علاج كورونا الوهمي
علاج كورونا الوهمي


أحدث التقاليع| النصب باسم مصل كورونا الوهمي

د.محمد كمال

الأحد، 21 يونيو 2020 - 04:07 ص

تبذل جميع الدول ومن بينها مصر محاولات حثيثة للتوصل إلى علاج فعال لفيروس كورونا المستجد، كل دول العالم دون استثناء تسير في اتجاه واحد فقط داخل معاملها المركزية المتخصصة في الأمراض المعدية والفيروسات، التجارب لا تهدأ، كل دولة تسعى للخروج من النفق المُظلم ومن ثم منح قبلة الحياة للمرضى الذين تجاوز عددهم المليون، بينما تجاوز المصابين بالعدوى عشرات الآلاف الجميع في انتظار طوق النجاة.

استهتار ورعب

ربما تعامل الكثير في أول الأمر ومنذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد«كوفيد 19» بشيء من الاستهتار واللامبالاة، لكن مع حالة الشلل التام التي أصابت العالم، وتوقف حركة الطيران والسياحة وخطوط النقل.. الخ، بدأ الجميع ينظر إلى الأمر بشيء من الاهتمام حتى بدأت جميع الدول تغلق أبوابها ومجالها البري والبحري والجوي في وجوه الجميع، مع ارتفاع وتزايد مُطرد في أرقام المصابين بالعدوى وحالات الوفاة، هنا أدرك الجميع أن الأمر جلل والموضوع من غاية في الخطورة، تسابقت دول العالم أجمع في اتخاذ عشرات من الإجراءات الاحترازية والوقائية لتجنب الخسائر الضخمة المتوقعة في الأرواح خصوصًا مع انهيار الكثير من الأنظمة الصحية وفشلها في مواجهة كورونا.

النصب باسم الكورونا

أصبح الخوف والهلع والقلق أمر طبيعي، بات الذعر والخوف من المجهول وهاجس الإصابة بالعدوى طال الجميع، لكن وسط كل هذه المخاوف يظهر وكما جرت العادة بعض معدومي الضمير من مستغلي الأزمات والمتاجرين بأحلام المرضى في الشفاء أو المتاجرين بأرواح الغلابة، وكما حذرنا مرارًا وتكرارًا من شائعات السوشيال ميديا، استغل بعض المجرمين هذه الحالة لنشر الأكاذيب والشائعات، فمنذ ساعات قليلة انتشر بسرعة البرق إعلان عن إحدى الصيدليات بقرية كفر عبده بالإسكندرية تعلن عن توافر المصل المضاد لفيروس كورونا المستجد، «كوفيد 19»، ولم يكتفي صاحب الإعلان بهذا الأمر وإنما تبارى في الكذب والخداع بجملة «لو خايف على نفسك وأسرتك ممكن يوصلك المصل دليفري»، ولم يكن هذا كل شيء وإنما على العميل أو الزبون التأكد من وجود العلامة المائية على العلاج محذرًا من التقليد وذيل هذا الإعلان باسم الصيدلي ورقم الهاتف.

المصل الوهمي

تهافت الجميع من الغلابة على هذا الإعلان وتبين أنه عملية نصب مُحكمة التفاصيل ليس إلا، وبناًء عليه وصلت المعلومات إلى نقابة الصيادلة التي تحركت على الفور للتأكد من الأمر وضبط هذه الصيدلة وكانت المفاجأة أن الإعلان وهمي والصيدلية واسم الطبيب المدون عليها ليس لهما وجود من الأساس، ما أضطرها لإصدار بيان صحفي لتوضيح كافة الأمور محذرين المواطنين من التعامل مع مثل هذه الإعلانات والانسياق وراء الوهم، خصوصًا أن فيروس كورونا حتى الآن لم يتم التوصل لعلاج نهائي له رغم تجربة أكثر من عقار ولقاح وتحقيق البعض منها نتائج مبهرة إلا أنه لم يتم اعتماد إي منها بشكل حاسم وقاطع كعلاج بشكل مباشر للكورونا.

الضرب بيد من حديد

تؤكد مثل هذه التصرفات أن الكثير ممن يعيشون بيننا لا يملكون الحد الأدنى من الضمير أو حتى الشفقة والرحمة، لا يتورعون وليس لديهم إي وازع أخلاقي أو ديني في استغلال الأزمات والمتاجرة بأرواح الغلابة واللعب على وتر الخوف والذعر الذي أصاب الجميع من عدوى كورونا، أثبتت أزمة جائحة كورونا أن حلم الثراء السريع غير المشروع يمكن أن يستغله بعض تجار الوهم أو كما يُطلق عليهم تجار الأزمات، أزاحت الأزمة الستار عن الوجه القبيح لمستغلي المواطنين الغلابة بما يستدعي تدخل الدولة للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المتاجرة بأرواح المرضى، وحسنًا فعلت الدولة المصرية في اتخاذ إجراءات رادعة ضد مروجي الشائعات والبيانات الكاذبة والإعلانات المُضللة، بهدف إثارة الذعر والبلبلة لدى الرأي العام، حول انتشار مصل فيروس كورونا بالبلاد على خلاف الحقيقة، وكان مجلس الوزراء المصري قد أعلن في وقت سابق، اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، حيال كل من أذاع أخبارًا أو بيانات كاذبة أو شائعات، تتعلق بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بما يضر بالمصلحة العامة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة