طلاب الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة


ماراثون امتحانات الثانوية العامة.. روشتة نفسية لـ«دفعة كورونا»

أسامة حمدي

الإثنين، 15 يونيو 2020 - 05:43 م

 

◄| «عبدالراضي»: الابتعاد عن الأفكار السلبية وعدم رفع سقف التوقعات عن الأبناء وطرد الخوف والقلق «ضرورة»

◄| «عبدالله»: البعد عن تصفح الإنترنت وعدم ترك أجزاء من المادة وتقديم الدعم النفسي والثقة للأبناء

◄| خبراء علم النفس: عدم ملازمة الأبناء عند اللجان والمشاركة بالقراءة والتقليل من المنبهات والتغذية السليمة والنوم الكافي

 

أيام قليلة وينطلق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، لكن هذا العام تأتي في ظروف استثنائية وبترتيبات مختلفة عن الأعوام السابقة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ولما تسبب الثانوية العامة عموما من قلق وارتباك في كل بيت مصري تقريبا، ولاسيما هذا العام بعد تفشي الفيروس التاجي؛ فتقدم «بوابة أخبار اليوم» روشتة طبية ونفسية لطلاب الثانوية العامة وأسرهم قبيل بدء الامتحانات المزمع إجراؤها في 21 يونيو الجاري.

في البداية يقول الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، إن أولياء الأمور عند تربيتهم لأبنائهم لا يعلمونهم كيفية التعامل مع الأفكار السلبية، فما يضيع مجهود الطلاب هو مجموعة الأفكار التي يفكرون فيها، فلو كانت الأفكار إيجابية ستنعكس عليه بالإيجاب أما لو كانت سلبية تنعكس عليه بالسلب، وهذه الأفكار تتحول إلى مشاعر، وتلك المشاعر يظل الطالب أثير ورهن لها، وهذه إحدى نظريات علم النفس، لو كان الطالب يتبنى مجموعة أفكار مشوشة عن ذاته وقدراته وعقله عليه معالجتها وهو ما يعرف بـ«صورة الذات».

وتابع د. «عبد الراضي»، قائلا إن كثير من الطلاب يتعاملون مع أنفسهم وفق آراء الناس فيهم كرأي الأب والأم فيه، ويتعامل مع نفسه بشكل نمطي، فلو وصفوه بالفشل يتعامل مع نفسه كونه «فاشل» ولو وصفوه بالنجاح وامتلاك القدرات يتعامل كونه «ناجح»، فمثلا الموهبون في الرسم اكتشفوا مواهبهم من خلال آراء الناس حولهم.

وشدد على أهمية عدم الخوف والقلق من جائحة كورونا طالما يلتزم الطالب بالإجراءات الوقائية؛ ويتردي الكمامة الخاصة به، ويبتعد عن الزحام، ملتزما بالتباعد الاجتماعي، وغسل الأيدي بشكل مستمر، مؤكدا على أهمية عدم مقارنة الآباء لأبنائهم بآخرين كأقاربهم أو أخواتهم الأكبر مثلا الذين استطاعوا الالتحاق بكليات القمة، وكذا عدم المقارنة في التربية، فلك شخص قدرات خاصة به، والمقارنة نوع من كسر صورة الذات وزرع أفكار سلبية وسوداوية عن الذات، مشددا على عدم التضخيم والمدح الزائد للأبناء.

وأوضح استشاري العلاج والتأهيل النفسي، أنه يجب تقبل الأبناء في كافة أحوالهم، والإيمان أن النجاح يتحقق بالسعي، وهناك نماذج ناجحة في مصر استفاد منها المجتمع ولم يكن خريجو كليات القمة، منوها أنه يرفض مسمى كليات القمة فكل كلية نحتاج لها في مختلف التخصصات بمؤسسات الدولة والمجتمع، والأهم هو الاجتهاد في مجال العمل، مؤكدا على ضرورة ألا يرفع الأبناء سقف توقعاتهم عن الأبناء ولكن الموضوعية والواقعية مهمة جدا في النظرة للأبناء.

وشدد على أهمية الابتعاد عن القلق والتوتر والتركيز في المذاكرة، مع ضرورة الاستعداد لها بتهيئة الجو النفسي في المنزل كتخفيض صوت الهاتف المحمول، وصوت التلفاز، واصطحاب بعض أفراد الأسرة للكتاب والمشاركة بالقراءة ونشر تلك الأجواء في البيت؛ كقراءة القرآن أو الإنجيل مثلا بجوار الابن، وامتصاص غضب الأبناء وتربيتهم على أن العقل رهن الأفكار التي تسيطر عليه، فمثلا إقناعهم بأن الامتحانات ستأتي سهلة وتراعي ظروف الطلاب في جائحة كورونا وكذا المناهج ليست طويلة ويمكن تحصيلها.

ولفت الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، إلى أن الامتحان السهل في علم النفس هو الذي تم حله من قبل، فلو قام الطالب بالتدريب على حل أسئلة البوكليت من قبل سيكون الامتحان سهلا بالنسبة له، منوها على أهمية التدريب على فن عرض الإجابات وتنسيقها، وترتيب الأفكار واستخدام مفردات لغوية سليمة والاهتمام بقراءة منهج الوزارة والاستفادة من الحصيلة اللغوية فيها، وذلك يتحقق بتهدئة التوتر والقلق.

وواصل حديثه بأن تهدئة القلق والتوتر يكون بالمشي حول المنزل نصف ساعة مثلا والتحدث عن الأمور الإيجابية، واعتبار الثانوية العامة أنها طريق للحصول على المتع وتحقيق الذات وليس اعتبارها حائلا لمتعة الحياة، منوها على أهمية عدم ابتكار أغذية جديدة والتركيز على السلطات والخضروات والفواكه والعصير الطبيعي والتقليل من المكيفات والمنبهات كالشاي والقهوة وارتداء الملابس القطنية الناعمة والابتعاد عن الأصدقاء الذين يصدرون له التوتر والقلق.

ونوه استشاري العلاج والتأهيل النفسي، على أهمية عدم اصطحاب الأبناء للامتحان لأنها تعمل على كسر المسئولية لدى الأبناء وتربيتهم على الاتكالية ويزيد التوتر والقلق، مؤكدا على أهمية النوم الكافي وعدم «التطبيق» أي الاستيقاظ حتى وقت الامتحان، لأنها تؤثر على القدرات الإنتاجية في عرض الإجابة والتعبير عنها.

أما الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري علم النفس والعلاج الأسري، فتقول إن هذا العام تزيد أدوات الطالب التقليدية بالكمامة والكحول وأدوات التعقيم، مؤكدة على أهمية أن يذاكر الطالب ويستحضر المعلومات عبر الصور والألوان والرموز خاصة للعناصر الأساسية، وكذا إدارة الوقت، والجلوس في أماكن هادئة، وطرد الخوف والقلق، وشرب المياه بكثرة، والاهتمام بالتغذية خاصة الأسماك والأطعمة التي تحتوي على أوميجا 3 والمكسرات والعسل الأبيض.

وأكدت د. «عبدالله»، على أهمية البعد عن الانعزال بل إشباع الجانب الاجتماعي، وتنظيم الوقت، والتقليل من السهر، والبعد عن المنبهات والمكيفات، وكذا البعد عن القلق والتفاؤل بالخير والتوكل على الله، والبعد عن الاضطراب النفسي الذي يسوقه الإعلام «بعبع الثانوية العامة»، وممارسة التمارين الرياضية لمدة نصف ساعة، والنوم الكافي الذي نظم عمل المخ في التحصيل الدراسي واسترجاع المعلومات، والبعد عن تصفح الهاتف ومواقع الإنترنت، وعدم المذاكرة على السرير، واستنشاق الهواء عبر النوافذ، وأخذ قسط من الراحة بين مذاكرة المواد الدراسية.

وأوضحت استشاري علم النفس والعلاج الأسري، أنه كلما زاد مستوى القلق الإيجابي كلا زاد التحصيل الدراسي، فالقلق الحميد الذي يدفع للمذاكرة مطلوب، وعدم ترك أي أجزاء في المادة، وتنظيم وقت المذاكرة والمراجعة للمواد، وعدم اعتبار فيروس كورونا عائق، وعدم رفع سقف التوقعات من الطالب ومقارنتهم بالآخرين، وتهديدهم في حال عدم الحصول على مجموع كبير، وزيادة ثقة الطالب في نفسه، والاهتمام والدعم من الأسرة، وترك السؤال الذي لا تتذكره والانتقال لما بعده.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة