كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

نزع فتيل أزمة « الغلاف» !

كرم جبر

السبت، 13 يونيو 2020 - 07:22 م

طفى أزمة غلاف روزاليوسف والكنيسة، كان ضرورياً إطفاء الشرر قبل أن يصبح حريقاً، فأثناء الليل يبلغ نشاط سوشيال ميديا ذروته، وتأجج الغضب خصوصاً من أجيال الشباب المسيحي.
لا أناقش الضوابط المهنية ولا سوء أو حسن النية، ولكن أزمة كادت أن تكون كبيرة، اضطر على أثرها البابا تاوضروس أن يصدر بياناً منسوبا إليه، يندد فيه بالغلاف ويطالب بالمساءلة.
من صميم اختصاص الهيئة الوطنية للصحافة، وفقاً للفقرة الخامسة المادة السادسة من القانون 179 لسنة 2018 «مساءلة القيادات الإدارية والتحريرية فى حالة ثبوت خلل أو تعثر فى الأداء.....».
وكان الاتصال الفورى برئيس مجلس إدارة روزاليوسف المهندس عبد الصادق الشوربجي، لتدارك الأمر وعدم توزيع العدد، لأن الضجة الهائلة حدثت بعد نشر الغلاف على فيس بوك قبل توزيع العدد، وتحرك رئيس المؤسسة على الفور للتنسيق مع رئيس التحرير لتدارك الموقف.
وكانت الخطوة التالية هى الاعتذار عن الخطأ بجرأة وشجاعة، وليس تبريراً أو مناورة، خصوصاً أن تاريخ روزاليوسف يشهد لها بالوقوف فى ظهر الوحدة الوطنية، ودفاعها الاستراتيجى المستمر عن الإخوة الأقباط، وصدر بيان شديد الوضوح من الهيئة دون تأخير.
وتم نزع فتيل الأزمة، لأن الحفاظ على الهدوء والاستقرار من صميم ضوابط الحرية، وعدم المساس بأصحاب الديانات الأخرى والاحترام الكامل لكل العقائد.
الأزمة كانت سريعة، وإطفاؤها كان أسرع، فبمجرد نشر الغلاف على فيس بوك اشتعلت الأجواء، وكان ضرورياً إفساد محاولات التهييج والإثارة فى وقت صعب.
لم يستغرق الأمر طويلاً لحرص الجميع على الهدوء والتهدئة ووجدت تجاوباً كبيراً من سكرتير البابا القس بولس حليم، الذى تواصل معنا، وأشاد بالإجراءات السريعة التى حققت ارتياحاً للغاضبين.
الدرس المستفاد هو الابتعاد تماماً عن المساس بالحساسيات الدينية، والتركيز على التقارب والتواصل، والحفاظ على الثوابت التاريخية الراسخة فى العلاقة بين المسلمين والأقباط.
والدرس المستفاد أيضاً هو عدم ترك مستصغر الشرر حتى لا يصبح حريقاً كبيراً، ما دامت النوايا حسنة والأهداف نبيلة والمقاصد سليمة، فشجاعة الاعتذار تمحو آثار الغضب.
أما فى الشأن العام فأقول إن حائط الصد الذى يحمى مصر فى مختلف الأزمات، هو متانة العلاقة بين عنصرى الأمة، وبلغت قوة العلاقات أقصاها فى عام حكم الإخوان.
وأقول إن روزاليوسف مؤسسة وطنية عريقة، ويشهد لها بذلك دفاعها المستمر عن الحريات ووقوفها فى صف التنوير ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب، والحرص التام على العلاقات المتينة بين المسلمين والأقباط.
روزاليوسف مدرسة الوعى ويتوارث أبناؤها جيلاً بعد جيل مفاهيم الاستنارة والحرية والتسامح ونبذ التطرف والمغالاة.. إنها مدرسة إحسان عبد القدوس أستاذ الحب والحرية.
الحمد لله أن الجماعة الإرهابية وكوادرها الإعلامية لم يهنأوا بالرقص على الدخان، ولم يتمتعوا بدق الأسافين وتعظيم الفتن، فالمسألة عندهم تنحصر فى شيء واحد: إشعال الحرائق.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة