د. محمد أبو هاشم
د. محمد أبو هاشم


قضية ورأى

٣٠ يونيو.. وأكاذيب عثمنة التاريخ

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 15 يونيو 2020 - 06:13 م

 

بقلم/ د. محمد أبو هاشم

تابعت خلال الفترة الأخيرة حالة الحراك الذى أحدثته دار الإفتاء المصرية عندما وضعت يدها على إحدى جرائم التزوير والتزييف التى تمارسها جماعة الإخوان الإرهابية بهدف « عثمنة التاريخ «، وللعلم هذا المصطلح مقتبس من بيان على لسان المجتهد الواعى د. إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية الذى استطاع أن يوجع الإخوان فى مقتل، درجة أنهم أصيبوا بالهوس والتخبط، وبدأوا يتجمعون من كل حدب وصوب لمهاجمة دار الإفتاء ضمن أجندتهم تشويه كل ما هو مصرى ويتصدى لباطلهم، ويؤكد فشلهم.

كما رأيت خلال تلك المتابعة مدى البذاءة اللفظية التى نطقت بها أفواه ذئاب الإخوان الإرهابية الذين يقتاتون على موائد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وممن يتخذون الدوحة قبلتهم يولون ألسنتهم تجاه قادتها مدحا يصل بهم درجة العصمة، وذما لمخالفيهم ينزل بهم درجة الكفر والعياذ بالله تعالى.

السؤال الذى يطرح نفسه وتغافل عنه الجميع : لماذا ارتفعت نبرة الغضب الإخوانى درجة الهوس وحد الجنون خلال تلك الأيام عبر تلفيق الأكاذيب وترويج الشائعات وإظهار ما تنطوى عليه نفوسهم من كراهية للوطن الذى عاشوا على أرضه وأكلوا من خيره، ولا يزال أهلهم يعيشون فى مصر، هذا السؤال إجابته فى أن للإخوان ذكريات أليمة مع شهر يونيو من كل عام، فهذا الشهر الذى كشف للعالم أن المصريين على قلب رجل واحد لا يقبلون أن تخطف بلدهم، وأنهم يرفضون التعصب الدينى، وأهون عليهم أن يدفعوا أرواحهم ولا يسمحون للإخوان بإقامة دولة المرشد، فى مثل هذا الشهر عام ٢٠١٣ خرج المصريون فى ملحمة عالمية كشفت المؤامرات التى تحاك ضد بلدهم من أئمة الشر ورعاتهم ومموليهم فى قطر وتركيا، كشفت القواعد الإرهابية التى كان يتم تجهيزها فى سيناء وفى حدود مصر الغربية لإقامة ولايات للدواعش، ولكن الله تعالى الذى أخبر أن مصر مأوى الآمنين وملاذ الخائفين ولا تبديل لكلمات الله، لذلك هدى الله أفئدة المصريين للاجتماع على كلمة سواء، وإرادة واحدة حماها جيشهم الوطنى العظيم، لإنهاء مسيرة عام مظلم، عام الحزن، عام كان كألف عام من البؤس، عام اختطفت فيه مصر، وبفضل الله تعالى وإرادة شعبها وجيشها عادت سالمة غانمة.

لا تنتظروا من الإخوان سوى كل تشويه وتسفيه وحقد وكراهية، فهم بمثابة الشعراء فى العصور الأولى كلما اشتد الهجاء لإرضاء أرباب نعمتهم،كلما زاد لهم العطاء، وأنا على يقين أن هؤلاء الفئة الباغية لو وجدوا غدا من يدفع لهم أكثر من قطر وتركيا فستسمعون الأعاجيب فى تعرية أصدقاء الأمس، وهذا ليس بغريب على جماعة وضعت يدها فى يد الاحتلال الإنجليزى منذ نشأتها الأولى، جماعة احترفت قتل كل من يعارضها وليس ببعيد قتل القاضى الخازندار، ولا النائب العام المستشار هشام بركات، حتى علماء الدين لم يسلموا من محاولاتهم الإجرامية فقد حاولوا اغتيال د. على جمعة عضو كبار علماء الأزهر وهو ذاهب لأداء فريضة الصلاة.
والآن يرتكبون جريمة تزييف الوعى وتضليل الأذهان وتزوير التاريخ وتطويعه لخلق أمجاد زائفة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان لإظهاره بأنه خليفة المسلمين وناصرهم، على سبيل المداهنة لمن يجمع شتات قوى الإرهاب والشر.

إن التاريخ لا يكذب ولا يتجمل.. وتاريخ مصر وجيشها وشعبها معلوم فى حماية الدين والعقيدة وإعلاء التضامن الاجتماعى ونبذ العنف والطائفية، فمهما حاولوا لن ينالوا من مصر، فعند الحدود أُسود تحميها، وفى الداخل أبطال ينسجون ملحمة من البناء لمصر الحديثة التى يقودها رئيس يراقب ربه ويطيعه فى تحقيق طموحات وآمال البسطاء.
- عضو مجمع البحوث الإسلامية

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة