كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«كفاية استهتار» !

كرم جبر

الأربعاء، 24 يونيو 2020 - 07:49 م

 

فى عيد الفطر قاموا بتنظيف أسطح المنازل، واجتمعوا بالعشرات لأداء صلاة العيد، فألقوا بأنفسهم إلى التهلكة، وأصبحت القرية التى أعرفها ولن أذكر اسمها بؤرة كورونا، وكل يوم تخرج الجنازات.
ليست شجاعة ولا تحايلاً على الحظر ولا إيمانا وتقوى لكن استهتارا، فعندما يقتحم الفيروس الصدور، ويجعل شمه الهواء أغلى شيء فى الحياة، سيدرك هؤلاء - وقد أدركوا - أنهم خانوا الأمانة وسلموا أنفسهم واقرباءهم لمن لا يرحم.
وابتداءً من السبت القادم ستكون المسئولية ضخمة على عاتق الجميع «حياتك امانة فى عنقك»، فإما أن تعيش وتخرج سالماً، أو تعرض نفسك لمقامرة خطيرة، خسارتها مؤكدة.
كلنا نعرف صعوبة الحصول على مكان فى الحجر، وكان الله فى عون وزارة الصحة والأطباء العظام، وهم يواجهون الموت بشجاعة وإقدام، ليهبوا الحياة للمصابين.
«كفاية استهتارا» فالمقاهى والنوادى وأماكن التجمعات التى تفتح ابوابها خطر داهم، وليس معنى ذلك أن الوباء الرهيب قد انحسر.. لا.. سوف يكشر عن انيابه ويأخذ فى طريقه الآلاف.. والحل فى أيدينا.
لم يصدق الناس أن الخطر يقترب منهم، إلا عندما اقتحم بيوتهم، ولم يترك فرداً فى الأسرة إلا ويصيبه، وأدعو الله ألا يرى انسان عذاب المرور على المستشفيات، وأهوال الألم واليأس من الشفاء.
ليس معنى رفع الحظر طرق أبواب الموت، ولكن معناه التخفيف من صعوبة الضغوطات والأزمات الاقتصادية والمعيشية، فلا أحد يعلم غير الله متى ينتهى الكابوس وتعود الحياة إلى طبيعتها.
ومن الظلم أن تتدهور الظروف المعيشية لفئات كثيرة فلا يجدون ما يملأ بطونهم، والدول مثل الأفراد لا تستطيع أن تحكم على نفسها بالعزل الدائم، وتقضى على أنشطتها الاقتصادية، وإلا فلن تجد ما تنفقه على الناس.

مصر لا تمتلك أنهارًا من البترول ولا جبالاً من الذهب، وثروتها الحقيقية فى عزيمة شعبها وإرادته وقدرته على الصبر وتحدى الصعاب، وصناع الإحباط هم أول من يعلم أن الأوضاع مستقرة رغم تداعيات كورونا.
يعلمون أيضاً أن الأزمات فى طريقها إلى الانفراج، وبشيء من الصبر والأمل والتفاؤل، يمكن أن تواصل البلاد طريقها إلى المستقبل، الذى يحفظ فرص الحياة الكريمة.

الدولة القوية هى التى تحترم مؤسساتها وتدعم وجودها، وتطلق يدها لتحقيق العدالة والمساواة والاستقرار، ومن الخطورة أن يتفرج البعض على ما يحدث الآن، من محاولات ضرب الثقة، لأن الثمن سيكون فادحاً على الجميع.
الثقة هى التى تشيع روح الطمأنينة والشعور بالعدالة، وإذا شعر شعب بالعدالة، فسوف يقبل على الحياة بمنتهى العزم والإصرار، وليس فى نفسه حقد يجعله يعيش فى بلد لا يحبه، ولم يكن المصريون فى أى يوم من الأيام من ذلك الصنف.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة