الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين


جمال حسين يكتب.. عن رسائل السيسي من سيدي براني 

جمال حسين

الأحد، 21 يونيو 2020 - 12:42 م

بصوت قوى، وبعبارات لا تحتمل التأويل، وكلمات لا تحتاج إلى تفسيرٍ، وبنبرةٍ حاسمةٍ حازمةٍ، وبثقةٍ فى النفسِ نابعةٍ من الإيمان باللهِ وبقدرة جيشٍ يضم خيرَ أجناد الأرض، جاءت رسائلُ الرئيس السيسى قويةً وواضحةً للجميع؛ لتضع النقاطَ فوق الحروفِ، وتنزل على قلوب المصريين بردًا وسلامًا، بعد أن ساورهم القلقُ بعض الشىءِ؛ نتيجةً لتسارع الأحداثِ من حولهم.


رسائلُ القوةِ والطمأنةِ انطلقت من «سيدى برانى»، الموازية لحدودنا مع ليبيا، خلال تفقد الرئيس السيسى لعناصر المنطقة العسكريَّة الغربيَّة، يُرافقه الفريق أول محمد زكى - القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى -، والفريق محمد فريد حجازى - رئيس الأركان -، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، حيث اطمأن الرئيس على جاهزية القوات واستعدادها القتالى، متحدثاً مع أبنائه أبطال جيش مصر العظيم، قائلاً لهم : «كونوا مستعدين لتنفيذ أى مهامٍ داخل حدودنا أو خارجها»، وجاءه الرد على الفور من حُراس الوطن:  «جاهزين يا افندم».


الرئيس أكَّد أن الجيش المصرى من أقوى الجيوش فى المنطقة، لكنه رشيدٌ يحمى ولا يُهدد، يُؤمن ولا يعتدى، وقادرٌ على الدفاع عن الأمن القومى لبلاده داخل الحدود وخارجها، باعثاً برسالةِ للاعبين بالنارِ؛ قائلاً لهم : يُخطئ من يظن أن الحُلمَ ضعفٌ، وأن الصبرَ ترددٌ، مُطمئناً الشعب المصرى الذى تسرَّب إليه القلق، خلال الأيام الأخيرة الماضية، وقال لكل المصريين : «اطمئنوا ولا داعى للقلق».


تحدَّث الرئيس السيسى عن الملفِ الليبىِّ، وقال : إن «التدخلات الخارجيَّة تُغذِّى بُؤر الإرهاب فى ليبيا، وإن التدخل المصرى المباشر فى الأزمة الليبية بات تتوفَّر له الشرعيَّة»، موجهًا حديثه للشعبِ الليبىِّ الشقيقِ؛ قائلاً : «لسنا غزاةً ولا مُعتدين، لكننا إخوانكم ونُحبكم، ولو طالبتمونا للدفاع عنكم ما تأخرنا، لكن لو أعطيت الأوامرَ للقواتِ المصريَّة بالتقدُّم نحو ليبيا، ستتقدَّم ومعها مشايخ القبائل، وستعود حال انتهاء مهمتها»، مُحذرًا الغزاةَ والميليشيات المسلحة الاقتراب من «سرت» و»الجفرة»، وقال إن ذلك خطٌ أحمر فى ليبيا ممنوعٌ على الميليشيات تجاوزه.


كما وضع الرئيس النقاطَ فوق الحروفِ حول أزمة سد النهضة، وقال : «كنا حريصين على التعامل مع أزمة سد النهضة من خلال التفاوضِ والتفاهمِ، ومازلنا نتحرك فى هذا الاتجاه، وهذا ما دفعنا إلى التحركِ تجاه مجلس الأمن الدولىِّ، مُوجهًا رسالةً للشعبِ الإثيوبىِّ؛ قال فيها : «نُقدِّر التنميةَ فى إثيوبيا، ويجب أن تُقدِّروا أن النيل مصدر حياةٍ فى مصر».


أعتقد أن رسائل الرئيس السيسى وصلت لكلِّ مَنْ يفكِّر مجرد تفكيرٍ فى زعزعة أمن مصر واستقرارها، أو المساس بأمنها القومى، ويقينًا جاءت رسائل طمأنةٍ لكل المصريين من أقصاها لأقصاها.. ونقول نعم، إننا مطمئنون لأن لدينا جيشًا قويًا يضم خيرَ أجناد الأرضِ، وقوات جوية قادرة ومستعدة للانطلاق إلى آفاقِ الآفاقِ؛ لحماية سماء مصر وأمنها القومى.


وإذا كان المثل الإنجليزى الشهير يقول: « إذا أردت أن تمنع الحربَ، فكن مُستعدًا لها.. وإذا أردت السلامَ، فكن مُستعدًا للحربِ»، فإننا نقول إن من يملك جيشًا قويًا يهابه العدو، سينعم أهله بالأمنِ والاستقرارِ، وإن عقيدة قواتنا المسلحة الباسلة أنه لا سلام بغير قوةٍ، ولا قوة إلا لمن يمتلكون السلاحَ، والقدرات العسكريَّة المختلفة، برًا وبحرًا وجوًا، ولن تقبل المساسَ بأمنها القومى، أو ذرة رمل من أراضيها.


تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة