"دهب" مدينة نعكس الشمس على رمالها فتعطى بريق الذهب
"دهب" مدينة نعكس الشمس على رمالها فتعطى بريق الذهب


«دهب» مدينة نعكس الشمس على رمالها فتعطى بريق الذهب

شيرين الكردي

السبت، 27 يونيو 2020 - 01:46 ص

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن مدينة دهب بجنوب سيناء تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ تبعد 100كم شمال شرم الشيخ، 150كم جنوب طابا وتقع المنطقة الأثرية بدهب في أجمل بقعة تشرف على خليج العقبة بمياهه الصافية وتضم الفرضة البحرية لميناء دهب فى عصر الأنباط والفرضة هي المكان الذي يخدم الميناء من مخازن البضائع والمكاتب الإدارية ويقع رصيف الميناء بخليج العقبة مقابل هذا المبنى.

ويؤكد الدكتور ريحان أن هذا الميناء كشفت عنه بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية فى عدة مواسم حفائر منذ عام 1989 وحتى 2002 وهذا الميناء استخدمه الأنباط بسيناء منذ نهاية القرن الثانى قبل الميلاد لخدمة التجارة بين الشرق والغرب وحتى نهاية دولتهم رسميًا على يد الإمبراطور الرومان تراجان عام 106م والمنطقة الأثرية بدهب مسجلة (ضم) بقرار رئيس مجلس وزراء رقم 820 لسنة 2007 والمبنى المكتشف تخطيطه مستطيل له سور خارجى وبوابة محاطة ببرجين دفاعيين من داخل السور ويحوى 23 حجرة بالجزء الشمالى كمكاتب لخدمة حركة تسيير ونقل البضائع من وإلى الميناء، والجزء الجنوبى يحوى 24 حجرة هى مخازن البضائع ويتوسط المبنى فنار لإرشاد السفن بالخليج ومحرقة كانت تحرق فيها الأخشاب المستخدمة للفنار وعدد 12 حجرة بالجهة الغربية لمبيت بعض العاملين بالميناء.

ويشير الدكتور ريحان إلى أن المبنى يجسّد التفاعل بين الإنسان والبيئة من استخدام أحجار مرجانية متوفرة فى المناطق الساحلية المشرفة على البحر الأحمر وهى أحجار أكثر صلابة وأكثر مقاومة لعوامل التعرية والأملاح كما استخدمت مونة من الطفلة البحرية التى تتكون من الرمل والحمرة ومركبات كلسية طينية تتواجد دائمًا قرب شاطئ البحر وعثر بالميناء على لقى أثرية أهمها جرار تخزين وسبائك نحاسية وعملات .


وينوه الدكتور ريحان إلى العثور على أوانى الحجاج بميناء دهب والذى كان يستخدمها الحجاج المسيحيون من أوروبا الذين كانوا يحجون إلى دير سانت كاترين ومنها إلى القدس عبر سيناء فى طريق الحج المسيحى الشهير بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى وقد أعيد استخدام ميناء دهب فى الفترة البيزنطية من القرن الرابع إلى السادس الميلادى.


ويتابع الدكتور ريحان بأن الحاج المسيحى كان يركب مع الحاج المسلم نفس السفينة من ميناء القلزم (السويس) إلى ميناء الطور حين تحول طريق الحاج الإسلامى بسيناء من الطريق البرى إلى الطريق البحرى منذ عام 1885م وفى الطور يزورون معًا الأماكن المسيحية والإسلامية ومن ميناء الطور يتجه الحاج المسلم والمسيحى لزيارة الأماكن المقدسة بمنطقة الجبل المقدس (دير سانت كاترين حاليًا) وترك الحجاج المسلمون كتاباتهم على محراب الجامع الفاطمى داخل الدير ثم يعود الحاج المسلم ليأخذ طريقه من ميناء الطور إلى ميناء جدة ويتجه الحاج المسيحى من دير سانت كاترين إلى القدس أو يظل بدير سانت كاترين لو كانت وجهته الحج إلى دير سانت كاترين فقط.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة