محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: "شديد الخطورة" هل يفتح الباب أمام عودة السباعيات الدرامية ؟

محمد قناوي

الإثنين، 06 يوليه 2020 - 02:52 م

الخطوة التي اتخذتها منصةWATCH iT الالكترونية - وهي منصة مصرية خالصة - بإنتاج وعرض السباعية الدرامية "شديد الخطورة" والتي تعد أول بطولة تليفزيونية للنجم أحمد العوضى، والتي انطلق عرضها أول يوليو الجاري؛ أعادت إلينا الحنين لدراما السباعيات والتي كانت مصر من أوائل الدول العربية تقديما لهذا النوع من الدراما شديدة التركيز في السيناريو والحوار والأداء للممثلين وقمة الإتقان للمخرجين؛ فالسباعية هي أحداث درامية مكثفة في سبع حلقات دون مط أو تطويل أو إصابة المشاهد بالملل؛ ورغم أن بدايتها كانت في الستينات؛ إلا أنها تعد النموذج المناسب لروح العصر الذي نعيش فيه حاليا؛ والذي يتميز بالإيقاع السريع وسيطرة وسائل التكنولوجيا علي حياتنا خاصة جيل الشباب والذي يعتمد في الترفية والمتعة علي الموبايل والإيباد الذي لا يفارق يده ؛ لذلك ارتبط هذا الجيل في متابعته للدراما؛ سواء كانت أجنبية أو مصرية بالمنصات الالكترونية التي تقدم له دراما مشوقة ومختلفة في سبع حلقات أو عشرة على أقصي تقدير؛ لذلك فتقديم هذا النوع من الدراما علي منصة مصرية وبموضوع مصري خالص وأبطال؛ونجوم مصريين من الذين يحبهم؛ يحقق نوع من الجذب للدراما المصرية.

إن العودة لنظام السباعيات الدرامية؛ سيكون له عدة فوائد؛ فبالإضافة إلى ارتباط المشاهد المصري والعربي بموضوعات شديدة المحلية تناقش مشكلاته وقضاياه ؛ نجد أنها تقي هذا الجيل من نوعية الدراما التي تبثها المنصات الأجنبية والتي يتم من خلالها دس السم في العسل؛ والترويج لأفكار؛ لا تتناسب مع قيمنا كمجتمعات شرقية ؛ مثل"الشذوذ وزنا المحارم والعلاقات غير الشرعية"؛ كما أن السباعيات من الممكن أن تكون فرصة جيدة لاكتشاف مواهب وطاقات إبداعية في مجالات التأليف والإخراج وإعطاء الفرصة لمواهب جديدة وشابة من الممثلين والممثلات لتقديم أنفسهم والكشف عن مواهبهم.

 لقد كانت السباعيات الدرامية هي الأساس عند بدايات التليفزيون المصري - وهو بالمناسبة أول تليفزيون في المنطقة كلها - وكلنا يذكر سباعية "هارب من الأيام" الذي قدمها المخرج الراحل نور الدمرداش في فترة الأبيض والأسود؛والتي قدمها عام 1962 ؛وشارك في بطولة هذا العمل الذي كتبه الأديب الكبير ثروت أباظة كل من الفنانين الكبار توفيق الدقن وعبد الله غيث ومحمود الحديني وحسين رياض ، وتم تقديم هذا العمل بعدها عام 1965 في فيلم سينمائي من بطولة فريد شوقي على خلفية نجاحه في التلفزيون، ولتكون "هارب من الأيام" أول سباعية معروفة في الدراما العربية؛ بعدها جاءت مسلسلات الـ  13 حلقة والتي تم صناعتها لتتناسب مع الدورة البرامجية لقنوات التليفزيون المصري والتي كانت تتغير كل ثلاث شهور؛ ومع تطور الزمن ودخول نظام المنتج المنفذ للإنتاج الدرامي مع القطاعات الإنتاجية باتحاد الإذاعة والتليفزيون وجدنا دراما الـ 30 حلقة؛ التي صارت عبئا على المشاهد بسبب أحداثها الطويلة والمملة في بعض الأحيان بسبب اضطرار كتاب السيناريو إلي  حشو أحداث درامية غير ذات قيمة من أجل ملء السيناريوهات بساعات قد لا يحتاجها الخط الدرامي التي تدور حوله الأحداث؛ ونتج عن ذلك انصراف عدد كبير من المشاهدين لمتابعة المسلسلات القصيرة علي المنصات المختلفة.

لقد جذبت الدراما المصرية القصيرة التي عرضت علي المنصات الالكترونية مثل "في كل أسبوع يوم جمعة"لمنة شلبي واسر ياسين في 10 حلقات و"مملكة إبليس" لغادة عادل وصبري فواز في 15 حلقة علي منصة "شاهد نت"؛ و"زودياك"لأسماء أبو اليزيد واحمد خالد صالح في 15 حلقة على منصة "فيو"وهناك مسلسل "ما وراء الطبيعة" لأحمد أمين في 8 حلقات  الذى سيبدأ تصويره فى شهر نوفمبر المقبل ومن المقرر عرضه على منصةnetflix؛ ومستوحى من سلسلة روايات أحمد خالد توفيق؛ كل هذه الأعمال لاقت إقبالاً جماهيرياً كبيراً، خصوصاً أن المشاهد لم يعد لديه الوقت الكافي أو الصبر لمشاهدة أعمال يمكن أن تلخص أحداثها في حلقات أقل بكثير، ومن المتوقع أن تحتل السباعيات خلال الفترة القادمة مكانة جيدة تعيدنا إلى زمن السباعيات الجميل.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة