عمرو الخياط
عمرو الخياط


نقطة فوق حرف ساخن

عمرو الخياط يكتب.. العودة إلى مصر

عمرو الخياط

الجمعة، 19 يونيو 2020 - 05:41 م

على شاشات التلفاز وفِي تفاصيل مقاطع الفيديو الدوارة المحمولة في ذاكرة كل هاتف ذكي، طغت مشاهد تعذيب المصريين في ليبيا  على أيدي ميليشيات لا تعرف أي قيمه للإنسانية .

المشاهد انتشرت للعمال الكادحين الذين ربما لا يملك احدهم قيمة شراء احد الهواتف الذكية التي حولت ماساتهم إلى حاله درامية كانت سببا في تعاطف المصريين معهم والتعبير عن مشاهد الحزن والغضب ثم الملل ثم التجاهل ثم النسيان ، لكن هل من بين هؤلاء من كان يفكر في كيفية إعادة هؤلاء؟ ما السبيل لذلك ، أم أن الأمر اقتصر على منظومة التعاطف المجاني المصحوب بعبارات اللوم والتقريع للدولة ؟.

السؤال هنا ما الذي كانت تفكر فيه الجموع المتابعة لهذا المشهد ، أم أن الأمر كان انجذابا لمشهد درامي في إحدى حلقات مسلسل التحدي الذي يواجه الدولة المصرية ؟.

يطرح السؤال نفسه بقوه هل الجموع التي تملك آلية استقبال كل ما ينهال عليها، بل وتملك آلية التفاعل الحر معه بضغطة زر ، هل يقتصر دورها على المشاهدة ، ولتفعل الدولة ما تفعل ؟، نذهب إلى ماهو ابعد من ذلك هل كانت حجم المتابعات والتفاعلات لمشاهد استعادة المصريين إلى حضن وطنهم بنفس حجم متابعات مشهد تعذيبهم وإهانتهم البغيض؟، هل هناك من فكر كيف تم ذلك واستنادا إلى اي مصدر من القوه ، ام ان متابعة كانت من قبيل الترفيه دون الحاجة إلى الخوض في التفاصيل ثقيلة الظل والتي ربما تستهلك من رصيد الباقات المتاح بفعل الإدارة الرشيدة لمرفق الاتصالات الذي تتيحه الدولة لكل مصري ومصريه ؟!.

 الإجابات هناك حيث يتواجد الرجال في مراكز استقرار الدولة العميقة ، لا ينامون الليل ولا يتوقفون عن التفكير ولا يغادرون مسرح العمليات ، هناك حيث الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله و  مصر عليه .

في نفس اللحظة التي انشغلت فيها الجموع بالهواتف المحمولة ، كانت حركة الرجال نحو مسارات وواجبات الأمانة المحمولة ، وعلى الفور فتحت الملفات وتم استدعاء الأدوات المحفوظة في خزائنها الأمينة ليقف عليها رجال يدركون كيف يمتلكون أدواتهم وكيف يسيطرون عليها وكيف يستخدمونها في توقيتاتها ومواضعها الصحيحة .

داخل أروقة المخابرات المصرية وفِي مكاتب بيت الدبلوماسية العريقة المطل على النيل العظيم تشكلت على الفور خلية العمل بل قل خلية الكرامة المصرية  التي حددت هدفا غير قابل للمساومة وهو استعادة المصريين البسطاء الى وطنهم وذويهم على الفور ، لقد كانت الحركة مرصودة من رأس الدولة ، وكان التكليف مشروطا بتحقيق نتيجة محدده .

وسط تعقيدات بالغه كانت حركه الدبلوماسية المصرية الرشيقة المدعومة بإمدادات جهاز الاستخبارات العريق  كانت مصر حاضره بأذرعها الطويلة على الأرض الليبية المضطربة ، لكن عدالة القضية كانت دليلا ومرشدا للحركة المصرية المرتكزة على قاعدة الدولة الصلبة في القاهرة.
بقوة الدولة المصرية تذللت العقبات وفتحت الطرقات لتصل مصر إلى أبنائها تدركهم وتغيثهم وتحميهم أينما كانوا، هناك حيث يرتفع الصوت عاليا بالنداء على مصر حتما يجد من يسمع ويلبي ويخفض جناح الذل من الرحمة لكل مصري .

على ارض ليبيا تجسدت مصر بكامل قواها الدبلوماسيه المعلنه والسريه ، بكامل قواها راحت تعيد ابناءها التزاما بعقد اجتماعي بين مصر والمصريين بعدما وثقت بنوده داخل وعي المصريين وكتبت بمداد كرامتهم ، وختمت الوثيقه بخاتم الثقه في قدرة الدوله وقوتها .

وفِي طريق العوده الممتد على مئات الكيلو مترات لم تغب اعين مصر لحظه واحده عن متابعة موكب العوده الى الوطن ولحين الوصول الى مستقره ومامنه ، بينما ينتظر رئيس الدوله ساهرا لياخذ تمام التكليف الصادر للرجال .

بفعل قوة الدوله المصريه عاد المنهكون الى وطنهم وأهليهم ، هنا تظهر قوة الحكمه المصريه  وإدارتها الرشيده، المحميه بظهير صلب من القوه الحكيمه التي لم توجد لحظه من اجل الاعتداء بل من اجل تلبية النداء .

هنا تظهر قوة مصر التي وصلت الى حيث وجد المصريين البسطاء ، هنا تظهر قوة مصر التي حتما ستصل الى كل محاور أمنها الاستراتيجي ، هنا تظهر قوة مصر التي حتما ستصل الى اقصى حدود تامين حياة المصريين من منابع النيل الى مضيق باب المندب . 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة