منظمة العمل الدولية
منظمة العمل الدولية


"العمل الدولية": تأثير وباء كورونا على سوق العمل كان أشد من تقديراتنا

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 30 يونيو 2020 - 05:54 م

قالت منظمة العمل الدولية اليوم الثلاثاء فى احدث تحليل لها لاثار وباء كورونا على سوق العمل فى العالم والذى اصدرته فى جنيف إن تاثير الوباء كان أشد مما تم تقديره سابقا وحذرت من أن انتعاش سوق العمل مجددا ليس مؤكدا ولن يكون كاملا او كافيا للعودة الى مستويات ماقبل الازمة وذلك حتى فى افضل السيناريوهات اضافة الى احتمال استمرار فقدان الوظائف على نطاق واسع .

ولفتت المنظمة الدولية فى اصدارها الخامس عن الازمة وسوق العمل الى ان عدد ساعات العمل الضائعة فى جميع انحاء العالم فى النصف الاول من العام الجارى 2020 كان اسوأ بكثير من التقديرات السابقة واشارت الى انخفاض بنسبة 14 % فى ساعات العمل العالمية خلال الربع الثانى من 2020 وبما يعادل فقدان 400 مليون وظيفة بدوام كامل باعتبار اسبوع العمل 48 ساعة وقالت المنظمة ان تلك تعد زيادة حادة مقارنة بتقدير مرصدها التحليلى السابقة والذى كان يشير الى انخفاض نسبته 10.7 % فقط بما يعادل 305 ملايين وظيفة .

وقالت المنظمة ان الارقام الجديدة تعكس الوضع المتدهور فى العديد من المناطق خلال الاسابيع الماضية خاصة فى الاقتصادات النامية واشارت الى ان خسائر وقت العمل فى الربع الثانى بلغت نسبتها فى الامريكتين حوالى 18.3 % وفى اوروبا واسيا الوسطى 13.9 % وفى اسيا والمحيط الهادئ 13.5 % اما فى الدول العربية فبلغت 13.2 % فى حين بلغت النسبة فى افريقيا 12.1 % ونوهت المنظمة الى ان الغالبية العظمى من العمال فى العالم وبما يصل الى 93 % يستمرون فى العيش فى بلدان بها نوع من الاغلاق فى مكان العمل مع تعرض الامريكتين لاكبر القيود .

تحليل الرصد الجديد لمنظمة العمل الدولية بخصوص النصف الثانى من العام الجارى يقدم ثلاثة سيناريوهات للتعافى ما بين متفائل ومتشائم ويشدد على ان النتيجة طويلة الأجل ستعتمد على المسار المستقبلى لخيارات الجائحة وسياسة الحكومة ويلفت التحليل الى ان النموذج الاساسى الذى يفترض انتعاش النشاط الاقتصادى بما يتماشى مع التوقعات الحالية ورفع القيود المفروضة على اماكن العمل والانتعاش فى الاستهلاك والاستثمار يشير الى انخفاض ساعات العمل بنسبة 4.9 % فقط وهو مايعادل 140 مليون وظيفة مقارنة بالربع الرابع من العام الماضى 2019 .

السيناريو المتشائم للمنظمة الدولية يفترض موجة وبائية ثانية وعودة للقيود المفروضة والتى قد يكون من شأنها ابطاء الانتعاش بشكل كبير وهبوط ساعات العمل بنسبة تصل الى 11.9 % اى مايعادل حوالى 340 مليون وظيفة بدوام كامل .

السيناريو المتفائل للمنظمة يفترض ان انشطة العمال تستأنف بسرعة مما يعزز بشكل كبير الطلب الكلى وخلق الوظائف وذكرت انه مع هذا الانتعاش السريع بشكل اسثنائى ستنخفض الخسارة العالمية لساعات العمل الى 1.2 % فقط اى مايعادل 34 مليون وظيفة بدوام كامل .

تقرير منظمة العمل الدولية لاحظ ان العاملات تأثرن بشكل غير متناسب بالوباء مما يهدد بفقدان بعض التقدم المتواضع الذى تحقق فى المساواة بين الجنسين في العقود الأخيرة مع تفاقم عدم المساواة بين الجنسين المرتبط بالعمل ولفت التقر ير الى ان التاثير الشديد لوباء كورونا على العاملات يرتبط بزيادة تمثيلهن فى بعض القطاعات الاقتصادية الاكثر تضررا من الازمة مثل السكن والغذاء والمبيعات والتصنيع واشار التقرير الى انه وعلى المستوى العالمى تعمل حوالى 510 مليون او 40 % من جميع النساء العاملات فى القطاعات الاربعة الاكثر تضررا مقارنة مع 36.6 % من الرجال .

يقول التقرير فى هذا الخصوص ان النساء تهيمن على العمل المنزلى وقطاعى الرعاية الصحية والعمل الاجتماعي حيث يكونون أكثر عرضة لفقدان دخلهم والاصابة بالعدوى ونقلها فى وقت تقل احتمالية حصولهن على الحماية الاجتماعية .

حدد التقرير عدد من التحديات التى ستواجهها الدول خلال المرحلة المقبلة منها ايجاد التوازن والتسلسل الصحيحين للتدخلات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية لتحقيق أفضل النتائج المستدامة لسوق العمل اضافة الى تنفيذ واستدامة تدخلات السياسة على النطاق الضرورى عندما يرجح أن تكون الموارد مقيدة بشكل متزايد وايضا حماية وتعزيز أوضاع الفئات الضعيفة والمحرومة والمتضررة بشدة لجعل أسواق العمل أكثر عدالة وانصافا وكذلك تأمين التضامن والدعم الدوليين وخاصة للدول الناشئة والنامية .

جاى رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية قال فى التقرير ان القرارات التى يتم اتخاذها الان سوف يتردد صداها في السنوات القادمة وما بعد عام 2030 واشارت الى انه على الرغم من أن البلدان فى مراحل مختلفة من الوباء وقد تم القيام بالكثير الا ان هناك حاجة الى مضاعفة الجهود اذا أراد العالم الخروج من هذه الأزمة .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة