محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

يا إذاعة القرآن الكريم

بوابة أخبار اليوم

السبت، 20 يونيو 2020 - 07:30 م

 

محمد درويش

أن يعتاد المرء على الارتباط بشيء ما يظل عليه سنوات وسنوات حتى يصبح جزءا منه يصير من المستحيل فصل الجزءين عن بعضهما وقد يسبب لكل جزء ألما ما بعده ألم أو «عكننة مزاج» كما يحدث فى ارتباطك ببرنامج إذاعى مثلا.. تخيل لو أن برنامج إلى ربات البيوت أو برنامج أبلة فضيلة أو همسة عتاب التى ظلت فى مواعيدها الثابتة لأكثر من عقدين من الزمان تحولت على يد مسئول إذاعى إلى موعد آخر فماذا كان سيكون رد فعل ملايين المستمعين؟
أسوق هذه المقدمة مطالبا من اتخذ قراره فى إذاعة القرآن الكريم بتغيير موعد برنامج قطوف من حدائق الإيمان إلى الساعة الحادية عشرة مساء بدلا من منتصف الليل، حيث ارتبط الملايين من المستمعين بهذا الموعد، ورضوا بتكرار الحلقات وإعادة إذاعتها إلى درجة حفظ موضوع الحلقة عن ظهر قلب ومع ذلك لم يرض المسئولون عن خريطة توزيع البرنامج بما رضى به الملايين، ودون إخطار أو حتى استطلاع رأى ولا أعرف كيف استشف المخططون لخريطة البرامج أن ذلك بناء على طلب الجماهير، كما صرح أحدهم منذ تغيير الموعد.
ألا يكفى أننا رضينا بتكرار إذاعة البرامج بشكل رتيب يفقدنا متعة الاستماع إلى كل ما هو جديد، وكتبت من قبل ان كان هناك عجز فى الميزانية، لسداد مستحقات المعدين فمن الممكن أن نوفر لكم من يقوم بالإعداد لوجه الله وكله بثوابه.
وكما شكونا فإننا نشكر المسئول عن خريطة الأمس حيث  ذكرى رحيل القارىء محمد صديق المنشاوى وعلى مدى اليوم  تم بعد كل آذان إذاعة تسجيل له انتهاء بقرآن السهرة فى الحادية عشرة والربع مساء، وهو تقليد تحرص عليه الإذاعة مع ذكرى وفاة علم من إعلام القرآن.
الخلاصة رضينا بكل هذه الهموم التى حملتها كواحد من متابعى إذاعتكم وفى الآخر أنتم الذين لا ترضون بنا!
تاني.. الصحافة فطنة
الصحافة فطنة كان عنوان مقال لى فى هذا العمود منذ أشهر معدودات، تذكرت هذا المصطلح وأنا أطالع أمس موضوعا على أحد المواقع الإخبارية بعنوان: مجاعة قاسية ضربت مصر ودفعت المصريين يأكلون لحوم البشر.. بصرف النظر عن الخطأ النحوى فى الموقع الذى كتب «ودفعت المصريون»، أتساءل ما الحكمة فى نشر هذا الموضوع على لسان مفتش آثار بوسط الدلتا نقل ما كتبه المؤرخ ابن إياس فى كتابه بدائع الزهور فى وقائع الدهور.
ولم يكتف الوصف ما حدث فى عهد الخليفة المستنصر بالله من مجاعة وأفعال يشيب لها الولدان وكل تركيز الموضوع ان ذلك حدث بسبب شح الفيضان وتأثيره على الزراعة إلى حد انه فى العام التالى فاض النيل ولم تجد الأرض من يزرعها بسبب موت الآلاف من الفلاحين وأن عدد الموتى كان يتجاوز ألفا فى اليوم الواحد.
أرى أن اختيار موضوع كهذا اذا كان مقصودا مع أزمة سد النهضة فإن عرضه جريمة واذا كان غير مقصود فالسبب أن الصحفى لم يدرك بعد أن الصحافة فطنة وليست مجرد تعبئة أوراق أو البث عبر موقع  والسلام.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة