السبت، 13 يونيو 2020 - 07:19 م

دون استباق للأحداث،  أو القفز إلى نتائج لم يتم الوصول اليها بعد، خلال المفاوضات الجارية حاليا، بين الوفود الثلاثة لمصر والسودان وأثيوبيا،..، نستطيع القول بأن ماهو ظاهر على السطح حتى الآن لا يبعث على الاطمئنان ولا يوحى بالتفاؤل.
هذا للأسف ما تشير اليه الاخبار والتصريحات الصادرة عن الاجتماعات التى دارت حتى الآن، والتى تكاد تجمع على غياب البوادر المؤدية إلى امكانية تحقيق الهدف الذى استؤنفت المفاوضات من أجله، وهو التوصل الى توافق نهائى وشامل حول المسائل المتعلقة بأسلوب ملء وتشغيل  السد .
ومن المعلوم.. هدف المفاوضات، كان ولايزال، وصول الدول الثلاث إلى اتفاق نهائى عادل وشامل، ينظم قواعد ملء وتشغيل خزان السد، يكون منصفا ومتوازنا ومحققا لمصالح الدول الثلاث، بحيث يلبى احتياجات أثيوبيا للطاقة والتنمية، ويحافظ على حقوق مصر والسودان واحتياجاتهما المائية المشروعة والتاريخية .
ومن المؤكد ان تحقيق هذا الهدف يتطلب بالضرورة توافر حسن النية لدى الاطراف الثلاثة المتفاوضة، وهو ما كان ولايزال غائبا عن النهج الاثيوبى المتبع فى المفاوضات، حيث لجأت أثيوبيا الى اسلوب المراوغة والتعنت وإضاعة الوقت طوال المفاوضات السابقة والحالية، ثم التراجع عما سبق التوافق حوله والاتفاق عليه فى مفاوضات واشنطن الأخيرة .
ولكن.. على الرغم من ذلك.. دعونا نأمل ان تقلع اثيوبيا عن المراوغة والتعنت، وان تتمكن الدول الثلاث من انهاء الخلافات والتوصل الى اتفاق شامل وعادل يحقق مصالح الشعوب الثلاثة،..، ونحن نتمنى ان يتحقق ذلك قبل ان ينفد صبر أيوب المصرى تجاه السلوك والنهج الاثيوبى غير المقبول وغير المحتمل .محمد بركات