حوت نبى الله موسى
حوت نبى الله موسى


تعرف على سر حكاية «حوت نبى الله موسى» و «مرسى السفينة» على أرض الفيروز

شيرين الكردي

الإثنين، 29 يونيو 2020 - 01:11 ص

 

دراسة علمية للباحث عماد مهدى المتخصص فى الدراسات التاريخية تقدم نظرية جديدة حول تحديد موقع لقاء «نبى الله موسى» والعبد الصالح الخضرعليهما السلام، والذى حدث على أرض سيناء منذ حوالى 3200 سنة تقريباً فى الموقع المذكور فى القرآن الكريم بمجمع البحرين بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء معتمدًا على القرآن الكريم والأحاديث النبوية كمصدر رئيسى لهذا البحث والدراسات التاريخية والأثرية والدراسات الجغرافية والجيولوجية.

ويشير الباحث عماد مهدى بأنه قد توصل إلى تحديد خمسة مواقع مرتبطة برحلة نبى الله موسى لمقابلة العبد الصالح على أرض سيناء وهى مجمع البحرين «الموقع العام للقاء بين موسى والخضر»، صخرة الحوت «نقطة اللقاء بين موسى والخضر»، الممر المائى «سبيل الحوت للخروج إلى المياه العميقة»، صخرة الارتداد «نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت»، الرصيف البحرى«موقع انطلاق رحلة سفينة موسى مع الخضر».

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن القصة ذكرت بالقرآن الكريم فى سورة الكهف من الآية 60 إلى 82، وجاءت كلمة مجمع البحرين مرتين فى القرآن الكريم فى قصة نبى الله موسى والخضر فى سورة الكهف «وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا» وكلمة مجمع كما جاء فى صحيح اللغة تعنى «جَمَعْتُ الشئ المتفرقَ فاجْتَمَعَ» وهذا التوصيف اللغوى لكلمة مجمع البحرين لا ينطبق جغرافيًا فى أى مكان فى العالم إلا فى رأس محمد وهى مجمع خليجى العقبة والسويس فى بحر واحد هو البحر الأحمر، ولفظ مجمع يختلف عن لفظ التقاء مثل التقاء البحر المتوسط مع المحيط الأطلسى عند مضيق جبل الطارق «نظرية طنجة القديمة» أو التقاء خليج البحرين مع خليج عمان «نظرية بحر فارس» وهما خليجان يلتقيان مع بعضهم البعض ولا يجتمعان فى بحر أو محيط واحد كما هو الوضع الجغرافى فى رأس محمد حيث تجتمع مياه خليج العقبة وخليج السويس فى البحر الأحمر عند رأس محمد بشرم الشيخ.

ويضيف الدكتور ريحان أن صخرة الحوت موقعها على البحيرة المائية والتى تتطابق منطقيًا وجغرافيًا لتسرب وهذه الصخرة تتوسط طريق الدخول إلى رأس محمد وهى الصخرة الوحيدة المناسبة للإيواء والمبيت فى طريق السير المستقيم إلى الداخل فى عمق يابسة رأس محمد وتمثل نقطة مشاهدة لمجمع البحرين، كما تمثل نقطة اليقين لنبى الله موسى لبلوغه أخر نقطة فى اليابسة لمجمع البحرين.

وأن المسافة المرجحة التى قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالى 2كم والمسافة التى قطعها نبى الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت توازى نفس المسافة 2 كم وهذه الصخرة تتوسط الأحداث وهى نقطة الجمع بين أطراف القصة داخل رأس محمد.

وينوه الدكتور ريحان إلى الممر المائى للحوت والطريقة الذى تسرب بها سربًا وعجبًا فى وصف معجزة شق الطريق إلى البحر وعودة الحياة للحوت والمعروف بمنطقة الخليج الخفى بجنوب رأس محمد فربما استطاع الحوت بأمر ربه من شق طريق على الرمال وشق قناة مائية حتى بلوغ المياه العميقة وربما هذا ما يفسر وجود مجرى مائى دائم فى منطقة الخليج الخفى برأس محمد، وبرسم خط مستقيم من الصخرة حتى المياه العميقة يتضح أن هذا الممر المائى يخترق الخط المستقيم ويشكل قناة مائية متعرجة وهذه المنطقة أكثر عرضة للمد والجزر وتنحصر بها المياه وتبقى هذه القناة لا تجف عنها المياه وهنا تكمن المعجزة لتكون شاهد طبيعى على هذه الأحداث وعلى معجزة الحوت فى هذا الموقع وتبلغ المسافة من موقع تسرب الحوت عند الصخرة حتى المياه العميقة حوالى 2كم .

ويتابع الدكتور ريحان، بأن الرصيف البحرى «مرسى سفينة الخضر» هو الشاهد الأثرى الوحيد مما تركه الإنسان فى هذا الموقع ومن هذا الرصيف وموقعة تمكن الباحث عماد مهدى من تحديد خط سير السفينة إلى رأس محمد وتحديد وجهتها، ويقع هذا الرصيف على بعد 300م من صخرة اللقاء ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجانى على الشاطئ لمسافة 50م، حتى الغاطس وعرضه حوالى من 6- 8م ،ويتكون من صخور جرانيت وحجر رملى منقول من مواقع أخرى من خارج رأس محمد، حيث أن الطبيعة الصخرية لرأس محمد تتكون من أحجار وصخور جيرية ما يدل على نقل هذه الصخور من أماكن أخرى متفرقة، ويتوسط الرصيف البحرى القديم شاطئ الميناء على الساحل الغربى لرأس محمد والمطل على خليج السويس على شكل نصف دائرة مساحتها حوالى كيلو متر واحد وربما كانت رأس محمد محطة راحة للسفن العابرة من خليج السويس إلى خليج العقبة أو البحر الأحمر.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة