عمرو الخياط
عمرو الخياط


نقطة فوق حرف ساخن

٣٠ يونيو .. ثورة الإنقاذ

عمرو الخياط

الجمعة، 26 يونيو 2020 - 06:51 م

 سنوات انقضت ومازالت ثورة ٣٠ يونيو حية ونابضة، تمر الأيام والسنون فتكشف عن حقيقة عظمة هذه الثورة التى ولدت بحجم إدراك كل مصرى لقيمة وطنه، لقد كانت ثورة كاشفة، هى بحق لحظة توقف عندها التاريخ بعد أن رفعت الغطاء عن تنظيم الإخوان الذى طالما نجح فى عملية خداع مجتمعى طويلة المدى للمصريين الطيبين، وجاءت لحظة التمكين الإخوانى فإنقلب أعضاء التنظيم على أعقابهم وأظهروا رصيد البشاعة والكراهية الكامن فى نفوسهم تجاه مصر وتجاه كل مصرى.

ليس كمثلها ثورة، بل إنها تسمو على حركة الفعل الثورى المادية لتصل الى ذروة مراتب العمل الوطنى كعملية إنقاذ شاملة لوجود الدولة المصرية.
ثورة متفردة يجوز  وصفها «بثورة الإدراك المتكامل»، فمن خرج من المصريين كان مدركا بكامل إدراكه أو فطرته أو غريزته أو بهم جميعا إنه خرج فى سبيل حفظ الدولة وإنقاذ وجودها، كما أن التنظيم الإخوانى الذى تم إقصاؤه يدرك إدراكا يقينيا لخطورة هذه الثورة على كيانه ووجوده بعد أن كشفت عداءه للإنسانية ولكونه تنظيما خارج اطار النسيج الوطنى المصرى، بعد أن قاومه المصريون بصفته نوعا من الاحتلال المحلى، لقد كشفت ٣٠ يونيو أن الإخوان ليسوا مصريين وهى فكرة لطالما ظلت نظرية فحولتها ثورة يونيو إلى حقيقة موثقة.
لقد كانت بحق ثورة الإدراك الكامل بعدما استقبلتها قوى العدوان الإقليمية بوجه مكشوف، وبعد أن أخرجت أجهزة عاتية من ظلمات سراديب المؤامرات إلى أنوار الثورة المصرية التى فرضت عليهم المواجهة المكشوفة .
ثورة غير قابلة للتقادم، بل إنها قادرة على التجدد الذاتى والتوثيق المستدام لنبل معانيها وأهدافها.
كلما مرت السنوات كشف السلوك الإخوانى اليومى عن أن ثورة ٣٠ يونيو كانت فرض عين حال على كل مصرى، وكلما مرت الأحداث أثبتت عمق مخزون الكراهية والبغضاء الكامنة فى الصدور السياسية القطرية والتركية تجاه مصر.
انظر إلى سوريا وليبيا واليمن والعراق ثم عد وانظر بملء العين والقلب إلى ثورة وطنك لتدرك أنه لو كان لكل ثورة فلسفة، فإن ٣٠ يونيو فلسفتها هى «مصر».
هى لحظة ميلاد جديدة لهوية الدولة المصرية، واستعادة لحقيقة تاريخية بأن مصر عصية على السقوط والإسقاط والانكسار .
لقد ولدت ٣٠ يونيو مستمدة قوتها الأسطورية من عظمة أقدم دولة فى التاريخ، لقد ولدت لتثبت أن التاريخ أبدا لم ولن يرحم كل من لم يدرك قيمة هذا الوطن العظيم .
رأسك نحو علم بلادك وانظر إليه بنفس راضية، لا تترك نفسك مستباحة للأهواء، إعلم جيدا أن ثورة ٣٠ يونيو قامت من أجل حياتك وأرضك وعرضك، إعلم أنها لايمكن أن تخضع لحسابات المكاسب المادية أو لمشاعر الملل الإنسانية، فإذا كنت مستعدا لأن تشعر بالملل من حياتك أو من عرضك أو من شرفك فاقض ما أنت قاض، لكن ٣٠ يونيو ستظل خالدة بخلود هذا الوطن العزيز.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة