خالد جبر
خالد جبر


يوميات الأخبار

خليـك إنسـان

خالد جبر

السبت، 13 يونيو 2020 - 07:26 م

قلت له : هذه خمسة ممنوعات.. فما هو السادس.. أجابنى: ابعد عن الزمالك.. هو إللى جابك هنا.

السبت:
اعذروني.. لن أكتب اليوم عن ذلك الكابوس الثقيل الذى يرعبنا ويقض منازلنا جميعا..
فنحن جميعا سواء فيه.. وما أشعر به وأخاف منه..تشعرون به وتخافون منه أنتم أيضا.. حتى فتاوى المفتين التى تزعجنى وصرخات الشاكين التى تقلقنى بالتأكيد هى تزعجكم وتقلقكم أيضا
ثم إننى ولا أنتم نملك المساحة الكافية أو اللائقة لأتحدث فيها عن رفقاء عمر وزملاء مهنة محترمين غادروا الدنيا خلال الأيام الماضية مثل مجدى كامل وسيد مصطفى وحسن فكرى .. وجميعهم من أبناء أخبار اليوم التى أتمنى أن يحفظها الله وأبناءها.. ولا عن الصديق العزيز صاحب الرؤية الاقتصادية المستنيرة الدكتور محسن عادل الرئيس التنفيذى لهيئة الاستثمار الذى رحل عنا اول من أمس.. رحمهم الله جميعا وحفظكم.
وأختم بنصيحة أرسلها لى صديق وزميل عزيز حفظه الله تحكى عما يجب أن نفعله مع بعضنا فى هذه الايام :ممكن محدش يكلم حد الفترة دى يعاتبه على أى حاجة !
ممكن محدش يقول لأى حد كلمة ممكن تضايقه !
ممكن محدش يكلم حد غير لو هيقوله كلمة حلوة !
احنا فى أيام صعبه أوى وكل واحد فيه اللى مكفيه.
كل الناس نفسيتها تعبانة.. كلها بلا استثناء.
حتى اللى بيهون عليك وبيضحك معاك ده تعبان برضه ومخنوق ومش عارف يقولك عشان يخفف من عليك.
اللى عنده مريض.
اللى مش عارف يشتغل.
اللى معرض للخطر وهو رايح الشغل.
اللى خايف على نفسه وعلى أهل بيته وولاده.
اللى شغله أتأثر.
واللى حامل وخايفة ع البيبى.
اللى مصاريفه اتأثرت.
اللى مسافر ومش عارف يرجع.
اللى ديونه كثرت.
اللى صحته فى خطر.
ربنا يعلم كل إنسان فيه إيه !
اختصار الموضوع
خليك إنسان.
المستقبل أهم
الأحد:
أفضل دائما الحديث عن المستقبل.. فالمستقبل يعنى أننا متمسكون بالحياة ومتشبثون بها ومدافعون عنها حتى آخر مدى.. والمستقبل القريب بالنسبة لنا تتهدده أخطار متعددة...واذا كانت كورونا خطر ابتلاء من الله.. فإن الاخطار الأخرى هى ابتلاء من غباء البشر واطماعهم وعنصريتهم..
أهم تلك الاخطار ما نواجهه من الجنوب حيث يحاصرون الأحباش بمياه النيل.. يراوغون ويستعبطون.. ويعبئون سد نهضتها الذى سيكون فاتحة دمارهم بإذن الله
ثم هناك ما نواجهه من أطماع العثمانيين الجدد الذين جاءوا بأوهام الماضى متصورين أنها تصلح للحاضر.. وهم على حدودنا الغربية يستقلون الأسد المصرى الذى لن يسكت لهم.
ونحن أمام الخطرين نواجه موقفا صعبا.. يتطلب منا موقفا واحدا لا بديل عنه.. وهو الالتفاف حول قلب رجل واحد.. نقف وراء القائد الذى اخترناه منذ ٦ سنوات أنجز فيها الكثير.. ولكن مهما كان هذا الكثير كثيرا فإن ماهو قادم أهم وأصعب وأخطر.. فكونوا رجلا واحدا خلف القائد. ولن يخذلنا الله أبدا
اختيار المنسى
الاثنين:
النجاح الكبير الذى حققه مسلسل  الاختيار الذى تابعناه فى رمضان.. ليس فقط لأنه ممتاز ورائع تأليفا (باهر دويدار) وإخراجا (بيتر ميمى) وانتاجا (تامر مرسى) وتمثيلا (كرارة والعوضى وآخرين).
ولكن نجاحه الهائل كان لانه حكى لنا قصة بطولة شاب مصرى يستحق لقب الاسطورة هو والعشرات مثله فى انتظار مسلسلات وافلام تمجد بطولاتهم.. وكنت من بين الذين طالبت بإطلاق اسم أحمد منسى على أحد الشوارع المهمة. وكتبت مقترحا أن يطلق اسمه على شارع مصدق فى الدقى الذى لا يعرف سكانه من هو مصدق هذا.. وطبعا هو رئيس سابق للوزراء فى ايران.. وأطاح بحكم الشاه وقام بتأميم البترول الايرانى مما أعجب الرئيس جمال عبد الناصر الذى كان يخطط لتأمين البترول المصرى ثم قناة السويس بعد ذلك مع اتجاه كل الدول المتحررة حديثا لتأمين كل ثرواتها التى كانت فى أيدى الاجانب.
المهم أن عبد الناصر أطلق اسم مصدق على شارع بالمنطقة الجديدة وهو كان مخططا له أن يكون شارع الشاه بهلول الموازي لشارعين باسم ايران وطهران..وذلك نكاية فى الشاه وفى امريكا التى أعادته للحكم بعد أيام واحتوته وحافظت عليه حتى باعته مع الثورة الخومينية عام ١٩٧٨.
سليمان وطومان
الثلاثاء:
ولكنى فرحت لقرار محافظ القاهرة الواعى بإطلاق اسم البطل أحمد منسى على شارع كان يطلق عليه أم الغازى العثمانى السفاح الدولى قاتل أبيه سليم الأول.
كنت أعتقد أن الذى أطلق اسم محتل مصر على الشارع محافظ إخوانى. لكنى ادركت أنه رجل غبى.. لأنه أطلق على الشارع الموازي له اسم طومان باى.. وهو الأمير الفارس المملوكى الأصل الذى أحبه المصريون وأحبهم.. وتولى الحكم بعد عمه قنصوه الغورى ليكون السلطان الاشرف طومان باى آخر حكام الدولة المملوكية.. ويواجه بشجاعة وشراسة قوات الغزاة العثمانيين.... ولكن بخيانة اخوانية داخلية دخل سليم إلى مصر وأعدم طومان.. وبدأت مرحلة سوداء من تاريخ مصر.. يريد أحفاد سليم عودتها الآن من الاتجاه الاخر.

 ماذا يريد الأحباش منا
الاربعاء:
 كابوس جاءنا من الشرق وابتلينا به منذ ٥٠٠ سنة.. وعادت مصر واقفة على قدميها ولم تنكسر.. ولن تنكسر مادمنا نحن جميعا يدا واحدة.
الآن البلوة العظمى أو البلاء الأكبر.. إن أحفاد العثمانيين أرادوا الالتفاف علينا من الغرب.. وهاهم يقتربون من حدودنا الغربية .. ولكن كلنا ثقة فى حكمة قائدنا وكفاءة جيشنا.. ويقظة شرطتنا.. وصمود شعبنا..
تكتمل البلوى بما يمارسه معنا الأحباش الجدد.. المدعومون بمن يدعم العثمانيين.
منظمة الحقوق الضائعة
الخميس:
أين منظمة  هيومان رايتس ووتش اللى وجعت دماغنا بحقوق الانسان. أين هى مما يحدث فى امريكا التى قتل فيها ضابط أبيض مواطنا أسود بطريقة لا انسانية ولا قانونية.. أمريكا هى البلد الوحيدة التى مازالت تفرق بين الناس على اساس اللون منذ نشأتها وحتى اليوم.. لعل المنظمة نائمة.. او ضائعة..ولعلها لاتتحرك الا على صراخ الإخوان الذى يملكون الدنيا عويلا وصراخا رغم مايرتكبون من جرائم ومجازر.
كنا نقول ان تلك المنظمة المسيسة والموجهه تكيل بمكيالين.. لكنها فى الواقع تكيل بعشرة مكاييل.
 أنا والستة البيضاء
الجمعة:
وقف جراح المخ والاعصاب الشهير الذى أجرى لى عملية إزالة جلطة وتوسعة شرايين المخ ليهنئنى بالخروج من المستشفى.. قال لى وهو يشد على يدى.. أوصيك.. بل آمرك بالابتعاد عن الستة البيضاء.. قلت له يادكتور هل تقصد الايام الست التى نصومها بعد رمضان.. قال لى : لا أقصد ذلك ابدا.. فانت لك أعذارك.. ولكن الستة البيضاء التى أقصدها هى الدهون فهى تسبب الجلطات.. والسكر الذى يرفع نسبة الجلوكوز فى الدم.. والملح الذى يرفع الضغط والدقيق الابيض فى الخبز والحلويات.. والدخان بأي وسيلة بأخطار عديدة متعددة.. قلت له : هذه خمسة ممنوعات.. فما هو السادس.. أجابنى: ابعد عن الزمالك.. هو إللى جابك هنا.. قلت له : معك  حق يا دكتور فى كل ماقلت ماعدا الأخيرة فهذه لا أملكها.. شكرا والسلام عليكم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة