وزيرة الثقافة دكتور إيناس عبد الدايم
وزيرة الثقافة دكتور إيناس عبد الدايم


«الثقافة» في 6 سنوات.. خاضت معارك فكرية للحفاظ على الهوية المصرية

نادية البنا

السبت، 04 يوليه 2020 - 10:07 م

استطاع المثقفون المصريون أن يثبتوا قدرتهم على التأثير واتخاذ المواقف الحاسمة بقوتهم الناعمة، عندما واجهوا الفكر المتطرف للجماعة الإرهابية، التي حاولت أن تنزع الهوية المصرية، فاتحد المثقفون في اعتصامهم بمقر وزارة الثقافة حتى 30 يونيو 2013، يوم انطلاق الشرارة الأولى لثورة جديدة تحمي الوطن والهوية المصرية، واتخذت الحكومة المصرية في تلك اللحظات الحاسمة مجموعة من القرارات لتسيير الأعمال لحين انتخاب رئيس جديد.

 

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، وهو يولي اهتماما كبيرا بالثقافة والإبداع والحفاظ على الهوية الثقافية، وأعلن الرئيس السيسي عام 2020 عامًا للثقافة والوعي، بهدف نشر المعرفة ومحاربة الأفكار المتطرفة، ودعم القيم الإيجابية في المجتمع، وترسيخ الهوية الثقافية والحضارية لتعزيز قيم المواطنة، لذلك عملت وزارة الثقافة بشكل مستمر لتفعيل كل انشطتها وابتكار أفكار جديدة تواكب المرحلة التي تمر بها البلاد لمواجهة التطرف الفكري ومواكبة التكنولوجيا الحديثة.

 

 

وشهدت الثقافة في عهد الرئيس السيسي على مدار 6 سنوات، حراكًا فكريًا وفنيًا، مرتكزًا على رؤية القيادة السياسية لبناء الإنسان المصري وإعادة تشكيل الوعي وتطوير المجتمع إلى جانب ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة، باستثمارات تبلغ نحو 5.1 مليار جنيه، من خلال إنجاز نحو 117 مشروعا إنشائيا بخلاف الأنشطة والبرامج والمهرجانات والفعاليات بإجمالي تكلفة 3.7 مليار جنيه، حيث تم افتتاح 20 موقعا ثقافيا من 2018 وحتى يونيو الجاري على مستوى محافظات الجمهورية، كما تم إنشاء وافتتاح متحف قيادة الثورة بإجمالي تكلفة 280 مليون جنيه، وإعادة افتتاح دار الكتب والوثائق القومية بباب الخلق بتكلفة قدرها 45 مليون جنيه مهداه من الشيخ سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة، كما يجرى العمل على 29 مشروعًا، بإجمالي استثمارات مليار و400 مليون جنيه.

 

635 نشاطًا ثقافيًا لمواجهة التطرف
 

وعام 2018 انضمت وزارة الثقافة لأول مرة إلى برنامج عمل الحكومة المصرية وفق رؤية استراتيجية واضحة وتنفيذ خطط مستقبلية وفق برامجها التنفيذية من خلال تنفيذ 625  نشاطا ثقافيا لمواجهة التطرف الفكري، و141 فعالية فنية وثقافية في 15 قرية ضمن برنامج مكافحة التطرف الفكري بمحافظة المنيا استفاد منها 674 ألف و338 مستفيدًا، وتم تنفيذ 180 ليلة عرض مسرحي مجاني أقيمت في الساحات العامة والمفتوحة في 10 محافظات استفاد منها نحو 150 ألف مشاهد في إطار مشروع مسرح المواجهة والتجوال، وكذلك 106 ألف و356 نشاطا ثقافيا لتنمية الموهوبين ودعم المبدعين، تم تخريج 336 من شباب الفنانين من 4 محافظات (القاهرة - الفيوم - الشرقية - أسيوط) ضمن مشروع "إبدأ حلمك" لإعداد الفنان الشامل وإنتاج العرض المسرحي "بيت الأشباح" والذي شارك به 30 من خريجي الدفعات.

 

8993 مسابقة ثقافية على مستوى الجمهورية
 

كما قامت الوزارة بتنظيم 8993 مسابقة وجائزة بمختلف قطاعات وزارة الثقافة من أبرزها 106 من جوائز الدولة، ومنح 714 منحة تفرغ بهدف رعاية الفنانين والأدباء، و 184 ألف و690 نشاطا ثقافيا للعدالة الثقافية، وتنظيم 2606 أنشطة ثقافية بالمناطق الحدودية والنائية وهي محافظات أسوان، البحر الأحمر، شمال سيناء، جنوب سيناء، مطروح، الوادي الجديد، استفاد منها 321 ألف و824 مواطن.

 

 

 

معارض كتاب مركزية بالجامعات والمحافظات المختلفة

 

كما عملت الوزارة على إقامة 197 معرض للكتاب على المستوى المركزي بمحافظات الجمهورية، فضلًا عن تنظيم 1076 معرض كتاب بقصور الثقافة، كذلك تنفيذ 5070 نشاطا متنوعا لذوي الهمم، بما يسهم في تعزيز مشاركتهم في الأنشطة الثقافية المختلفة، و11211 نشاطا ثقافيا لدعم الصناعات الثقافية.

 

الثقافة تتجه للعالمية وتساهم في تنشيط السياحة والصناعة


ولم تتوقف الأنشطة الثقافية عند الحاجز المحلي، بل فُتح المجال لوصول القوة الناعمة المصرية لكل العالم شرقا وغربا، فتضمنت أنشطة وزارة الثقافة فعاليات عالمية ودولية مثل"فعاليات الجنادرية، وفعاليات عام مصر الصين، والأقصر عاصمة الثقافة العربية، كما قامت الوزارة بتنفيذ مبادرة صنايعية مصر لتدريب الشباب على الحرف التراثية مجانًا على مستوى محافظات مصر حيث بلغ عدد المتدربين 304 متدربين من الجنسين في 4 محافظات كمرحلة أولى.

 

حماية التراث أهم سبل الحفاظ على الهوية الثقافية
 

كذلك تم تنفيذ 199 ألف 160 نشاطا ثقافيا لحماية وتعزيز التراث الثقافي، وإنشاء سجل لتوثيق تراث السينما المصرية والذي ضم العديد من مقتنيات السينما المصرية المملوكة لوزارة الثقافة بالإضافة إلى إدراج 207 أفلام بسجل التراث القومي للسينما المصرية.

 

 

كما تم طباعة ونشر 1692 كتابا في إطار برنامج صناعة الكتاب، والتوسع في أعداد الكتب المترجمة إلى اللغة العربية ليبلغ 301 كتاب، وتم عقد 616 ورشة تعليم وتدريب على الحرف التراثية، منها 371 ورشة تدريبية من خلال صندوق التنمية الثقافية، استفاد منها 5191 مواطنا.

 

 

4225 نشاط ثقافي لتنمية الريادة الثقافية

 

وعملت الوزارة على تنمية أنشطة الريادة الثقافية من خلال تنفيذ 4225 نشاطا ثقافيا، تم تنفيذ 264 فعالية في جميع المجالات الثقافية والفنية في إطار تنفيذ أجندة فعاليات رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019، وكذلك تنفيذ 109 فعاليات في جميع المجالات الثقافية والفنية من خلال أجندة متبادلة في إطار تنفيذ أجندة فعاليات عام مصر فرنسا.

 

 

كما تم تفعيل دور الأكاديمية المصرية للفنون بروما بإعتبارها أحد الركائز الأساسية ومنارة للاشعاع الثقافي في قلب أوروبا من خلال إلقاء الضوء على بعض المشروعات القومية في عروض الأفلام التسجيلية طوال موسمها الثقافي والفني الذي يعتمد على التنوع الثقافي إلى جانب مواصلة السعي لتعزيز مفهوم الهوية الثقافية.

 

 

وفي إطار مجهودات الوزارة الدولية، تمكنت من استرداد 4 مخطوطات قبل بيعها بالمزادات العلنية في الخارج، وكذلك إدراج ملف الدمى اليدوية التقليدية "الأراجوز" بقائمة الصون العاجل للتراث غير المادي بمنطقة اليونسكو، وإدراج ملف "النخلة.. المعارف – المهارات – التقاليد – الممارسات" بالقائمة التمثيلية للتراث الإنساني بمنظمة اليونسكو بالتعاون مع منظمة الأليسكو.

 

 

الثقافة تستحدث جوائز جديدة للأطفال المبدعين

 

ونجحت الوزارة لأول مرة، فى استحداث وإنشاء جائزة تسمى «جائزة الدولة للمبدع الصغير» تضاف إلى جوائز الدولة، وتمنح سنوياً لمن يقدم منتجاً فكرياً أو مادياً مبتكراً ولم يتجاوز عمره 18 سنة فى مجالات الثقافة والفنون، وتعديل بعض أحكام قانون حماية الملكية الفكرية وينص على السماح لمن هم دون سن الـ21 سنة بقيد تصرفاتهم على المصنفات والأداءات والتسجيلات الصوتية والإذاعية الخاضعة لأحكام القانون المشار إليه برسوم رمزية.

 

عاش هنا.. مبادرة لتوثيق وتكريم أسماء لها بصمة في تاريخ مصر

 

حرصت وزارة الثقافة على رصد نبض الشارع المصرى تجاه القضايا المجتمعية والتفاعل معها، من خلال إطلاق مشروعي «عاش هنا» و«حكاية شارع»، والذان يقومان على تعريف المواطنين باسباب تسميه الشوارع بشخصيات تاريخية، من خلال وضع لافتات توثيقية فى شوارع القاهرة البارزة تحكى فى سطور ما أهمية اسم هذا الشارع، وأبرز ما قدمت هذه الشخصية التى سُمّى الشارع بها، لاستثارة اهتمام المارة لمعرفة أكثر عن تلك الشخصيات، ولأن التاريخ مرهون بالتناقل والتذكير.

 

كما عملت الوزارة على إدراج مقرات إقامة أبطال مصر من شهداء القوات المسلحة والشرطة ضمن مشروع لوحات «عاش هنا» لتروى وتوثق قصص حياتهم، من خلال تركيب لوحات مشروع «عاش هنا» على المبانى التى أقام بها أبناء مصر ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن والذى يأتى على طريق تخليد العظماء، بهدف تخليد مسيرتهم لتبقى نبراسا للأجيال القادمة.

 

كما تم إصدار الجزء الأول من حكايات «الولاد والأرض» ضمن سلسلة تقوم الهيئة المصرية العامة للكتاب بإصدارها وتهدف إلى توثيق شهادات أمهات وزوجات وبنات شهداء الجيش والشرطة المصريين فى مواجهة جماعات الإرهاب المسلح، وتقديم رصد وتوثيق لبطولات رجال الجيش والشرطة فى حماية أمن الوطن والمواطن والمجتمع من جماعات الشر وقوى الإرهاب المسلح على أرض سيناء بالأخص.

 

كما تعمل الوزارة على تقديم إنتاج مسرحى جديد يتناول قصص الكفاح المشرف للقوات المسلحة والشرطة وأبطال الجيش الأبيض فى مواجهة وباء «كورونا» والتصدى لتداعياته، باعتبار أن فن المسرح أحد أشكال التعبير الصادق عن واقع المجتمع.

 

ولم ينته سعي وزارة الثقافة لمحاربة التطرف الفكري بالإبداع الثقافي وبناء العقل، فسعت لتقديم العديد من الأفكار التي يتم دراستها حاليًا ، لمواكبة التطور التكنولوجي.


الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة