أحد أسلحة الدفاع الجوي
أحد أسلحة الدفاع الجوي


صور| قوات «الدفاع الجوي» تاريخ من البطولات.. وتطوير مستمر

محمد محمود فايد

الإثنين، 29 يونيو 2020 - 09:46 م

تحتفل مصر والقوات المسلحة، بالعيد الـ 50 لقوات الدفاع الجوي، والذي يواكب ذكرى ثورة 30 يونيو التي أنقذت مصر من مصير مجهول كان ينتظرها على يد جماعة ضالة، حاولت اختطاف الوطن، فكان الثلاثين من يونيو يوم البطولة للشعب المصري عبر التاريخ .

 

وفي هذا اليوم الذي سجله التاريخ بأحرف من نور منذ خمسين عامًا سطر أبطال ورجال قوات الدفاع الجوي، ملحمة بطولية سجلتها صفحات مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية، بالإعلان عن اكتمال بناء حائط الصواريخ، على امتداد جبهة قناة السويس، وبدء تساقط طائرات العدو الجوى الإسرائيلي، معلنةً بتر ذراعه الطولى.


إنشاء قوات الدفاع الجوي


عقب حرب يونيو 1967، ومع رفض مصر للهزيمة، أدركت القيادة العسكرية أهمية إنشاء قوات الدفاع الجوى فى القوات المسلحة المصرية، تحمل مسئولية وشرف الدفاع عن سماء مصر، وأُسند إليها مهمة قطع الذراع الطولى للعدو الإسرائيلى ، ومنع إختراق طائراته غرب القناة ، وصدر القرار الجمهورى رقم 199 فى الأول من  فبراير 1968، بإنشاء قوات الدفاع الجوى، لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة.

 

مواجهة طائرات العدو الإسرائيلي


قام أبطال قوات الدفاع الجوى المصري، بالعمل تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل، بأحدث الطائرات "فانتوم ، سكاى هوك"، ذات الإمكانيات العالية، مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة، وفى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومع إستمرار التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الإستنزاف، تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيو عام 1970، من إسقاط طائرتي فانتوم ، وطائرتي سكاى هوك، وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيلين ، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم.

 

وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات، حتى وصل إلى 12 طائرة، بنهاية الأسبوع، وهو ما أطلق عليه"أسبوع تساقط الفانتوم"، وإتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام 1970عيدًا لها، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لإسترداد الكرامة ، حيث إستطاعت مصر أن تفرض إرادتها العسكرية على جبهة القتال ومنعت طائرات العدو من الإقتراب من سماء الجبهة المصرية.

 

حائط الصواريخ


حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، فى أنساق متتالية، داخل مواقع ودشم محصنة، قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية، بإمكانيات توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية، والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة، مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن 15 كم شرق القناة.

 

وتم إنشاء هذه المواقع وتحصينها، تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية، لمنع إنشاء هذه التحصينات، وبين رجال الدفاع الجوى، بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية، فى ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع، بالمدفعية المضادة للطائرات ، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده. 

 

وقام رجال الدفاع الجوى بدارسة حائط الصواريخ من خلال خيارين:

 

الخيار الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.

 

الخيار الثانى: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها "أسلوب الزحف البطئ" وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهكذا ، وهو ما إستقر الرأى عليه.

 

وتم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة، وتم إحتلالها دون أى رد فعل من العدو، وتم التخطيط لإحتلال ثلاث نطاقات جديدة، تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية، وجسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى، وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال، فى الصبر والتصميم والتحدى ، ومنع العدو الجوى من الإقتراب من قناة السويس.

 

وخلال خمس أشهر "إبريل ، مايو ، يونيو ، يوليو ، أغسطس" عام 1970، إستطاعات كتائب الصواريخ المضادة للطائرات، من إسقاط وتدمير أكثر من 12 طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، وفرض الإرادة العسكرية على جبهة القتال، مما أجبر إسرائيل على قبول "مبادرة روجرز" لوقف إطلاق النار، إعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات، وتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الإنتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973، وتثبت وتؤكد للعالم أنها قوة ولدت عملاقة وتستحق أن تتخذ من 30 يونيو عيدًا لها.

 

دور قوات الدفاع الجوي في نصر أكتوبر 1973


أما عن دور قوات الدفاع الجوى، فى حرب أكتوبر 73، فى أنها كانت فى مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية، وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية، بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت، بشراء طائرات ميراج من فرنسا ، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى 600 طائرة أنواع مختلفة.

 

وتم إعداد وتجهيز رجال قوات الدفاع الجوى لحرب التحرير، وإستعادة الأرض والكرامة، من خلال إستكمال التسليح بأنظمة جديدة لرفع مستوى الإستعداد القتالى، وإكتساب الخبرات القتالية العالية، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 "البتشورا" وإنضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970.

 

ونجحت قوات الدفاع الجوى، فى حرمان العدو الجوى من إستطلاع قواتنا غرب القناة، بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى "الإستراتوكروزار" صباح يوم 17 سبتمبر 1971، ومقتل جميع من كانوا عليها من العلماء والمتخصصين فى الحرب الإلكترونية.

 

وإستمر إستكمال تسليح قوات الدفاع الجوي، من خلال إدخال منظومات حديثة من الصواريخ "سام -6" فى عام 1973 ، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة، لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس، بل يشمل توفير الدفاع الجوى عن جميع الأهداف الحيوية "سياسية ، إقتصادية ، قواعد جوية ومطارات ، قواعد بحرية وموانئ إستراتيجية ، ...".

 

وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر عام 1973، هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور، حتى أخر ضوء، بعدد من الطائرات كرد فعل فورى، توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر، تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من 25 طائرة، بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، ونتيجة لذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.

 

وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973، قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة، وكتائب الرادار، ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين.

 

اعتراف إسرئيل بفشل اختراق شبكات الدفاع الجوي المصري


وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب، فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه، الذى كان يتباهى بهم  نتيجة لإمتلاك قوات الدفاع الجوى القدرات القتالية، التى أدت إلى حسم مركز ثقل القوات الجوية للعدو الإسرائيلى، مما جعل "موشى ديان" يعلن فى رابع أيام القتال قائلًا: "وثمة مشكلة أخرى تواجة طيراننا فهو عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية"، كما ذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73: "أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها .. ثقيلة بدمائها".

 

منظومة الدفاع الجوى أحد المنظومات الأكثر تعقيدًا


تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصري، أحد المنظومات الأكثر تعقيدًا فى مكوناتها، لقدرتها على توفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية، ومنع إختراق العدو الجوى للحدود المصرية.

 

وتتكون منظومة الدفاع الجوي المصري من: "عناصر إستطلاع - إنذار - عناصر إيجابية - مراكز قيادة وسيطرة"، تمكن القادة على كافة المستويات، من إتخاذ الإجراءات، التى تهدف إلى حرمان العدومن تنفيذ مهامه أو تدميره، بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها".

 

ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى، إشتراك أنظمة متنوعة، لتكوين منظومة متكاملة، تشمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والانذار، بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية "م ط" والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.

 

ويتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال هدفه فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.

 

ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة والذى يشمل على التكامل الأفقى ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة ، والتكامل الرأسى ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد. 

 

إمتلاك القدرات والإمكانيات القتالية الحديثة


تحرص قوات الدفاع الجوى على إمتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من آداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم إتباعها فى القوات المسلحة بالإستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاث مسارات.

 

المسار الأول: هو التعاون العسكرى من خلال تنفيذ التدريبات المشتركة مثل "التدريب المصرى / الأمريكى المشترك (النجم الساطع) - التدريب المصرى / اليونانى المشترك (ميدوزا) - التدريب البحرى المصرى / الفرنسى المشترك (كليوباترا) - التدريب المصرى / الإردنى المشترك (العقبة)"، لإكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول، بالإضافة إلى تنفيذ أول تدريب مصرى / روسى مشترك "سهم الصداقة" بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى، بإستخدام المعدات المتطورة القادرة على التعامل مع أسلحة الجو الحديثة، وظهرت فيه براعة مقاتلى قوات الدفاع الجوى وقدرتهم على إستيعاب التكنولوجيا الحديثة المتطورة.

 

ونظرًا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات "التدريب ، التطوير ، التحديث ، ...." مع مصر مثل جمهورية باكستان.

 

المسار الثانى: هو التعاون فى تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المصرى المتميزين للتأهيل بالعلوم العسكرية الحديثة بالمعاهد والكليات العسكرية المتميزة بالدول الشقيقة والصديقة كما يتم تأهيل ضباط الدفاع الجوى من الدول الشقيقة والصديقة بالمنشآت التعليمية لقوات الدفاع الجوى المصرية وبما يساهم فى تبادل الخبرات والإعداد المتميز للفرد المقاتل.

 

المسار الثالث: هو التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقًا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا فى خطة محددة ومستمرة .

 

البحث العلمي وتطوير الدفاع الجوي


تهتم قوات الدفاع الجوى بجميع مجالات البحث العلمي التى يمكن الإستفادة منها فى تطوير المتواجد من أسلحة ومعدات ، كما يوجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالإستفادة من خبرات "الضباط المهندسين / الفنيين / المستخدمين للمعدات" حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عمليًا بدءًا بإجراء الإختبارات المعملية ، ثم الإختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للإستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى.

 

ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف إستخدام التكنولوجيا الحديثة والإستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الإرتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى وظهر ذلك جليًا بتصميم وتنفيذ أول جهاز رادار مصرى الصنع بسواعد ضباط الدفاع الجوى، بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الإستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها .

 

أما عن وسائل تدعيم مجالات البحث العلمى لضباط الدفاع الجوى، فهى كثيرة، منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التى يشارك فيها الأساتذه المدنيين من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات والإشتراك فى الندوات التى تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا والكلية الفنية العسكرية ويتم إيفاد ضباط الدفاع الجوى إلى الخارج لتدعيم البحث العلمى وتبادل العلم والمعرفه بيننا وبين الدول الأخرى والحصول على الدرجات العلمية المتقدمة "الماجستير ، الدكتوراه" لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم فى دول العالم.

 

عصر السماوات المفتوحة وتأثيره على طبيعة الدفاع الجوي


وفى عصر السموات المفتوحة، أصبح العالم قرية صغيرة، وتعددت وسائل الحصول على المعلومات، سواءًا بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة، وتوفر وسائل نقلها بإستخدام تقنيات عالية، مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ولكن ما يهم قوات الدفاع الجوى، هو فكر إستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات، الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان، بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر.

 

والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية "الفانتوم" من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى "الإستراتكروزر" المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من إستطلاع القوات غرب القناة بإستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدومن قبل "تحقيق إمتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة".

 

وقوات الدفاع الجوى لديها اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.

 

الاهتمام بالعنصر البشري


بادرت قوات الدفاع الجوى وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة فى التحديث وخلق أنماط جديدة فى العنصر البشرى من خلال خطة متكاملة تصل إلى أدق التفاصيل بما يحقق رفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية.

 

تبدأ الخطة بالرعاية التامة للجنود المستجدين بمراكز التدريب منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد إنتهاء فترة التدريب الأساسى بمراكز التدريب ، وذلك من خلال إستقبال ورعاية الجندى لبناء شخصيته العسكرية طوال فترة خدمته الإلزامية بالقوات المسلحة وحتى عند إستدعاءه بعد نهاية فترة التجنيد.

 

ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لإستقبال الجنود فى مراكز التدريب منذ لحظة إلتحاقهم بالقوات المسلحة من خلال إعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة وكذا معامل اللغات الحديثة بالإضافة إلى المقلدات التى تحاكى معدات القتال الحقيقة لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وترشيد إستخدام المعدات الحقيقة وتنفيذ الإلتزامات التدريبية الرئيسية أثناء فترة التدريب بالإضافة لتوفير كافة التجهيزات الإدارية والمعيشية الحضارية من أماكن إيواء وميسات للطعام وقاعات ترفيهية مع إعداد أماكن لإستقبال أسر الجنود المستجدين أثناء الزيارات الأسبوعية.

 

وتولى قيادة قوات الدفاع الجوى الإهتمام الكامل لرفع الروح المعنوية لمقاتلى الدفاع الجوى فى جميع مواقعه المنتشرة على كافة ربوع الوطن وتوفير سبل الإعاشة الكريمة وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة والميسات المتطورة ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود، إلى جانب الرعاية الصحية التى تقدمها جميع مستشفيات القوات المسلحة لرجال قوات الدفاع الجوى وكذا تنظيم رحلات الحج والعمرة وتوفير أماكن متميزة لضباط الصف وعائلاتهم بمصايف ونوادى 6 أكتوبر للقوات المسلحة .

 

الرعاية الاجتماعية لأفراد الدفاع الجوي


وفى إطار تنفيذ توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بالإهتمام بالرعاية الإجتماعية  للحفاظ على الحالة المعنوية العالية لمقاتليها وأسرهم تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على التحديث والتطوير المستمر للمنشآت والخدمات بدور الدفاع الجوى فى "القاهرة ، الإسكندرية ، مطروح ، الغردقة".

 

كما يتم إستكمال منشآت القرية الرياضية لقوات الدفاع الجوى بإستكمال إفتتاح باقى مراحل حمام السباحة الأوليمبى وبما يساهم فى دعم المنشآت الرياضية الأولمبية بجمهورية مصر العربية، كذلك إفتتاح المرحلة الأولى لدار الدفاع الجوى بالعاصمة الإدارية الجديدة ذلك الصرح الذى يعتبر قيمة مضافة لدور ونوادى القوات المسلحة.

 

حماية سماء مصر من العدائيات 


إن قوات الدفاع الجوى تمتلك القدرات والإمكانيات القتالية بما يمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة لتأمين الأهداف الحيوية بالدولة وكذا مسرح العمليات للقوات المسلحة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية، كما أن مقاتلى قوات الدفاع الجوى المنتشرين بجميع أنحاء الجمهورية والمرابضين فى مواقعهم يواصلون العمل ليلًا ونهارًا ، سلمًا وحربًا، لحماية قدسية سماء الوطن ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها لتظل الرايات عالية خفاقة ، تحت قيادة الفريق أول محمد زكى القائد العام للفوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى وفى ظل الزعامة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة.
 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة