محمد سعد
محمد سعد


أمنية

«خناق» الأحباب !

محمد سعد

الثلاثاء، 23 يونيو 2020 - 05:32 م

 

فى الوقت الذى تواجه فيه الدولة بكل أجهزتها العديد من المشكلات سواء على المستوى المحلى مثل خطر جائحة كورونا أو على المستوى الإقليمى والمتمثل فى تصعيد إثيوبيا لملف سد النهضة، بالإضافة لمواجهة الطموح التركى الذى يحاول السيطرة على أرض الأشقاء فى ليبيا، أظهر لنا وزير الدولة للإعلام طموحاته فى العودة إلى مبنى ماسبيرو والحصول على مقر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بماسبيرو.
يرى السيد أسامة هيكل أن هناك مكتبا بالدور التاسع بمبنى ماسبيرو يخص وكيل أول وزارة الإعلام وبه مستندات مهمة منذ 25 عاما فقط !، واكتشف الوزير فجأة أن هذه المستندات تحتاج إلى الجرد، ولحسن الصدف يتطابق مع قرار الجرد وصول خبر يفيد أن كالون حجرة «الكنز» تعرض للكسر .
أما المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فاكتفى بتعليق العمل وتقدم بمذكرة إلى رئيس مجلس الوزراء وبلاغ إلى النائب العام، وبعيدا عن كل الروايات، كيف لوزارة هدف إنشائها الأساسى التنوير والمعرفة أن تأتى بهذه الفعلة؟ لم يسأل مسئولو الوزارة أنفسهم كيف سيرى المواطن العادى تلك الحادثة؟ وكيف يصدق ما يشاهده على الشاشة.
الأسئلة كثيرة وأغلب الظن أنه ليس لها إجابة، ولكن هناك عدة أسئلة أتوجه بها إلى السيد الوزير لماذا لم يتصل برئيس المجلس فور علمه بواقعة كسر الكالون؟ وهل علم الوزير فجأة أن هناك مكتباً مغلقاً به مستندات حبيسة منذ 25 عاماً، ولماذا لم يتصل الوزير بالجهات المختصة لتأمين المكتب؟ وإذا كان الوزير يرى أنه أعلى وأرقى من أن يتحدث مع شيخ الصحفيين وأحد أعلام المهنة الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فلماذا لم يتصل برئيس الوزراء ليبلغه أو على الأقل يستأذنه فى اتخاذ إجراءات تأمين المستندات؟.
أعتقد أننى أملك الإجابة على السؤال الأخير وزير الإعلام يعلم جيداً الدور الوطنى الذى يقوم به رئيس مجلس الوزراء فى عدة ملفات أهمها مواجهة جائحة كورونا، ولم يشأ الرجل أن يضيع وقت وجهد رئيس الوزراء فى ذلك الموضوع وظن أن رجاله يستطيعون إنجاز العملية فى أقصر وقت ودون أن يشعر أحد.
لم يحدث فى العالم أجمع أن تستولى جهة حكومية على مكان جهة حكومية أخرى، وكأنه حق مكتسب أو إرث لها، وبرغم أن الدولة وفرت للوزارة فيلا بشارع قصر العينى بالقرب من مجلس الوزراء إلا أن حلم العودة يراود الوزير ورجاله منذ الدقيقة الأولى فى عمر الوزارة، وخلال الأيام التى تلت تشكيلها تفرغ الوزير للحصول على مكتسبات لها كان آخرها البنود التى رفضتها لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب ، التى كان يرأسها الوزير نفسه على مدار 4 سنوات ، فى موازنة الوزارة ومنها طلب 300 ألف جنيه للاستعانة بمستشارين، تخصيص 8 ملايين جنيه لشراء أسطول سيارات، وتخصيص 100 ألف جنيه لإيجار جراج للوزارة، رغم أن الفيلا بها حديقة تساعد لركن السيارات.
ابتعد الوزير والوزارة عن دورهم فى التنوير وتفرغوا للبحث عن الوجاهة الاجتماعية رغم الظروف التى تعانى منها الدولة.
أقول للسيد وزير الإعلام كان يجب عليك التريث واللجوء إلى الجهات المختصة وإبلاغ رئيس الوزراء للتدخل، إن الدولة لا تستطيع تحمل أعباء ومشكلات أكثر مما تواجهه .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة