صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| مأساة ممرضة.. جوزي بيخاف ينام في الضلمة‎

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 29 يونيو 2020 - 06:29 م

 

وقفت الممرضة داخل محكمة الأسرة، عيناها مرهقتين ذابلتين، والإرهاق راقدا تحت جفنيها، وجسدها الهزيل يوشك أن يذوب من شدة التعب والإرهاق، توجهت إلى مكتب هيئة أعضاء المنازعات الأسرية بخطوات مثقلة تبدو والعائد من سباق، أو كمن عاد مهزومًا من الحرب.

بصوت متهدج قالت: إنني اعمل ممرضة بإحدى المستشفيات الخاصة، وبعد زواجي اكتشفت تصرفات زوجي الغريبة، حيث فوجئت به لا يريد النوم إلا في وجود إضاءة، مما يتسبب لي بالإزعاج الشديد، ولا أتمكن من نوم هادئ يريح جسدي المنهك طوال اليوم في العمل لمراعاة المرضى، في أول الأمر تفهم زوجي ذلك وتحمل عدم إضاءة مصباح غرفة النوم لمدة شهر، ذلك وقت عشت خلاله الأمرين، حيث أخذ يفرك، ويتقلب يمينا، ويسارا، وكثير الحركة.

حاولت التقرب منه، ومعرفة سبب تصرفاته الغرببة، وأرقه، فأخبرني بأنه يخشى النوم في الضلمة، ورواده الكواببس، ومثال بفوبيا الظلام، وإنه لم يقدر أن يتحمل النوم بجوارها والغرفة مظلمة.

وأضافت الزوجة قائلة: لقد اقترحت عليه أن بنام كلا منا بغرفة منفردة ليأخذ كلا منا راحته دون إزعاج، لكن ثارت ثائرته، ورفض الأمر، موضحا بأنه يخشى النوم وحده، فما كان مني إلا أن تهكمت ، ووصفته بالطفل الصغير، ونشبت بيني وبينه مشادة كلامية كانت أن تتطور بالاعتداء علي بالضرب..

وأنهت حديثها قائلة: تدخل الأهل والأقارب في محاولة للوصول إلى حل يرضيه، يرضيني إلا أنه أصر على النوم في وجود إضاءة، ورفضه التام بأن أنام بمفردي، وبصوت متحشرج قالت أيضا: أنا مش عارفة أنام منه، أنا مسئولة عن أرواح مرضى، وأعصابي سنتلف من قلة الراحة، وهو كثير الإزعاج أثناء النوم، ولا يريد أن ينضج أو يتفهم مدى طبيعة عملي.

لذا حضرت إلى محكمة الأسرة لطلب الخلع منه، واحنا مش نافعين مع بعض.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة