات مساحة فى مصر القديمة وقد عرفت فى اللغة المصرية القديمة باسم " رع اياتب" أو مقاطعة حورس الصقر وعاصمتها "براتوم" موقع تل المسخوطة حالياً وعرفت فى العصر اليونانى باسم "هيرونوبوليس" وفى العصر البطلمى "بيثوم" وفى العصر الرومانى "ايرو" وعلى أرضها مر نبي الله يوسف ونبى الله موسى وعبرتها جيوش المسلمين الفاتحة عبر وادي الطميلات إلى بلبيس واستمدت اسمها الحديث من اسم إسماعيل باشا حاكم مصر وتقع بمنتصف قناة السويس يحدها شرقًا سيناء وقناة السويس التي تخترق بحيرة التمساح والبحيرات المرة ويحدها غرباً حدود الدلتا على امتداد فرع دمياط ومن الشمال بورسعيد ومن الجنوب طريق القاهرة - السويس.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة