قدماء المصريين عرفوا البنسلين والعقاقير ومستحضرات التجميل 
قدماء المصريين عرفوا البنسلين والعقاقير ومستحضرات التجميل 


باحثة تكشف: قدماء المصريين عرفوا «البنسلين» والعقاقير ومستحضرات التجميل

شيرين الكردي

الأربعاء، 17 يونيو 2020 - 11:38 ص

كشفت الباحثة سهيلة عمر الرملي، المتخصصة في الآثار المصرية القديمة، في دراسة لها، عن استخدام المصري القديم للعقاقير النباتية والحيوانية للعلاج ومستحضرات تجميل.

وتشير الباحثة سهيلة عمر الروملي، إلى أن المصري القديم حرص على تطويع الطبيعة لخدمته واستثمار كل ما فيها من نبات وحيوان ومعادن، كما برع في علم الكيمياء وتصنيع العقاقير الدوائية لعلاج مختلف الأمراض، كما جاء في بردية ايبرس وبردية أودين وهما من أهم البرديات الطبية المكتشفة حتى الآن.

ووصل المصري القديم إلى صناعة المستحضرات الدوائية كالحبوب والأقراص واللبخات والمنقوعات والحقن الشرجية والمستخلصات الكحولية من الخمور والمراهم والدهانات والزيوت المركبة والقطرات، والششم والعجائن والأبخرة، حيث تم وصفها بالتفاصيل في البرديات الدوائية من طريقة تحضير وشروط الصناعة والاستخدام.

وألقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي، بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة، موضحًا أن المصري القديم استخدم العقاقير النباتية المحلية والمستوردة من العراق وسوريا وأهمها نبات الجميز، حيث استخدمت عصارته اللبنية في علاج الأمراض الجلدية وبالأخص مرض (الصدفية)، عن طريق خلط عصارة الجميز مع بعض مركبات الحديد ومواد كيميائية أخرى وتكون على شكل مرهم موضعي، كما استخدموا بعض مستخلصات شجر السنط كدواء قابض لبعض أمراض النساء، وخلطوا الخروع بالكحوليات لعلاج تساقط الشعر والقشرة والحنة والبخور والمستكة والحلبة لإزالة التجاعيد، كما استخدموا الخس في زيادة الخصوبة وعلاج العقم لدى الرجال، وعرفوا نبات الخشاش واستخدم في الطب كمخدر وزيت (الحبة السوداء) لعلاج آلام المعدة والمغص والإسهال والصبار لتخفيف الجروح.

ويضيف الدكتور ريحان من خلال الدراسة، أن المصري القديم استخدم العقاقير المعدنية حيث استخدم الحديد كخليط مع الأعشاب للأمراض الجلدية، وصنع الأدوات المستخدمة معمليًا، وكان معدن النحاس سهل التعدين واستخدم بالأخص أكسيد النحاس الأخضر (الملاكيت) في صناعة الكحل، فهو مطهر للعين ومعالج للأمراض الرمدية كما استخدام في علاج القروح الجسدية وغيرها من الاستخدامات مذكورة في البرديات الدوائية واستخدام الجبس في (اللصق – تجبير الكسور – تحضير الملاط – تخفيف الأوزان).

ويتابع الدكتور ريحان، بأن المصري القديم استخدام أشياء من جسم الحيوان في العقاقير والعلاج، حيث صنع من دهون وشحوم الحيوانات المختلفة كالأبقار والثيران والخراف والخنازير كريمات لترطيب البشرة، ودخل دمج الدهن مع المساحيق المختلفة لعمل مستحضرات التجميل كما نسميها اليوم (كريم الأساس – الروج)، وأيضا المراهم العلاجية للجروح الالتهابات.

كما تبين من رسومهم داخل المقابر استعمال المصريين 3 أنواع من اللحم الحي لإيقاف النزيف واللحم النيِّئ واللحم المتعفن، إذ كانوا يتركون اللحم معرَّضًا للجو حتى تنمو عليه الفطريات ثم يجففونه ويعطونه منقوعًا كدواءٍ لمَن يحس بمرض الصدر وهذه الظاهرة تشبه في كثير تلك الظاهرة التي لاحظها العالم (فيلمنج) عندما ترك شوربة اللحم في الجو فنما عليها نوعٌ من النبت قضى على الميكروبات السبحية، ومن هنا كانت النقطة الأولى للكشف عن البنسلين وجميع أنواع المضادات الحيوية، فكان السبق في هذا لأجدادنا القدماء.
 
كما دلت البرديات على أهمية كبد الحيوان في العلاج وكان يستخدم (نيِّئًا وجافًّا ومشويًّا ومسحوقًا)، وأيضا استخدامه مرهم للعيون لاحتوائه على فيتامين (أ) كما أيضا عالجوا به حالات الإجهاض.

ووصفَتِ البرديات المصرية القديمة أهمية كبد الحيوان في علاج العيون وعلاج حالات الإجهاض، ولم يكن هذا عن طريق الصدفة بل عن معرفة وملاحظة الدورة النسائية وتكوين البويضات، كما استخدموا النخاع الحيواني لتنعيم وفرد الشعر وهو ما نسميه الآن (كرياتين – بروتين) وما شابه ذلك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة