صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


لفظ "العبد" لم يظهر في أدبيات المصريين القدماء واحترم المصريون أسراهم 

شيرين الكردي

الخميس، 18 يونيو 2020 - 02:12 ص

فى إطار المظاهرات المناهضة للعنصرية التي اجتاحت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، على إثر مقتل الرجل الأمريكي الأسود (جورج فلويد) تحت أقدام شرطي أمريكي عنصري متعصب ظهرت بعض الدعوات بإزالة الآثار المصرية الشامخة؛ بحجة أن تلك المباني أقيمت من خلال (عبيد) أذلهم الملوك الفراعنة واستعبدوهم كي يبنوا لهم تلك الصروح.

وفى ضوء ذلك كانت دراسة الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية الرومانية للرد على هذه الخرافات التى تؤكد أن لفظ العبد لم يظهر في أدبيات المصريين القدماء إلا بعد دخول اليونانيين مصر، ولم يكن في مصر القديمة عبيد أرقاء يُباعون ويشترون، حيث كانت التجارة فيهم مصدر دخل لملوك البطالمة .

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن مفهوم (العبيد) وليس لفظه ظهر من خلال ما كانوا يقومون به من أعمال، وكان هؤلاء هم الأسرى الذين جيء بهم لمصر نتيجة الفتوحات الواسعة، وخاصة خلال عصر الدولة الحديثة حينما امتدرت رقعة الإمبراطورية المصرية شرقًا وغربًا وجنوبًا بشكل بارز. 

حيث جاء أكبر عدد من الآسيويين وسكان فلسطين والكثير من النوبيين إلى أرض مصر بهذه الطريقة.

ويشير الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن عمال الأهرام والمعابد والمقابر والحرفيين والفنيين، لم يكونوا عبيدًا، فالوثائق الديموطيقية التي يرجع تاريخها إلى نهاية عصر الأسرات؛ تثبت أن هؤلاء العمال كانوا مرتبطين بِحِرَفهم، وكانوا مؤهلين تأهيلاً عاليًا لهذا الأمر، عمال كرسوا حياتهم بالكامل لهذا النشاط، وكانوا مدربين عليه وحياتهم كانت حياة طبيعية.

ويتابع بأن الوثائق تدل على أن العبيد الذين عملوا في (دير المدينة)، وهي قرية كان يسكنها العمال الذين كانوا يبنون القبور في وادي الملوك بالأقصر. ليسوا هم القائمين بعملية البناء، وإنما كانوا خدمًا من مهامهم؛ إعداد الطعام وغسل ملابس للعمال والحرفيين وهناك وثائق تدل على أن هناك حالات من العبيد كانوا يتزوجون من النساء المصريات، فهي صفة لم تكن محتقرة.

فالعمال والحرفيون المصريون، الذين شيدوا الأهرام والمباني الشاهقة، كانوا أحرار وإن لم يُسمح لهم بالتنقل بحرية في جميع أنحاء البلاد أو تغيير مهنهم. لكنهم لم يعتبروا أنفسهم سجناء. ولم يكن هناك أي شك في الحرية الفردية للناس في مصر القديمة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة