أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

عن الإعلام وسنينه

أحمد عباس

الخميس، 25 يونيو 2020 - 06:05 م

ياااادى الكلام عن الإعلام..
أنت لا تعرف عزيزى القارئ كم هو صعب - صعب جدا- الكلام عن هذا السحر الخفى الذى يُغير الصورة، ويسلب الأذهان، ويوضح الحقائق، ويطمس الأكاذيب، ويبدد الشائعات، ويصنع رأيا عاما، ويواجه الأغراض، ويحارب المخططات، ويُفشل تربيطات، ويضرب جماعات، ويفضح الكاذبين، ويسقط دولا، ويقيم غيرها، ويهوى ببورصات عالمية، وينهار باقتصادات عظمى، ويشعل حروبا، ويطفئ نجوما، وينجز صفقات سلاح، ويصنع مليشيات تسفك الدماء،ويخلق قتلة مأجورين، ويضيء السماء، ويبيع مخدرات، ويُسوَق أفكارا ومعتقدات، ويبرئ مجرمين، ويُعز، ويُذل، ويخفض، ويرفع، الإعلام وحده يفعل ذلك من دون هوادة أو شفقة، بل أكثر!
كل هذا يفعله ذلك السحر المستتر، المختبئ خلف شاشة تلفيزيون، أو عدسة كاميرا، أو مدون على فيلم لونه عسلى يدور على ماكينة سنيما، أو مقال لكاتبه، أو منشورما يتم تداوله على مواقع الإنترنت، المسألة مُعقدة، مُعقدة جدا صدقنى عزيزى القارئ، تحتاج إلى بحث وتدقيق، وفحص جيد لكل من يؤت مسئولية سلاح يفعل ذلك كله، أو حتى بعضا منه. وليس أصعب من أن تجد هؤلاء الذين يقفون خلف الأضواء ليقيموا ذلك كله،فيحجمون مكائد المغرضين، ويتصدون لحروب شاملة تأثيرها أقوى من أثر قنابل نووية.
ربما ذلك كله يؤخر اختيار هؤلاء القائمين على صناعة الإعلام فى مصر، لكن أخيرًا يستتب الأمر، وتنجح جهات الدولة المختصة فى إعلان أسماء رؤساء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام.
ليخرج الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد من رئاسة المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام بعد معركة كبرى خاضها فى وقت صعب، واجه خلالها هو بذاته، ومن ثم الإعلام المصرى كل أشكال المؤامرات الخارجية الضارية، وأخرى داخلية بائسة. ويحل فى موقعه الكاتب الكبير كرم جبر الذى لم يكن بمنأى عن هذه المعركة، فقد كان فى خضمها يضبط بمرونة وفهم كبير إيقاع الصحافة المصرية ومؤسساتها، بعد أن شهدت أعواما من التسطيح، والتدليس، وشهدت مؤسساتها إنكماشًا فى دورها وكيانها.
وبصراحة مُفرطة، لا أستطيع وصف سعادتى لما تأكدت من اختيار صديقين عزيزين إلى قلبى عضوين بالمجلس الأعلى للاعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، هما وليد عبد العزيز، وصالح الصالحى مديرا تحرير «الأخبار»، والحقيقة أننى شعرت أننى «ناسبت الحكومة».
أخيرًا.. أُحمل الجميع مسئولية بقاء الصحافة القومية، واستعادة تأثيرها لانها ببساطة الدرع الواقية من كل هجوم كاذب، ولأنى بصراحة «بحبها»!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة