المستشار شادي مدحت اسكندر، خبير لوائح الفيفا،
المستشار شادي مدحت اسكندر، خبير لوائح الفيفا،


خبير في لوائح فيفا: 6 أسباب تجعل استئناف الدوري المصري "مهمة مستحيلة"

معتز الشامي

الأحد، 28 يونيو 2020 - 04:18 م

مازال الجدل مستمرا حول عودة استئناف الدوري، من عدمه، في نفس الوقت، تتواصل الفحوصات لأندية الدوري الممتاز، التي تكشف يوميا عن اصابات بين اللاعبين والاداريين وصلت حتى اليوم 19 اصابة تقريبا، مرشحة للزيادة.

وتعتمد وجهة النظر الرافضة لاستئناف الدوري، عدة مفاهيم، أبرزها طول فترة المؤجلات، التي تصل إلى 17 جولة، تحتاج لانهائيها 3 أشهر متصل، ولكن الواقع يشير لوجود 24 يوما توقفات على الأقل لمباريات المنتخب، بخلاف 20 يوما على الأقل توقفات ل4 أندية بسبب المشاركات الخارجية أبرزها الزمالك والأهلي في دوري الابطال، ما يعني 4 إلى 5 أشهر من اللعب المتواصل في ظل تلك الظروف، الأمر الذي يهدد ( وفق نظر الكثيرين) جدول الموسم الجديد، ويهدد ايضا ببعثرة مواعيد وجداول موسمين لاحقين.


حصلت "بوابة أخبار اليوم" على مستند فيفا رقم 1720، الذي تم تعميمه مطلع شهر يونيو الجاري، الذي كشف عن عدم قدرة الاندية المصرية على اجراء اي قيد جديد في الصفقات المنتظرة، وعدم فتح باب التسجيل لاتحاد الكرة، الا بعد انتهاء الموسم اما بالالغاء، او باستكمال المؤجلات، فيما كشف خبيرا قانونيا بلوائح فيفا، السلبيات المترتبة على التمسك باستئناف الدوري الدوري.

صعوبات قانونية

من جهته، أكد المستشار شادي مدحت اسكندر، خبير لوائح الفيفا، والعضو بالإدارة القانونية لاتحاد الكرة الإماراتي، على وجود صعوبات ومشكلات "بعضها قانوني" قد يترتب على التمسك باستئناف الدوري المصري، وذلك لأنه قد يكون أطول دوري في العالم من حيث المؤجلات المطلوب استكمالها، محققا الرقم القياسي مقارنة بدوريات أوروبا والمنطقة، بعدما وصل إلى 17 جولة تحتاج لأن تخوضها الأندية في ظل تلك الظروف الصحية الصعبة، ليس في مصر فقط، ولكن بالعالم أجمع.


وقال: "الأمر ليس له علاقة بالأهلي أو الزمالك، فالأهلي بطلا متوجا بالالقاب المحلية والقارية، وكذلك الزمالك، و أعتقد أن لقب دوري جديد للأهلي، لن يشكل فارق كبير، لكن الأهم هو النظر للصالح العام، وعلى الجميع أن يرك ذلك".

6 أسباب للألغاء

حدد شادي اسكندر 6 صعوبات يرى أنها تستحق أن تضعها اللجنة الخماسية والأندية في مصر، بعين الحسبان، وقال" إن هذا الوضع غير المسبوق للعبة كرة القدم، أدى إلى ظهور عدة مشاكل قانونية وتنظيمية لدى كافة الاتحادات الوطنية وأنديتها الأعضاء، الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم بصفته الجهة المنوطة بتنظيم رياضة كرة القدم حول العالم إلى اعتبار الظروف التي تمر بها الكرة العالمية من الظروف القاهرة وأعطت للاتحادات الوطنية الحرية في اتخاذ قراراتها والتي تناسب وضعها الصحي وفقاً للقواعد المنظمة للاتحاد،  فضلاً عن اتخاذ قرارات تنظيمية وإصدار تعاميم بموجب الصلاحيات الممنوحة له والتي ساهمت في وضع خارطة الطريق للمرحلة المقبلة وذلك في شهري ابريل ويونيو من العام الجار،ي وبالدراسة القانونية للتعاميم والقواعد الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم والاطلاع على بروتوكولات عودة النشاط الرياضي في الدوريات الاوروبية يتضح لنا وجود ستة أسباب تحول دون استمرار الدوري المصري وهي كما يلي: 


1.    منع تسجيل أي لاعبين جدد لاستكمال الموسم الرياضي 2019/2020


في كل القرارات والتعاميم الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم منذ بداية الأزمة، منع الاتحاد الدولي كافة الاتحادات الأعضاء بتسجيل لاعبين جدد لاستكمال الموسم الرياضي 2019/2020 و بغية منه في الحفاظ  على مبدئ النزاهة الرياضية ووقوف كافة الأندية على خطوة واحدة لضمان تحقيق هذا المبدئ، فلا يجوز بكل حال من الأحوال للأندية التي تملك رأس المال والجماهرية الكبيرة أن تقوم بتسجيل لاعبين جدد تستعين بهم في مواجهة بعض الأندية، والتي لا تمتلك ذات الإمكانات والمقومات المالية الكافية لتسجيل لاعبين جدد وهنا لن ولم يتحقق المبدئ والذي  طال أصرار الاتحاد الدولي لكرة القدم في كافة تعاميمه و القواعد الصادرة عنه بضرورة التزام الأندية باستكمال الموسم بذات اللاعبين دون إجراء أي تغيير عليهم، ما يعني صعوبة القيد وقد يؤثر ذلك على التعاقدات للموسم المقبل خصوصا مع طول المدة المطلوبة لاستكمال الدوري.

2.    قرار فيفا بعدم جواز استبدال اللاعب الذي يرفض تمديد عقده 


إلحاقاً على ماورد في السبب الأول بحرص الاتحاد الدولي على عدم تسجيل أية لاعبين جدد لاستكمال الموسم الحالي، فقد رفض الاتحاد الدولي مبادئ قيام الأندية باستبدال اللاعب، الذي انتهى عقده و رفض التمديد مع ناديه الحالي  بأي لاعب جديد، وقدم الاتحاد الدولي الحل لهذه الإشكالية، لدرء الضرر الذي وقع على النادي، والتي في وجهة نظري أرى أن فيفا قد جانبه الصواب في طرحها، عبر تصعيد لاعبي الرديف والمراحل السنية لتعويض النقص للاعب الذي رفض تمديد عقده، للمشاركة مع الفريق الأول، وبالتالي ومن الجانب العملي والفني، ارى فيه استحالة تقديم الفرق أداء فني  مميز، بسبب عدم وجود تجانس بين اللاعبين، وافتقار الخبرة بالنسبة للاعب الذي تم تصعيده، فلاض عن ضعف لبنيته الجسدية للمشاركة في مثل هذه المسابقات. 


3.    تداخل جدول المباريات مع فترات القيد والتسجيل للموسم الرياضي 2020/2021

منع الاتحاد الدولي لكرة القدم بموجب تعميمه رقم 1720 المؤرخ في 11/يونيو/ 2020، تداخل فترات القيد والتسجيل للموسم الرياضي 2020/2021 مع استمرار جولات نفس الموسم،  وذلك بالنسبة للاتحادات التي تمتد مواسمها الرياضية على سنتين،( ومن بينها الدوري المصري)،  واستثناء على ذلك يجوز أن تتداخل فترة التسجيل الأولى للموسم الرياضي 2020/2021 ( القيد الصيفي) مع الجولات النهائية للموسم في حال استكماله،  بما لا يتجاوز فترة 4 أسابيع كحد أقصى.


وفي ظل الزحام الشديد لجدول مباريات الدوري المصري، اذا تمسكنا بلعب 17 جولة متبقية لأنهاء الموسم، أي ما يعادل 153 مباراة في الدوري، بالإضافة إلي مشاركة المنتخب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ومشاركة أندية الأهلي و الزمالك في مباريات نصف نهائي دوري ابطال افريقيا، فضلا عن مشاركة نادي بيراميدز في الكونفدرالية، ومشاركتنا الاتحاد بالبطولة العربية، كل ذلك غير بطولة كأس مصر، ما يعني وفق ما سبق، ضغط رهيب وغير مسبوق للجدول مع ضخامة عدد المباريات، ما يمنح نافذة ضيقة للغاية لتسجيل اللاعبين الجدد( والمطلوب أن يكون ذلك قبل 4 اسابيع من موعد فتح باب القيد الشتوي وفق تعميم 1720 للفيفا)، وبالتالي مع اقتراب تداخل فترتي القيد والتسجيل الصيفية والشتوية، نجد أن الأندية المصرية لن تستفيد ابدا من القيد وبالتالي سيتأثر سوق الانتقالات للموسم الجديد بل والذي يليه، لأن التداخل بين المواسم سيظل مستمرا حال تمسكنا باستمرار الدوري.
 
4-    الأثر المالي السلبي  
مما لا يدع مجالا للشك أن قرار فيفا، والخاص باستمرار الأندية بذات اللاعبين لاستكمال الموسم الرياضي 2019/2020 يضع على كاهل الأندية عبء مالي كبير دون جدوى نافعة، فالأندية مضطرة إلى تمديد عقود لاعبيها المنتهية، والتي حتى لا ترغب في تجديد عقودها او الاستعانة بخدماتها لعدة أشهر قد تصل إلى ستة أشهر أخرى، وذلك لتحقيق شرط المشاركة فقط المباريات بنفس اللاعبين ولحين انتهاء الموسم.


5-    خطر إصابة اللاعبين بفيروس كورونا
أن عدم توفر الإمكانات لتوفير ما يسمى بالمنطقة الخضراء، وهي المنطقة التي تتجمع بها كافة الفرق المتبارية، في منطقة واحد محصنة مع  أجهزتهم الإدارية والفنية، واجراء كافة التحاليل دون الخروج عنها، مكلف جدا للغاية، وسوف يضطر إلى استئناف الدوري في شهور الصيف، ووفقا للنظام المعتاد، وبحسب تعاميم منظمة الصحة العالمية قد يؤدي هذا الاجراء الي زيادة مؤشر خطورة إصابة اللاعبين  بفيروس كورونا فأن المناخ الحار والرطب يعد بيئة مهيئة، لسرعة انتشار الفيروس في هذه العوامل تعمل معاً في ظل عدم وجود دواء أو تطعيم مؤكد للقضاء على الفيروس.

6- الحاجة الى 8 أسابيع لإعداد اللاعبين قبل استئناف الموسم 

فترة التوقف الطويلة، والتي تجاوزت الثلاثة أشهر للاعبين ترفع من معدل الإصابات للاعبين وهذا بموجب البروتوكولات الصحية للدوريات العالمية والتي أشارت إلي ارتفاع نسب الإصابة عند عودة استئناف النشاط الرياضي.


 والسؤال الذي يطرح نفسه هل لدى الأشخاص المصرة على استئناف النشاط الرياضي التضحية، باستحقاقات الأندية الوطنية في بطولاتها الدولية والمنتخب في تصيفات كأس العالم لمجرد عودة النشاط واستكمال الموسم دون جدوى؟.


 

مستند فيفا

مستند فيفا

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة