علما البلدين
علما البلدين


صراع الكوريتين.. 70 عامًا على انطلاق حربٍ لم تنتهِ بعد

أحمد نزيه

الخميس، 25 يونيو 2020 - 09:35 م

لم يأنِ للسلام بعد أن تطأ أقدامه أرض شبه الجزيرة الكورية، لينعم شعبان هما في الأصل شعبٌ واحدٌ بالوئام، مسدلين الستار على سنواتٍ وعقودٍ من الصراع والنزاع الغارقين في مستنقع الأراضي الكورية.

لم تكن أحلام الشعب الكوري بمستوى تطلعات بعض قاداته، الذين لا يزالون يلوحون بأوراق الحرب، بين بلدين يعيشان مرحلة "اللا سلم" و"اللا حرب"، وإن كان لا يزالان على الورق في وضعية حربٍ، أو يعيشان هدوء ما قد يسبق العاصفة.

سبعون عامًا مضت على بداية واحدة من أشرس حروب القرن العشرين بين الجارتين كوريا الشمالية والجنوبية، تلك الحرب التي أودت بحياة ما يقرب من خمسة ملايين شخص في البلدين دفعوا ثمن أربع سنوات من المعارك الضارية بين الجانبين، بتذكيةٍ من بلدانٍ أخرى في العالم على رأسها الولايات المتحدة.

دعوة.. وتحذير

وفي الذكرى السبعين لانطلاق تلك الحرب،دعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن" كوريا الشمالية اليوم الخميس إلى الانضمام إلى خطوة جريئة لإنهاء الحرب الكورية رسميًّا في مبادرة للسلام، لكنه أرسل معها رسالة تحذير واضحة، في الحفل الذي أقيم بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لاندلاع الحرب الكورية.

وقال مون،  في خطاب ألقاه في الحدث الذي عُقِد في قاعدة سيول الجوية، "لا يمكننا إحياء ذكرى الحرب الكورية بطريقة حقيقية، وذلك لأنها لم تنتهِ رسميًّا بعد"، في إشارة إلى أن الحرب انتهت بوقف إطلاق النار، وليس معاهدة سلام، مما يعني أن الكوريتين من الناحية الفعلية في حالة حرب، وذلك نقلًا عن وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.

ووجه مون  تحذيرًا من "أنه إذا كانت كوريا الجنوبية تعارض الحرب سعيًا إلى تحقيق السلام، فإنَّ كوريا الشمالية ستواجه "ردًّا حازمًا" في حالة تهديد المواطنين في البلاد".

وأنهى اتفاق الهدنة، الذي تم توقيعه في يوليو عام 1953، حرب الأربع سنوات المشتعلة بين الكوريتين، لكن عدم التوصل لاتفاق سلامٍ مع تعثر المباحثات المتواصل بين الجانبين، أبقى البلدان في حالة حرب نظريًا، على مدار 67 عامًا لاحقة، باعتبار أن الحرب توقفت باتفاق هدنة وليس بمعاهدة سلام، ليظل البلدان في حالة تعبئة لتلك الحرب، رغم أنها وضعت أوزارها على أرض الواقع في عام 1953.

وتعرضت آمال السلام بين الكوريتين، التي ظهرت بعض ملامحها عام 2018 لانتكاسةٍ، بعدما أعلنت كوريا الشمالية في شهر مايو الماضي قطع الاتصال مع الجارة الجنوبية بصورةٍ أحاديةٍ، وهدم مكتب الاتصال المشترك بين الجانبين.

وكانت مباحثات سلام قد عُقدت مطلع عام 2018 بين الجانبين في قرية بان مون جوم، عند دائرة عرض 38 شمالًا الفاصلة بين البلدين، أعقبها قمة سلام بين الزعيمين بان مون جوم وكيم جون أون، لكن لم يحدث أي تقدمٍ في مسار توطيد العلاقات وإزالة شوائب الحروب بين الجانبين، خلاف ما كان مرجوًا وقتها.

ملخص الحرب

وبالعودة للوراء سبعون عامًا، فقد بدأت حرب الكوريتين  في 25 يونيو من عام 1950 برعايةٍ أمريكيةٍ، واستهلت أحداث تلك الحرب بتمكن الجيش الشعبي الكوري في الشمال من تحرير سيول عاصمة الجنوب من القوات الأمريكية المسيطرة عليها، وإلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فسرعان ما دخلت الولايات المتحدة من جديد الأراضي الكورية ضمن تحالفٍ دوليٍ رعته الأمم المتحدة، بعد تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح ذلك في غياب المندوب السوفيتي الذي لم يحضر عملية اتخاذ القرار في مجلس الأمن، فغاب حينها حق النقض السوفيتي الذي كان كفيلًا حينها بإبطال مشروع الحرب الأمريكي.

وتمكنت القوات الأمريكية التي قاتلت تحت لواء الأمم المتحدة من استعادة السيطرة على كوريا الجنوبية، قبل أن تتدخل الصين لتدعم كوريا الشمالية، لتفضي الحرب في النهاية على اتفاق هدنةٍ جرى في يوليو عام 1953، لا يزال الوضع قائمًا عليه إلى وقتنا هذا، ليكون البلدان مع مرور سبعين عامًا على انطلاق الحرب يعيشون سبعين عامًا من الحرب وليس سبعين عامًا على الحرب.

وكانت الولايات المتحدة تسعى من خلال السيطرة على شبه الجزيرة الكورية أن تجعلها منصةً تواجه بها خطر جمهورية الصين الشيوعية، والتي تتبع نظام الحكم المماثل لجمهورية كوريا الشمالية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة