المرأة في مصر القديمة
المرأة في مصر القديمة


حقوق المرأة في مصر القديمة.. أبرزها «ذمة مالية مستقلة»

شيرين الكردي

الإثنين، 29 يونيو 2020 - 01:47 ص

تفوقت المرأة في مصر القديمة وكان لها الكثير من الحقوق القانونية، فاقت ما تمتعت به النساء في الحضارات القديمة من حضارات العراق القديم وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وبلاد اليونان والرومان، ومن هذا المنطلق كانت دراسة الدكتورة شيماء عبد المنعم حسانين تحت عنوان " الملكة في الحضارة المصرية القديمة في عصر الدولة الحديثة " كشفت فيها عن دور المرأة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا علاوة على كونها سيدة الجمال في مصر القديمة.

ويلقي خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن المرأة المصرية كانت تتلقى المهر من زوجها عند الزواج وكانت لها ذمتها المالية وممتلكاتها الخاصة كما كان من حقها الطلاق إذا ما فشلت الحياة الزوجية، وعندئذ فإنها تسترد مهرها كما تستحق تعويضًا من مطلقها وقد برز الدور السياسي لملكات مصر وقد شاركن فى الشئون السياسية مثل تسيير شئون البلاد السياسية والمشاركة في الشئون الدبلوماسية فنجد على سبيل المثال والدة الملك رمسيس الثانى "تويا" وزوجته الأثيرة "نفرتارى" يشاركن في معاهدة السلام التى أبرمها الملك مع الحيثيين في العام الرابع والثلاثين من عهده والتي تعتبر أقدم معاهدة صلح في التاريخ.

ويشير الدكتور ريحان، إلى ملكتين إعتليا عرش مصر كحكام، هما "حاتشبسوت" في الأسرة الثامنة عشر، و"تاوسرت" فى الأسرة التاسعة عشر وقد حملت ملكات الدولة الحديثة ألقابًا عديدة ذات طابع سياسى مثل "سيدة الأرضين" وهو اللقب المناظر للقب الملك "سيد الأرضين" فى إشارة إلى نفوذ الملك الممتد على مصر العليا والسفلى كما صورن أيضا بهيئة أبو الهول الأنثوى الساحق لعدوات مصر وهى أيضا الصورة الأنثوية لتصوير ملك مصر كأبو الهول الساحق لأعداء مصر.

ويتابع بأن ملكات الدولة الحديثة بلغ عددهن 60 ملكة، (34) ملكة فى الأسرة الثامنة عشر منهن تسعة أجنبيات، 17ملكة فى الأسرة التاسعة عشر منهن ثلاثة أجنبيات، 9 ملكات فى الأسرة العشرين منهن ملكة واحدة أجنبية وقد حملت ملكات الدولة عدد 172 لقب حيث نجد منهن من حملت ألقاب تشير إلى علاقة القرابة بالملك مثل "زوجة الملك"، "أم الملك"، وغيرها ومنهن من حملت ألقاب تشير إلى وظائف معينة تقوم بها الملكة مثل: "زوجة المعبود آمون"، "طاهرة اليدين"، "لاعبة السستروم"، "مغنية آمون"، ومنهن من حملن نعوتًا شرفية ووصفية مثل "العظيمة في القصر"، "سيدة الحب"، "سيدة الجمال"، "عظيمة البهجة"، وقد استأثرت ملكات الأسرة الثامنة عشر بالنصيب الأكبر من هذه الألقاب، إذ حملن قرابة 80% منها.

وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن ملك مصر كان يختار من تشاركه العرش حتى تستقيم "ماعت" بوجود ذكر وأنثى معًا وهناك العديد من الألقاب ذات الدلالات الاجتماعية كما نجد العديد من الملكات يصُورن مع أزواجهن وأبنائهن في مشاهد تشير إلى مشاعر الحب والمودة بين الزوجين الملكيين ويبدو ذلك واضحًا تحديدًا في عصر العمارنة كما وجُدت بعض الدلالات على وجود مكتبات في القصر الملكى مما يشير إلى أن الملكات سواء كن من أميرات البيت المالك أو من الطبقات العليا من الشعب كن أغلب الظن متعلمات.

ويوضح الدكتور ريحان من خلال الدراسة الدور الاقتصادى للملكات فقد وجدت ممتلكات خاصة للملكات تنوعت بين قصور وضياع ومخازن للحبوب والغلال و مزارع تحوى قطعان ماشية لذا فيبدو أنه كان للملكة ذمة مالية خاصة بها وتستطيع التصرف كيفما تشاء فى أملاكها وبما أنه كان للملكة ممتلكاتها الخاصة فقد كان من الطبيعى أن نجد موظفين للإشراف على هذه الأملاك فنجد وظائف مثل "المشرف على مخازن غلال الملكة"، "مدير بيت الملكة"، "المشرف على أملاك الملكة"، كما وجد عدد كبير من المرضعات لعدد من الملكات فقد وصل عدد مرضعات الملكة "حاتشبسوت" إلى أربعة مرضعات كما وجدت وظيفة "كبير أطباء الملكة" الذى كان غالبا يختص بشئون الحمل والولادة والرعاية الصحية للملكة.

كما أشارت الدراسة إلى أن المرأة فى مصر القديمة شغلت العديد من الوظائف مثل: النادبة، المُرضع، المربية، المغنية، وكذلك الكاتبة ويعد عصر الدولة الحديثة هو العصر الذهبى لملكات مصر القديمة حيث برزت ملكات مثل "أحمس نفرتارى"، "أحمس"، "حاتشـبسوت"، "تى عا"، "تي"، "نفرتيتي"، "نفرتاري"، "تاوسرت" وغيرهن.

ويرجع ذلك إلى للاستقرار الكبير الذى خضعت له مصر خلال الدولة الحديثة والذى سمح بظهور تلك الشخصيات الأنثوية البارزة حيث نعمت مصر باستقرار سياسى واقتصادى واجتماعى عظيم بعد تحريرها من الهكسوس كما أن السلطة لم تعد مركزية كما كانت في الدولة القديمة كذلك فإنه مع تحول مصر فى الدولة الحديثة إلى إمبراطورية والانفتاح المصرى على العالم وجدت الملكة المصرية فرصتها للظهور على الساحة المصرية فى جميع الجوانب.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة