فرج أبو العز
فرج أبو العز


يوميات الأخبار

النيل «مجاشى».. يرضيك يا «نجاشى»

فرج أبو العز

الإثنين، 29 يونيو 2020 - 08:26 م

أمام هذا الصلف الإثيوبى وأمام الموقف التاريخى للنجاشى.. أقول لرئيس الوزراء الإثيوبى: صلح دماغك يا آبى.

لا يمكن النظر للصلف الإثيوبى فى ملف سد النهضة حول قواعد ملء السد للحفاظ على الموارد المائية لدولتى المصب السودان ومصر بمعزل عما يجرى إقليميا ودوليا فى زمن تداخلت فيه الأوراق والأدوات وأصبح من الصعب أن تميز العدو من الحبيب.
هناك أطراف خفية ممثلة فى دول إقليمية بالمنطقة تشجع الجانب الإثيوبى وتهون عليه الأمر لجره وجر مصر معه لحرب يعلم الله تعالى وحده مداها ومن يدعم طرفها الباغى الإثيوبي.. لا شك أن فخا يحاط بمصر العروبة مصر الإسلام لكن هيهات فمصر تاريخيا هى مقبرة الغزاة.
إدراك القيادة السياسية المصرية للموقف سليم تماما ويتوافق مع الشرعية الدولية انطلاقا من حقها فى الحفاظ على ماء الحياة فى قضية مفصلية وتشكل حياة أو موتا.
الموقف المصرى نموذج للتعامل السياسى مع هكذا قضية باحترافية وحكمة كبيرة ولعل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى للجهات المختصة بالعمل على كل المستويات فى مجلس الأمن الدولى والاتحاد الأفريقى للتوصل إلى اتفاق لا يمس مصالحنا المائية وفى الوقت نفسه الاستعداد والجاهزية لأى سيناريو آخر محتمل يؤكد رغبة القيادة السياسية فى تجنب حرب مع الأشقاء الأفارقة فمصر دعمت ثورات التحرر فى مختلف دول أفريقيا وليس سهلا أن تدخل فى حرب مع طرف وشقيق أفريقى إلا إذا أوصدت أمامها كافة أبواب التسوية بالتوافق.
هناك بالفعل تدخلات خفية من قوى إقليمية تدعمها قوى دولية لإشعال المنطقة وعلينا أن ننتبه لمثل هذا وألا نعطى لغضب الرأى العام المصرى تجاه الصلف الإثيوبى لأن يؤثر على حكمتنا ورويتنا فى التعامل مع الأحداث من حولنا لكنى مطمئن تماما لإدراك قيادتنا السياسية الواعية والرشيدة لمثل هذه المدخلات المهمة فى التعامل مع القضية ونتطلع لأن تسفر جهود قيادتنا على كافة المستويات الثنائية والإقليمية والدولية عن حل توافقى يحافظ على حقوقنا التاريخية فى مياه النيل وفى الوقت نفسه يعطى للأشقاء فى إثيوبيا فرص التنمية الرشيدة التى لا تضر الأشقاء فى نقطة المياه والتى هى أصل الحياة.
علينا أن نذكر آبى الإثيوبى المغرور بعشق المسلمين فى بقاع العالم الإسلامى والعربى للنجاشى ملك الحبشة فعندما اشتدَّ أذى كفار قريش على المُسلمين فى مكة المكرمة كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة حيث استقبلهم النجاشى ملك الحبشة وأكرمهم وأبى أن يسلمهم لكفار قريش بعد سجال يدرس فى المدارس والجامعات بين الداهية عمرو بن العاص فاتح مصر والصحابى جعفر بن أبى طالب ابن عم رسول الله عليه الصلاة وأزكى السلام انتصر فيه الحق بلسان جعفر بعدما أوضح سماحة الإسلام واحترامه للدين المسيحى بذكر مريم العذراء 30 مرة وذكر النبى عيسى بمثلها بعدها رفض النجاشى تسليم المسلمين لكفار مكة رغم مصالحه التجارية معهم.
هذا الموقف التاريخى للنجاشى ملك الحبشة كلبش فى قلوب المصريين وجاء أمير الشعراء أحمد شوقى ليمجده فى أغنية النيل نجاشى التى غناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى فيلم الوردة البيضاء الذى أنتج عام 1933.. وحينها وجدت الأغنية الكثير من الاستغراب لمن لا يعرف فضل ملك الحبشة النصرانى النجاشي.
أقول للقيادة فى إثيوبيا ودعوا صلفكم ولا تنساقوا وراء من يسوقكم فى حرب مع مصر التى تمتلك جيشا من أقوى جيوش العالم.. جيش قوى ولكن رشيد يحمى ولا يعتدى يدافع عن الحقوق دونما مصالح أو مطامع. دعوا النيل يجرى كما أراد الله تعالى وكما قال هيرودوت مصر هبة النيل ولو شاء الله تعالى أن يوقف النيل عندكم لفعل لكنه صنع الله وقدرته فلا تغيروا أشياء سنها الله تعالى لحكمة لا يعلمها البشر.
دعوا المصريين دائما يحتفون بملككم النجاشي: النيل نجاشى... حليوه أسمر.. عجب للونه دهب ومرمر.. أرغوله فى إيده يسبح لسيده حياة بلدنا يا رب زيدُه.
أمام هذا الصلف الإثيوبى من آبى وأمام الموقف التاريخى الصلب للنجاشى فى استقبال المهاجرين المسلمين الأوائل.. أقول لرئيس الوزراء الإثيوبي: صلح دماغك يا آبي.. وهيلا هوب هيلا.
 عضة كلب
المأثور يقول: خذ الحكمة من أفواه المجانين فعندما يهذى المجنون وتتدبر كلامه تجدنا فى بعض الأحيان نحن المجانين.. وأستطيع أن أضيف خذ الحكمة من عضات الكلاب ذلك الحيوان الذى عرف بالكلاب ولا يغدر إلا إذا تعرض لأذى أو كان جائعا لأقصى حد أو أصابه السعار أى كلب مسعور.
صباح الخميس الماضى تعرضت لعضة كلب شوارع مسعور ضمن الكلاب الضارة التى امتلأت بها شوارعنا إلى الحد الذى يهدد حياة البشر ولا عزاء للمحليات التى لاتزال لم تجد حلا بعد لمشكلتى الأسواق العشوائية التى تهدد بانتشار الكورونا وكذلك ظاهرة الكلاب الضالة أو كلاب الشوارع.
بعد العضة الأليمة دخت السبع دوخات فى سبيل أخذ المصل المضاد لعضة الكلب ودلفت على أكثر من مستشفى خاص لأكتشف أن المصل غير متوافر إلا فى مستشفيات حكومية معينة إلى أن وجدت ضالتى فى مستشفى جيهان بالزاوية الحمراء الذين استقبلونى وعملوا اللازم دون مقابل وهنا فهم يستحقون الشكر والاحترام فكما نذكر السلبيات وأحيانا نضخمها ونركز عليها علينا أيضا إظهار الايجابيات لعلنا ننشر عدوى القدوة الحسنة فى جميع المؤسسات الحكومية التى تتعامل مع الجمهور. الكلب الذى هاجمنى هرب بعد أن سمع صراخى وكأنه رق لحالى وكان الوقت مبكرا وبإمكانه معاودة الكرة وهنا جال بذهنى عضات البشر التى تفوق بمراحل عضات الكلاب فعضة الكلب لها مصل يشفيها لكن عضات البشر ليس لها دواء.. نتمنى أن يكلف فريق البحث العلمى المكلف بابتكار علاج للكورونا أن يجهد نفسه ليجد علاجا لعضات البشر التى دائما ما تأتى من الخلف ومن أناس لا تتوقعها إطلاقا وتترك أثرا نفسيا عميقا قد يظل يلازمك حتى الممات.. اللهم أصلح قلوب البشر وقنا عذاب العضات.
 توك توك كهربائي
هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام يزف إلينا بشرى إنتاج سيارة كهربائية بالشراكة مع الصين تحت اسم e70 بسعر 300 ألف جنيه وأن أول إنتاج سيظهر فى 2021 ضمن مشروع إحياء شركة النصر للسيارات.
التساؤل الآن: لماذا التفكير فى سيارة تكلفتها 300 ألف جنيه وأليس الأجدى إنتاج سيارة وطنية شعبية ترتفع فيها نسبة الإنتاج المحلى تدريجيا لتصل لنسبة 100% بعد عدة سنوات.. وأليس هذا الرقم كبيرا بالمقارنة حتى بمنظار دخول محدودى الدخل.. هذا فقط مجرد تساؤل أوجهه للوزير النشيط هشام توفيق عله يأخذه فى الاعتبار عند مناقشة تفاصيل المشروع وجدواه اقتصاديا وبيئيا لنجد مخرجا لحلم روادنا طويلا وهو إنتاج سيارة وطنية وهو ما حققته دول مثلنا فى معدلات النمو بل وبدأت بعدنا مشوار إنتاج سيارة وطنية.
أجد الأمل فى مشروع سمعنا عنه من وزارة الإنتاج الحربى بإنتاج سيارة صغيرة تمثل تطويرا للتوك توك الحالى المنتشر فى شوارعنا وينافس المواطنين حتى على الأرصفة وبما يمثله من مظهر لا يمت للحضارة بصلة.. تردد أن تكلفة تلك السيارة قد يتجاوز الـ 30 ألف جنيه وهو مبلغ مقبول قد يخلصنا من صداع التوك توك وتداعياته وقد يكون هذا المشروع نواة لإنتاج سيارة وطنية خالصة تناسب محدودى الدخل ومن الممكن استبدالها بالتوك توك المعجزة حتى بجعل تلك السيارة تعمل بالكهرباء بما يعد ضمانا للحفاظ على البيئة التى ظلمناها طويلا وتحسنت أحوالها عالميا وبتقارير منظمات دولية بفعل الحظر التى فرضته كورونا فى مختلف دول العالم.. معظم المشاريع كانت حلما وتحولت للواقع ونأمل أن يتحقق لنا أو حتى للأجيال المقبلة حلم سيارة وطنية مناسبة السعر تجوب شوارعنا بدلا من التوك توك الرهيب.
 الثانوية الهامة
قلق نشهده طوال العام تجاه امتحانات الثانوية العامة والتى أصر على   تسميتها «الثانوية الهامة» من باب الهم وليس الأهمية.. أولياء الأمور لا يكادون يرون النوم ويشعلون تجارة الدروس الخصوصية الرائجة رغم عدم مشروعيتها لكن نقبلها من باب الاضطرار.
الدكتور طارق شوقى وعدنا بالقضاء على مافيا الدروس الخصوصية.. ووعدنا بنظام تعليمى جديد بدأنا فيه لكن حتى الآن لاتزال الدروس الخصوصية «على ودنه» ولا يزال النظام التعليمى الجديد فى بداياته وأمامه أعداء ومنتفعون كثر وندعو الله للوزير بالتوفيق. علينا أن نفكر خارج الصندوق فى أساليب جديدة لتخفيف هم الثانوية العامة على الطلاب وأولياء الأمور ووزارة التعليم وبالتالى الدولة علينا أن نفكر مليا فى خطط تطوير التعليم الفنى والتى خطونا فيها بالفعل خطوات محمودة لكنها ليست بالمستوى المطلوب.. علينا مراعاة حاجة سوق العمل من الخريجين بشكل دقيق وبإحصاءات منضبطة فماذا يفيد أن يتخرج لدينا الآلاف من تخصصات نظرية سنويا دون حاجة لهم من سوق العمل ألسنا بذلك نساهم فى تضخيم سوق البطالة وفى الوقت نفسه نزيد الفجوة التى نعانيها فى التخصصات الفنية التطبيقية.
لدينا عدد من المدارس الثانوية التكنولوجية المتخصصة والتى تم إنشاء بعضها بالشراكة مع مؤسسات صناعية وعلمية لكن الإعلام عنها يكاد يكون صفرا.. علينا تكثيف الإعلام عن مثل هذه المدارس المهمة لسوق العمل وأن تدعمها الدولة بشكل أكبر مما يحدث الآن علها تكون سببا فى تشجيع أبنائنا على خوض مضمار التعليم الفنى وتخفض أعداد طابور البطالة وتوفر عمالة فنية متخصصة نحن فى أشد الحاجة إليها.. والمهم أن تخلصنا من كابوس الثانوية العامة.
 قالوا فى الأمثال:
قيراط من حظ ولا فدان شطارة
اجرى يا ابن آدم جرى الوحوش غير رزقك لن تحوش
من بره هله هله ومن جوه يعلم الله
اللى تعمله يا فقى فى ولدك يتلقى
اللى يحبه ربه يحبب فيه خلقه
امشى عدل يحتار عدوك فيك
مراية الحب عمياء
بصلة المحب خروف
ضرب الحبيب زى أكل الزبيب
ايش ياخد الريح من البلاط
لاقينى ولا تغديني
اللى خدته القرعة تاخده أم الشعور
 للزجل كلمة:
متزعلش يا مظلوم بكره تنكشف الحقيقة
دى الحقيقة بتيجى دايما راكبة مركب غريقة
ربك وحده مقدرها باللحظة والثانية والدقيقة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة