د.علاء جراد
د.علاء جراد


كل يوم

مزارع الماشية والطيور الصناعية

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 05 يوليه 2020 - 07:29 م

بقلم/ د.علاء جراد

يعتبر الحفاظ على الأمن الغذائى قضية حيوية لكافة دول العالم، وإذا لم يتوافر الغذاء الكافى لاحتياج الشعوب فالنتائج ستكون كارثية، كما أنه لا يكفى توافر الغذاء من خلال الاستيراد، بل الأهم العمل على إنتاج الغذاء محلياً، بعد الحرب العالمية الثانية بدأت دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا التوسع فى إنتاج العناصر الرئيسة للغذاء، مثل اللحوم والبيض والحليب، وجميعها تحتاج لتربية الماشية والطيور فى مزارع ومساحات مناسبة، وقد توسعت بعض الحكومات فى منح المزارعين والمربين مساعدات مالية كبيرة من أجل تطبيق الأساليب التقنية وغير التقليدية فى مضاعفة الإنتاج والإسراع فيه مع تقليل التكاليف، فبدأ منتجو الأغذية فى التوسع استخدام الفيتامينات والهرمونات، كما قام أصحاب مزارع الحيوانات ب"حشر" الماشية والطيور فى مساحات ضيقة جداً من أجل استيعاب أعداد أكبر،لدرجة أن الحيوانات لا تستطيع التحرك، كما يساعد عدم تحرك الحيوان على تسمينه أكتر وزيادة وزنه، لقد ظهر أسلوب المزرعة من أجل تسهيل عملية النقل وإخراج المنتج النهائى للسوق فى وقت أقل.

لقد بدأت آثار انتشار المزارع الصناعية فى الظهور منذ عدة سنوات، وهى قضية متعددة الجوانب، أولاً للمعاملة الوحشية لتلك المخلوقات - وسيصدم من يشاهد الصور والفيديوهات - حيث تظهر تلك المعاملة الجانب الوحشى فى سلوك بنى البشر. من ناحية أخرى فللقضية آثار مميتة على صحة الإنسان، فمن أجل الربح الوفير فى وقت قصير يبرر هؤلاء لأنفسهم استخدام الكيماويات القاتلة والتى لها آثار مدمرة على صحة وحياة الإنسان وخاصة الأطفال وكبار السن، بل إن آثار مخلفات تلك المزارع لها تأثير مدمر على الحياة البيئية، ففى عدد 4 أكتوبر 2017 نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً بعنوان "لماذا المزارع الصناعية ليست وحشية فقط - ولكنها أيضاً تهديد لجميع أشكال الحياة على هذا الكوكب"عرضت صورة لأحد الأنهار فى الولايات المتحدة والتى نفقت كل الأسماك الموجودة فيه بسبب تصريف مخلفات تلك المزارع فيه، ومعنى ذلك أن تلك المخلفات بها مواد مميتة للأسماك والبيئة، فما بالك عندما يستهلك البشر تلك المنتجات. لذلك لابد أن نكون حذرين وننتبه لكل ما نستهلك من منتجات غذائية سواء كانت حيوانية أو زراعية أيضاً. الموضوع فى غاية الجدية وربما لاندرك آثاره الآن ولكن من يبحث سيجد حقائق وأرقام صادمة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة