المتحف القبطى
المتحف القبطى


خبير أثار يرصد امتزاج الفن الإسلامي والمسيحي في القاهرة الإسلامية

شيرين الكردي

السبت، 27 يونيو 2020 - 03:37 ص

يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار لوحة معمارية بمصر القديمة وهى واجهة المتحف القبطي وقد قام مؤسس المتحف القبطي مرقص سميكة باشا بنسخ واجهة جامع الأقمر الفاطمي بشارع المعز لدين الله الفاطمي لتكون واجهة المتحف القبطي حين تأسيسه لتؤكد قيم التلاحم والتعانق بين عنصري الأمة في مصر وأن العمارة المسيحية والإسلامية في مصر هي منظومة تواصل حضاري وتأثير وتأثر وتشابك والتحام في نسيج واحد بخيوطه من سداه ولحمة.

ويطالب الدكتور ريحان بالترويج دوليًا  لهذه المعاني السامية والتركيز على امتزاج الفنون المسيحية والإسلامية والتواصل الحضاري والتلاقي بين كل الحضارات في حملة تنشيط مسار العائلة المقدسة كطريق للحج في مصر وذلك عن طريق المكاتب السياحية بالخارج والسفارات وأبناء مصر بالخارج في صورة واجهة المتحف القبطي وملتقيات الأديان الخمسة في مصر بمصر القديمة وحارة اليهود وسانت كاترين والإسكندرية والبهنسا لتصل رسائل السلام للعالم أجمع.

ويوضح الدكتور ريحان أن هذه الواجهة هي نموذج طبق الأصل من واجهة جامع الأقمر وقد أضاف إليها الفنان التشكيلي راغب عياد الرموز المسيحية وولد مرقص سميكة عام 1864 في عائلة قبطية عريقة تضم رجال دين ورجال قضاء وعمل بالآثار القبطية حتى وفاته وكان عضوًا في مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى والجمعية الملكية الجغرافية ومجلس أعلى دار الآثار العربية وعضو مجلس الأثريين في لندن وعضو مجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ومن مؤلفاته  دليل المتحف القبطي والكنائس الأثرية في مجلدين باللغتين العربية والإنجليزية ووضع فهارس المخطوطات العربية والقبطية الموجودة بالمتحف القبطي.

ويضيف الدكتور ريحان أن المتحف القبطي تأسس عام 1908 ويقع بمنطقة مصر القديمة أمام محطة مترو الأنفاق وقد أفتتح رسميًا عام 1910 وأنشئت المباني الأولى لهذا المتحف على جزء من الأرض التابعة لأوقاف الكنيسة القبطية قدمها البابا كيرلس الخامس البطريرك 112، وقد سمح أيضا بنقل جميع التحف والأدوات القبطية الأثرية كالمشربيات والأسقف والأعمدة الرخامية والنوافذ واللوحات والحشوات الخشبية المنقوشة والأبواب المطعمة والأرائك وقطع القيشانى التي كانت في منازل الأقباط القديمة.

و ظل المتحف القبطي ملكًا للبطريركية حتى عام 1931، حين قررت الحكومة ضمه إلى أملاك الدولة لأنه يمثل حقبة هامة من سلسلة حقبات الفن والتاريخ المصري القديم  وتقديرًا لمرقص سميكة باشا قامت الحكومة بعمل  تمثال نصفى له على نفقة الدولة أقيم وسط الحديقة الخارجية أمام مدخل المتحف.

ويوضح الدكتور ريحان أن "جامع الأقمر" بشارع المعز لدين الله بناه الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله أبو على المنصور بن المستعلي الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية فى مصر عام  519هـ ،1125م وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحى المعروف باسم المأمون البطائحى بمنطقة  النحاسين.

وواجهة الجامع مبنية كلهّا بالحجر وباقي الجامع مبنى من الداخل بالطوب ويمتاز جامع الأقمر بجمال زخرفة الواجهة التي تعتبر أول واجهة مزخرفة في المساجد القاهرية وقد ظهر في مدخل الجامع العقد المعشق لأول مرة في عمارة المساجد وقد انتشر بعد ذلك في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي وفوق هـذا العقد يوجد العقد الفارسي على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه.

ويشير إلى أن أهـم ميزة في تصميم الجامع استعمال المقرنصات التي لم تستعمل قبل ذلك إلا في مئذنة جامع الجيوشى تلك الزخرفة التي عــم انتشارها في العمارة الإسلامية وبمنتصف الواجهة فوق الباب عقد مزين بدائرة زخرفية تخرج منها أضلع بارزة يراها البعض كما لو كانت الشمس وأشعتها وفى منتصفها دائرة أخرى كتب بها محمد وعلى وحولها دائرة أخرى زخرفية ثم دائرة تحمل الآية القرآنية المتكررة بكثرة في الآثار الفاطمية بسم الله الرحمن الرحيم " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"على يمين هذا العقد ويساره زخرفة مقرنصات وهى أقدم مقرنصات لا تزال باقية على واجه مبنى إسلامي .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة