الخديوي إسماعيل
الخديوي إسماعيل


سجين أمريكى رئيسًا لأركان جيش الخديو إسماعيل!

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 22 يونيو 2020 - 07:11 ص

كتب|إيهاب الحضري

وصل الضابط الأمريكى المتقاعد إلى مصر، مع «فريق الأحلام» الذى تم جمع أفراده بطريقة تشبه أفلام السينما. طموح الخديوي إسماعيل جعله يخطط لتطوير الجيش المصرى بخبرات أجنبية، بعيدا عن الإنجليز والفرنسيين الذين يتنافسون للفوز بالكعكة المصرية. قاده التفكير إلى أمريكا، وكان الجنرال شارلز ستون واحدا ممن تم الاتفاق معهم، بعد أن أظهر مهارة فى الحرب الأهلية ببلاده، بالإضافة إلى حرب المكسيك، ولكن.

أخفق الرجل بعد ذلك فى إحدى المعارك، واتُهم بالمسئولية عن هزيمة الجيش الاتحادي، فتعرّض للاعتقال ستة شهور بدون محاكمة، ويرى البعض أن سبب اعتقاله الأساسى كان خلافات سياسية فى دهاليز الكونجرس. ترك ستون الحياة العسكرية ليعمل مهندسا مدنيا إلى أن جاءته الفرصة على طبق من ذهب. وبعد سنوات أصبح السجين السابق من كبار المسئولين عن تطوير الجيش المصري، حتى أنه أصبح رئيسا لأركانه!

القسطنطينية.. نقطة الانطلاق

كان إسماعيل فى زيارة للقسطنطينية، عندما التقى ضابطا سابقا فى الجيش الأمريكى اسمه الكولونيل تاديوس موت. عاد به إلى القاهرة وعينه فى الجيش، ثم طلب منه السفر لبلاده، واختيار عدد من الضباط ليساهموا فى تدريب الجيش المصري. مضت فترة وعاد مع أكثر من 50 ضابطا، وحرص الخديو على استقبالهم بمجرد وصولهم، وأكد لهم أن عدم وجود مطامع لهم فى مصر كان الدافع للاستعانة بهم، وأعرب عن أمله فى أن يساعدوه على استقلال البلاد.

من بين هؤلاء برز شارلز ستون، وتم تعيينه رئيسا لأركان الجيش فى مارس 1870، ويبدو أن جهوده حظيت برضا الخديو، فمنحه الباشوية وعينه ياورا خاصا له. وبالفعل وضع الرجل كثيرا من الخطط لحماية سواحل مصر، كما قدم مشروعا فريدا لاستخدام التُرع فى الدفاع عن البلاد، وأوصى بتأسيس مدرسة لتعليم حرب الغواصات. وساهم مساعدوه فى اكتشاف إفريقيا، فقاموا برحلات كثيرة أدت إحداها إلى اكتشاف بحيرة منسية بأوغندا، أصبح اسمها بحيرة إبراهيم نسبة إلى والد الخديو.

لم تكن المهمة يسيرة، فقد حرص القادة المصريون على الاحتفاظ بسيطرتهم الكاملة على جنودهم، كما أن اختلاف انتماءات الأمريكيين أنفسهم تسبب فى مشكلات بينهم، فضلا عن قلق الفرنسيين والبريطانيين منهم. وبعد حملة فاشلة فى إفريقيا، تفجرت أزمة وتبادل القادة المصريون والضباط الأمريكيون الاتهامات حول المسئول عن الفشل، وعاد بعض الأمريكيين إلى بلادهم.

أزمة المدرعتين

كان الخديو إسماعيل يسعى للاستقلال عن العثمانيين، وقبل عزله بفترة قصيرة، طلب من مصانع إنجليزية تصميم اثنتين من أكبر المُدرعات فى ذلك العصر، وسارع عمه حليم باشا بنقل الخبر إلى الباب العالي، وأكد أن إسماعيل يخطط لمحاربة الدولة العثمانية، فطلبت من سفيرها فى لندن وضع يده على المدرعتين وإرسالهما إلى الأستانة. بعدها اتفقت إنجلترا وفرنسا على الإطاحة بالخديو. توجه له القنصل الفرنسى ليبلغه بالقرار، ورفض إسماعيل الرضوخ، هنا هدده القنصل بأنه إن لم يتنازل طوعا فلن يتولى ابنه توفيق الحكم، بل سيكون الوالى هو حليم باشا. وهكذا رضخ إسماعيل ووافق السلطان العثمانى على عزله فورا، بعد أن انقلب عليه إثر واقعة المدرعتين. لا يوجد ما يشير إلى صاحب فكرة تصنيعهما، لكن من غير المستبعد أن تكون الفكرة أمريكية المنشأ!

بدأت لجنة المراقبة الثنائية الإنجليزية الفرنسية فرض سيطرتها، وقررت إنهاء خدمة الضباط الأمريكيين لتقليص المصروفات، غير أن ستون باشا ظل محتفظا برئاسة الأركان، حتى قرر الخديو توفيق إعفاءه عام 1883.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة