محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


بسم الله

فستان الزفاف!

محمد حسن البنا

الأحد، 21 يونيو 2020 - 07:39 م

عندما تعجز عن علاج نفسك وذويك فليس فى ذلك عيب. العيب على المجتمع. فإذا عجز المجتمع، فالدولة مسئولة عن علاج مرضاها. الصحة العامة مهمة اساسية ودستورية فى العالم. ومع انتشار وباء كورونا أصبحت المسئولية العالمية أكبر. ولنتذكر أن الوباء عندما بدأ من الصين ما لبث ان انتشر فى العالم أجمع، ومازال يتبخطر فى أرضنا يحصد الالاف من الضحايا من دون حول ولا قوة. لن يقدر عليه سوى القهار فوق عباده سبحانه وتعالى.
لهذا اختصرت طريقى ولجأت إلى رب العزة والملكوت أن ينجينا من هذا الوباء القاتل. كيف هذا ؟! اسمعوا حكايتى مع كورونا. منذ عام وأنا أعد لفرح ابنتى «آية» وهى آخر عنقودنا فى هذا العالم. فالحمد لله كل أبنائى فى بيوتهم مع أزواجهم وأبنائهم قرة أعيننا. ولم يبق سوى آية ورغم الهجوم الشرس لـ «كورونا» فى مصر فقد التزمنا بكل الاحتياطات ، وكل يوم أتأمل فستان زفافها الراقد على الكنبة المواجهة لسريرى فى انتظار يوم الفرح ، الذى أجبرتنا كورونا على إلغاء كل مظاهر التجمع والاحتفال به ، ونحن فى صراع لإقناع آية بهذا من أجل سلامتها. فجأة منذ يومين فقط ظهرت علىّ أعراض نزلة برد ، جسم مكسر وهمدان ورشح ، لكن طبيبنا طلب عمل تحاليل احتياطيا. لم تكد تمر ساعات حتى انتشرت العدوى إلى زوجتى ، وعادت آية متعبة من فرش وتجهيز شقتها مع شقيقتها الكبرى نجلاء. قلت لها أجهز لك عشاء ؟. قالت أكلت ساندويتش شاورمة ، ونامت ، لم تكد تمر ساعة الا وهى «ترجع» ما فى بطنها ، وجسمها يرتعش ، وحرارتها ترتفع إلى 39. وأنا وزوجتى نهدئ من روعها وبقينا بجوارها طوال الليل. مع أذان الفجر جاءت نجلاء تحملها إلى طوارئ المستشفى الجوى. عملوا التحاليل والاشعة ، ثم قال الدكتور اشتباه كورونا. وكتب علاجها. عادت إلى المنزل وبدأت تأخذ العلاج. وقفت أمام الله أبكى ضعفى وقلة حيلتى وأسأله اللطف بنا ليس لنا سواه.
دعاء: اللهم أنت الشافى المعافى ، ولا أحد سواك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة