الجمعة، 19 يونيو 2020 - 04:16 م

هوت إلى ظلام القبر وهي في ريعان شبابها، ويذكرها أبناء جيلها ولا ينسوها، بينما ينصت باللهفة والأشواق إلى سيرتها جيل لا يعرفها، إنها الفنانة الأميرة أسمهان شقيقة الفنان فريد الأطرش.

عاشت عمر قصير لكنه عميق وعريض، اتسمت حياتها بشيئين سيطرا عليها، وكأنهما "بوصلة" مع شروق كل صباح جديد من أيامها.

الشىء الأول: هو حبها للفن الذي رفضت أن تستمر حياتها الزوجية من أجله، حيث كانت متزوجة من الأمير حسن الأطرش الذي كان وزيرًا للحربية في سوريا، وزعيمًا لطائفة الدروز، وعاشت لفنها فقط دون النظر إلى ما كانت تتقاضاه من أموال، كانت تغني لمزاجها، وبمزاجها، فعندما كان يطلب منها أن تحيي حفلة لدى الباشوات لم يجدوا منها إلا الرفض، وتتذكر أنها أميرة جبل الدروز انتسابَا لعائلتها، وأن الباشوات ليسوا أفضل منها.

ثم تذهب إلى عزبة لصديقة لها، وتقوم بجمع الفلاحين وتغني لهم، أو تدخل مطبخها وتغني للخدم.

أما الشيء الثاني: الذي سيطر على حياتها عندما تقابلت مع أحد العرافين، وأخبرها بأنها ستموت في ريعان شبابها، واستسلمت لهذا الإيحاء المدمر، وشرعت في الانتحار 3 مرات، ولكن لم تكن قد حانت الساعة، وقضت عمرها تعيش الساعة التي هي فيها، تعشق الليل والسهر، والمرح، وتفر فراراً من النهار.

وفي يوم وفاتها كانت في طريقها إلى رأس البر لتمضي يومًا تهدىء فيه أعصابها من عناء العمل في فيلم "غرام وانتقام" حيث اختلت عجلة القيادة من يد السائق وانقلبت بهما السيارة في ترعة الساحل، ولقيت مصرعها، وكثرت التكهنات حول موتها، ووضع الناس أسماء كثيرة في قائمة الاتهام، ثم أثبتت الأيام أن الوفاة قضاء وقدر، وأن أجلها قد انتهى في تلك الساعة، وذاك المكان، وحكمت المحكمة ببراءة السائق الذي نجا من الموت.

اسمهان في سطور

الاسم الحقيقي إميلي الأطرش، وأسمهان هو الاسم الفني الذي اختاره لها الموسيقار داود حسني، سجلت أول أسطوانة لها وعمرها 12 عامًا، وهي تلميذة بمدرسة الراهبات في شبرا، تزوجت من وزير الحربية السوري، وانجبت ابنة وحيدة "كاميليا".

توفيت عن عمر ناهز الـ32 عامًا، وتركت وراءها 40 أغنية، وفيلمين سينمائيين، وفضلًا عن أدوارها السياسية وتعاملها مع أجهزة مخابرات دولية.