د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

أفلا يعقلون...؟!

محمد حسن البنا

الأربعاء، 17 يونيو 2020 - 06:01 م

«تهلك الشعوب من قلة المعرفة والأمية الثقافية ضاربة جذورها فى قطاع عريض من المصريين».

سبحانه وتعالى خلقنا أمما مختلفة.. «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين» هود 118. فى تفسير ابن كثير ما يعنى أنه تعالى قادر على جعل الناس كلهم أمة واحدة، من إيمان أو كفران كما قال تعالى: «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا» يونس 99. ولا يزالون مختلفين فى أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم، إلا من رحم ربك. خلقنا الله للجماعة والرحمة ولم يخلقنا لنختلف، كما ورد عن ابن عباس رضى الله عنه قال: للرحمة خلقهم ولم يخلقهم للعذاب. ويرجع المعنى إلى قوله تعالى: «ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» الذاريات 56.. هذا الاختلاف يجعلنا نسعى للتعايش معا على أرضه التى أنشأها، وأنزل فيها آدم وحواء من الجنة بعد أن تاب عليهما وعصيا أمره، وسوس لهما الشيطان وأكلا من الشجرة التى منعهما منها، قال تعالى: (فدلّاهما بِغرور فلمّا ذاقا الشجرة بدت لهما سوْءتهما وطفِقا يخْصِفانِ عليهِما مِن ورقِ الجْنّةِ وناداهما ربهما ألمْ أنهكما عن تِلْكما الشجرةِ وأقل لّكما إِنّ الشيْطن لكما عدوّ مّبِينٌ).. وجاءت توبة ادم وحواء كما جاء فى الآية الكريمة (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين). غفر الله لهما وتاب عليهما، إلا أن حكمته سبحانه اقتضت أن ينزلا إلى الأرض، فأمرهما أن يهبطا من الجنة مبيناً لهما أن العداوة بينهما وبين إبليس ستظل قائمة ومستمرة، وأن عليهما أن يحذرا فتنته،ولا يصغيا إلى إغوائه «اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى» طه 122. واستخلف الله سبحانه آدم وحواء فى الأرض، حتّى تنشأ الذريّة. من هنا بدأت الديانات تترى على البشر، منذ رسالة أبينا آدم إلى أن جاء خاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. والإسلام الديانة الوحيدة التى طلبت من البشرية جمعاء الإيمان بالله وجميع كتبه ورسله وخاتم رسله محمد. فأنا كمسلم لا يكتمل إيمانى إلا بالإيمان بالديانات السماوية الأخرى وأن موسى نبى الله وعيسى نبى الله وهكذا جميع الأنبياء والرسل.
ومع كل، فالإنسان حر فى اعتناق ما يراه، والله يهدى من يشاء، ويضل من يشاء. لهذا كان الموت والحساب، وكانت الجنة والنار. وليس لنا إلا أن نقول أفلا تعقلون؟!. هذه ببساطة قصة الحياة الدنيا، من اغتنمها كما هداه الله كان من الفائزين بجنته، ومن ضل وطغى وفسد فى الأرض كانت نار جهنم فى انتظاره. لهذا نحمد ربنا على نعمة الإسلام، ونأمل أن يشملنا الله برحمته. أما الارهابيون والفاسدون والطغاة والمنافقون فهم كما قال ربنا فى الدرك الأسفل من النار، وبئس المصير. فليختلف من يشاء، لكن احذر أن تعتدى على حرمات الله، واحذر أن تعيس فى الأرض قتلا وتدميرا وخرابا وفسادا. ولتعلم أن الله خلقك لتبنى وتنمى وتعمر.
حافظوا عليه
نختلف أو نتفق، هذا الرجل خارج حسابات الاتفاق والاختلاف، هذا الرجل تحمل ومازال يتحمل فوق طاقة البشر، كلنا اعترفنا بالسنة الغبرة التى كادت تضيع مصر بسببها، سنة حكم الإخوان المجرمين، ثم جاء المنقذ عبد الفتاح السيسى لينتشل مصر من المستنقع، ويعيدها إلى سطح العالم، وتعود إلى مكانتها الطبيعية قوة لا يستهان بها. هذا الرجل يتآمر عليه التنظيم الدولى للإرهاب بزعامة جماعة الإخوان المجرمين، هذا الرجل تتآمر عليه قوى الشر فى تركيا وقطر وإسرائيل وأثيوبيا وأجهزة مخابرات فى أوروبا وأمريكا. هذا الرجل المدافع الوحيد عن مصالح الامة العربية والأفريقية. هذا الر جل أعاد بناء اقتصاد مصر وتعميرها، هذا الرجل يواجه الإرهاب فى سيناء بصدر مفتوح. هذا الرجل قام فى 6 سنوات بمعجزات تنموية لمصر نقلتها إلى مصاف الدول الكبرى. هذا الرجل الإنسان أرسى مبدأ التواصل مع كل فئات الشعب، وأثبت حرصه الشديد على التواصل معهم، وتجاوب مع مشكلاتهم، وتلاحم مع قضايا الشعب اليومية، هذا الرجل تميز بالإنصات إلى هموم المواطنين، ودعم الفئات الأكثر احتياجا، ورفع الروح المعنوية لهم، بداية من الأطفال وأسر الشهداء وكذلك السيدات المسنات، وذوى الاحتياجات الخاصة. وأتذكر هنا وصية الأستاذ الكبير أحمد رجب، التى دونها فى عموده الشهير «نصف كلمة» بـ«الاخبار» «هذا الرجل تمسكوا به، حافظوا عليه، من أجل مصر».
فئة ضالة
كما أتذكر معكم كلمات من دهب قالها عالم المصريات المحترم الدكتور وسيم السيسى، يقول: لم أر غيبوبة تشبه هذه الغيبوبة، ولم أر عقوقاً ونكراناً يشبه هذا العقوق وهذا النكران. هذا الأمن الداخلى والخارجى الذى نتمتع به، هذه السمعة الطيبة والثناء الرفيع، هذه المشاريع الإعجازية العملاقة: صحة، سكن كريم، كهرباء، ماء، طاقة شمسية، مدن جديدة، تعليم، طرق ولا فى الأحلام، صوامع، متاحف، أثاث، أنفاق، تعمير سيناء، قواعد عسكرية، تلفريك، سكك حديدية، تأمين صحى، كشف مبكر عن سرطان الثدى.. إلخ.
كل هذا وتخرج علينا فئة ضالة من المغيبين، والممولين ومخالب صهيون، جان بول، وماما أمريكا، وتركيا وقطر، والإخوان، وإسرائيل، وهؤلاء الخونة بباسبورتات مصرية ودماء أجنبية، يهاجمون قواتنا المسلحة، ولولاها لأصبحت مصر الجائزة الكبرى لمؤامرة الشرق الأوسط الجديد « برنارد لويس »- بريجنسكى- جيمى كارتر». أفهم ألا تغفر الصهيونية العالمية للرئيس عبدالفتاح السيسى لخمسة أسباب: إفشال صفقة القرن، اكتشاف غاز «ظهر» فى البحر المتوسط، جيش قوى جنوده كالأسود لا يقهرون، الأنفاق وتعمير سيناء،سلوكه الحضارى، ونشر السلام بين أبناء الوطن، وبين مصر وسائر الأوطان، والصهيونية تريد دمار العالم حتى تتسيده.
ويواصل الدكتور وسيم قائلا: القوات المصرية المسلحة هى المؤسسة الوحيدة المنضبطة، لذا تخاف قوى الشر منها، وهم يعرفون أن مصر التى كانت بلاجيش عام 1805 أصبحت ترعب تركيا وأوروبا عام 1830!!. وهم يعرفون أن عبدالفتاح السيسى هو حور محب ومحمد على معاً، لذا يحاربونه من الداخل والخارج، لأنهم يكرهون مصر ويخافونها. هؤلاء المصابون بالزكام التاريخى والمعرفى، ألا يشمون المؤامرات على مصر منذ بانرمان 1907، سايكس بيكو 1916، بلفور 1917، حسن البنا 1928، إسرائيل 1948، موشى شاريت 1954، برنارد لويس 1983، الشرق الأوسط الجديد «الخراب العربى تحت اسم الربيع العربى» صحيح إللى اختشوا ماتوا!. ولكن ما ذنب الورود إذا.. المزكوم لم يطعم شذاها!.
صحيح إذن: تهلك الشعوب من قلة المعرفة والأمية الثقافية ضاربة جذورها فى قطاع عريض من المصريين، أين النخبة التى خرجت بإنجلترا وفرنسا من الظلام إلى النور؟! هوذا أمير الشعراء فى مصرع كيلوباترا يقول: فياله من ببغاء.. عقله فى أذنيه!
أيها الصهاينة ومعكم القراصنة ورعاة البقر، وأدواتكم المعروفة التى تدمر أوطانها دون المساس بشعرة منكم،ما العائد عليكم من دمار مصر؟ غير خرابكم وتدمير بلادكم أيها الأغبياء وقصار النظر! نحن دولة سلام لا نريد بكم شراً!. وأنتم يا جنودنا الأبطال، يا من تجودون بدمائكم من أجلنا ليل نهار حتى نعيش فى أمان نحن وأنتم فى رباط إلى يوم الدين، أنتم الجيش: شعب يحمل السلاح، ونحن شعب : جيش على استعداد أن يحمل السلاح، بارك الله فيكم، وقطع لسان من يقول عنكم كلمة سوء.وأنتم يا سيادة الرئيس: لا تبالى بحاسد وعدو.
أقول وأنا مطمئن أن الرئيس السيسى - جزاه الله كل الخير - هو حائط الصد المنيع ضد انهيار مصر والأمة العربية.
من مفكرتى
حياتى، كحياة كل انسان مليئة بالذكريات، فيها المر وفيها الحلو، لكننا نرضى بها، قد نغيرها ونطورها لكنها تبقى أحداثها عالقة فى أذهاننا مهما مر عليها الزمن. وأنا طفل صغير كنت أمارس كافة الرياضات المتاحة فى مدرستنا الابتدائية ومركز شباب الكفر الجديد بالدقهلية. كنا نلعب لعبة أشبه بالمصارعة نسميها «بلتك» مربع مخطط من الأرض الترابية مقسم إلى أربع مربعات داخلية يقف داخلها لاعب والآخر على الخط، تتلخص اللعبة فى سرعة ضرب اللاعب داخل الحلبة دون أن يمسك بالضارب، فإن أمسك به يبادل مكانه، وهكذا، وتعلمنا لعبة أخرى تسمى عربات الجر، ليس بها عربة إنما شخصان أحدهما يمسك برجل الآخروالذى يسير على يديه ويتم جره والفريق الأسرع يفوز. كما كنا نلعب تنس طاولة «بنج بونج» وكرة طائرة ورفع أثقال، ولأنى من عشاق كرة القدم، وأشجع النادى الأهلى منذ دخل التليفزيون قريتنا فى منتصف الستينيات، وكان فى أشهر مقهى بالقرية وكان اليوم الأول عرضا متاحا للناس، ورفعنى والدى على كتفيه حتى أتمكن من المشاهدة وسط زحام شديد ولم أكن أعلم من يلعب سوى بالفانلات المميزة لكل فريق، ومن يومها عشقت الفريق صاحب الفانلة الحمراء، النادى الأهلى. أما على مستوى قريتى فكنت لا أجيد لعب الكرة لكنى أعشقها، كنت حارس مرمى احتياطيا!، لم ألعب إلا مباراة واحدة اتغلبنا فيها من فريق الكردى على أرضه 3/2، وكانت مباراة عصيبة مع فريق يضم نجوما رائعين وحارس مرمى شهير لقبه الدبسى. وأذكر أننى كنت أجيد لعب الكرة الطائرة وأحفظ قانونها ونظامها، لكننى اعتزلت مبكرا حيث كنت سببا فى خسارة فريق قريتنا من فريق منافس بسبب ضعف دفاعى فى استقبال الإرسال، مما أغضب قائد الفريق إبراهيم عماشة الذى أصبح فيما بعد مهندسا مرموقا وعضوا بالبرلمان المصرى. ركزت فى المسابقات الثقافية والتمثيل، وكانت أروع أدوارى الكوميدية، تأليف الإعلامى الكبير رزق عماشة وإخراج الأستاذ محمد الشربينى، إننى أمثل دور موظف يفضح مديره المرتشى، ويقول له كلمة لا أنساها ضحكت عليها الجماهير كثيرا «ذمتك يامديرنا أستك»! تصور الناس أنه يمكننى احتراف التمثيل، لكن للأسف ضللت طريقى إلى الصحافة.
أما أبرز ذكرياتى الجميلة التى لا أنساها فوز فريق قريتنا الثقافى فى مسابقة على مستوى محافظة الدقهلية وكنت عضوا رئيسيا بالفريق بما كنت أمتلكه من معلومات عامة ثقافية ورياضية وسياسية واجتماعية وعلمية. الدرس الذى نتعلمه من هذه الذكريات أن القرية بداية الانطلاق للشباب، الاهتمام بالقرية يخلق جيلا وطنيا مهما يحمل مستقبل بلده.
مسك الختام
اللهم إنى أسألُكَ الهُدَى والتُّقَى والعَفَافَ والغِنَى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة