محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: صابرين تُخرج عفريت الموهبة في «ليالينا 80»

محمد قناوي

الثلاثاء، 16 يونيو 2020 - 05:31 م

 

تعمدت عدم مشاهدة مسلسل"ليالينا 80" أثناء عرضه طوال شهر رمضان الماضي لأنني أري أن هذه النوعية من الأعمال تحتاج لمشاهدة من نوع خاص بعيدا عن ضجيج الصراعات الدرامية الزائفة التي تحدث خلال الشهر الكريم والتي دائما ما يحرك أغلبها السوشيال ميديا؛ والترويج لها من صناع هذه الاعمال؛ فتتوه الاعمال المتميزة وسط هذا الضجيج؛ لذلك اخترت أن أشاهد "ليالينا 80 بعد انتهاء بعيدا عن الزحام الدرامي.

وقد عكفت علي مشاهدته خلال عدة أيام عبر منصة "ووتش أت" وقد استمتعت بالنص الذي كتبه السينايست أحمد عبد الفتاح ومن خلاله يرصد التحولات الكبرى التي طرأت على المجتمع المصري خلال فترة الثمانينيات وتحديدا بعد اغتيال الرئيس السادات؛ فتشعر وأنت تشاهد المسلسل أنك تسير في شوارع القاهرة القديمة ينتابك حنين للبشر والشوارع وموديلات السيارات وأزياء السيدات والرجال في تلك الفترة وتسريحات الشعر والموضة؛ وبوسترات الأفلام وشرائط الكاسيت؛  والحارة المصرية؛ ويرصد المسلسل حالة حقيقية للمكان والزمان والموسيقي وقد برع مخرج العمل أحمد صالح أن ينقلها بسلاسة من خلال حركة الكاميرا والموسيقي المعبرة عن هذه الفترة؛ واداء متناغم لممثليه "صابرين وإياد نصار وخالد الصاوي وغادة عادل وميدو عادل محمد علي رزق وحسني شتا وغيرهم".

ولكنني أتوقف هنا أمام اداء الفنانة صابرين؛ ولا شك هنا أن صابرين؛ وهي تقدم شخصية "رقية" وصلت لقمة النضج الفني والأداء المتكامل؛ فـ"رقية" أرملة أحد شهداء حرب أكتوبر المجيدة، وهي نموذج لأم مصرية أصيلة تحاول تربية أبنائها بأفضل شكل ؛ تتمني أن تمر الأيام بسرعة ليكبر ابنها الولد الوحيد "راضي" ويتخرج من الجامعة ليحمل عنها هذا الحمل، إلا أن الأحداث تنقلب رأسا على عقب تعرضه لحادث بالتاكسى الذى كان يعمل عليه يتسبب في بتر ساقه، وبالتالى تقرر تحمل أعباء زائدة من أجل مساعدته فى دراسته؛ وشخصية رقية ليست سهلة وصعب تمثيلها الإ من خلال ممثلة تمتلك احساسا خاصا؛تمتلك تعبيرات ولغة جسد خاصة جدا؛ وهو ما تحقق في أداء "صابرين"؛ فهي الأم  التي تجمع بين الحنان والطيبة والشدة في وقت واحد؛ وفي نفس الوقت امراة جميلة وهي تعرف ذلك ولكن لابد أن تظهر قوية  لانها ترمز للمرأة المصرية القوية "وتد"البيت والعائلة؛ وفى كل حلقة جديدة تظهر بشكل مختلف خاصة مشاهدها مع ابنها وحزنها الدفين علي فقده ساقه؛ولكنها دائما تناديه بـ"يا راجلى"، فى إشارة إلى أنه سندها في الحياة بعد استشهاد الأب وبكائها الشديد من قسوة الزمن عليها، في كل مشهد تكشف "صابرين" عن عفريت الموهبة الساكن بداخلها نضج مع مرور الايام

لقد نجحت صابرين عبر مشوارها الفنى الطويل فى بناء جسور من الود والحب بينها وبين جمهورها.. فقد قدمت أعمالاً؛ وادوارا كانت سببا في نضوج موهبتها ؛ فلا يمكن أن ننسي عندما وقفت أمام  الفنان الكبير محمود مرسي في الجزء الاول من "رحلة السيد أبو العلا البشري"؛وقدمت دور الفتاة"ليلي" دخلت قلوب "الناس" بسرعة وعندما وقفت الفنانة فاتن حمامة في مسلسل "ضمير أبلة حكمت"؛ وظهرت في  حوالي اربعة مشاهد فقط، وقدمت دور"ريم عوض الله الرشيدي" إلا أن دورها كان له صدى كبير، وكذلك أدوارها : "صبرية الطحاوي" في" مازال النيل يجري"؛ والصحفية شرين في "ليالي الحلمية" وسمية في "أهالينا" ومنيرة في "هوانم جاردن سيتي" وبدور في"جمهورية زفتي"؛ ونضجت كثيرا بادائها الرائع في"أم كلثوم"  والعمدة حسنات في "العمدة هانم" وصالحة في "شيخ العرب همام" و صبح الغجرية في "وادي الملوك" ووسيلة في" الشك"وحليمة في"افراح القبة" ؛ فنجد انه لا توجد شخصية قدمتها تشبه الاخري؛ ولم تقدم صابرين في أي وقت اداءا متشابها ؛ فهي ممثلة كبيرة تحتاج في كل مرة إلى عمل كبير يظهر قدراتها الحقيقية وهو ما تحقق في "ليالينا 80" .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة