هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


إشتروا منى

هكذا سندتنى أمى قبل الرحيل

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 14 يونيو 2020 - 07:45 م

بقلم/هناء عبد الفتاح

ما أثقل الحديث عن الفقد وما أصعبه، وإذا كان فقد الأم، فهو حديث عن فقدان كل شيء، أتصور أنى فقدت كل شيء بموت أمى، كل محاولات وصف الألم فاشلة ولا تقترب حتى من الحد الأدنى، كل محاولات التعافى بلا جدوى، الوجع من النوع الثقيل، محفور فى سويداء القلب، منقوش فى مقدمة الذاكرة.
يدرك كلامى هذا كل من ماتت أمه ويعرف قيمة الأم جيداً، ولأول مرة فى حياتى أكتب مقالا ترويه دموعى وتختلط بالحروف والكلمات، ورغم الوجع النفسى الشديد أنا مصرة على مواصلة الكتابة.
للتوضيح أنا لا أكتب تلك السطور لإستدعاء مشاعر المواساة، فقد كانت دعوة أمى الثابتة لى «ربنا يسترك دنيا وآخرة ومتحتاجيش لحد أبداً ومتشوفيش المرض أبداً» هكذا سندتنى أمى قبل رحيلها.
أنا أكتب تلك السطور لأنى حزنت وتحسرت بعدما سمعت استغاثة الدكتورة الفاضلة عبلة الكحلاوى رئيس مجلس أمناء جمعية الباقيات الصالحات لرعاية المسنين التى أكدت فيها كارثية الوضع فى الدار بعد إصابة بعض النزلاء بفيروس كورونا ورفض أبناء البعض الآخر طلبها بالحضور لإستلام آبائهم وأمهاتهم حتى يجنبوهم خطر العدوى والموت
جاء ردهم على الدكتورة « اعتبريهم اتصابوا وخليهم عندك»، أما حزنى وحسرتى لأنى فى الوقت الذى أتلوع فيه ألماً على فراق أمى وأشتهى لحظة واحدة أراها فيها سمعت عن أبناء قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة رفضوا أمهاتهم وآباءهم وتركوهم معرضين للموت «عادى جداً».
 حزنى وحسرتى لأن النعمة العظيمة فى يد من لا يقدرها وبالعكس يرفضها و«يتبتر عليها»، حزنى وحسرتى لأن شريحة الجحدة لم تغتنم الفرصة ولم تجعل لها رصيد من البر تستند عليه لما هو آت.
نصيحة خالصة لوجه الله تعالى، مهما كان حجم احتياج والدك أو والدتك لك، فيقيناً حجم احتياجك أنت لهم أكبر بكثير، فى شدتهما لا تبخل عليهما أبداً بوقت ولا جهد ولا مال، هذا لأجلك أنت ولمصلحتلك أنت، عقوق الوالدين مرتبط ارتباطا كاملا بالشقاء فى الدنيا، هكذا تؤكد كل الرسالات السماوية، ولو كنت لا تؤدى واجبهم عليك فلا تسأل نفسك لماذا انتزعت البركة من حياتى ومن صحتى ومن مالى ؟، لا تسأل نفسك لماذا انتزعت البركة من أبنائى ولماذا يعذبوننى ؟ لماذا كل هذا الشقاء ؟ والأهم.. لا تتعجب أنك بلا سند !

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة