فريدريك دوجلاس
فريدريك دوجلاس


ليست بالظاهرة الجديدة.. تحطيم التماثيل الكونفدرالية تثير جدلا بأمريكا

منال بركات

الثلاثاء، 07 يوليه 2020 - 04:12 م

يعد تمثال فريدريك دوجلاس 1818 -1895 آخر التماثيل التي تم تشويهها في حديقة روتشستر الولايات المتحدة أمس الاثنين، وهو أحد دعاة التحرير من العبودية والدفاع عن حقوق السود.

ويرى البعض أن ظاهرة تحطيم وتشويه تماثيل الكونفدرالية التي ظهرت مؤخرا بالبلاد، وزادت وتيرتها عقب مقتل جورج فلويد في ٢٦ مايو الماضي، ليست بالظاهرة الجديدة على الولايات المتحدة الامريكية.

وأثارت إزالة التماثيل جدلا كبيرا بوصف تلك المنحوتات، تمثل إرثا أمريكيا وتاريخ للبلاد. ولكنها في ذات الوقت لها ارتباط وثيق لدي آخرين بالعنصرية والظلم.

وعلى الرغم من أن بعض الولايات حاولت إزالة رموز الكونفدرالية، كحاكم فرجينيا رالف ترمب نورثام، الذي أعلن أن تمثال جنرالالكونفدرالية روبرت لي، سيتم إزالته من ريتشموند، لكن تم تجميد الأمر بعد ما أصدر قاضيا أمرا بمنع إزالة التمثال.

ومن جانبه رفض الرئيس دونالد ترامب، دعوات بتغيير أسماء قواعد عسكرية أطلق عليها أسماء قادة عسكريين من الكونفدرالية قائلا إنهم جزء من الإرث الأمريكي.

وقال في تغريدة على تويتر "لقد دربت الولايات المتحدة الأمريكية ونشرت هؤلاء الأبطال في تلك البقاع، وقد كسبوا حربينعالميتين. لذلك لن تبحث إدارتي أو تعيد النظر في بقاء هذه التماثيل والمنشآت العسكرية".

ولم يتوقف الرئيس ترامب عند هذا الحد، ولكنه جدد تهديداته باتخاذ خطوات ضد المحتجين الذين يحتلون ساحات عامة. ووصفهم بالفوضويين والإرهابيين المحليين.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات في الولايات المتحدة التي أعقبت مقتل فلويد، حطم المحتجون عدد من المنحوتات التي تروي تاريخ البلاد، منها تمثال المكتشف والرحالة كريستوفر، في عدة ولايات منها بوسطن وماساشوسيتس وميامي، وفي ريتشموند أسقط تمثال رئيس الولايات الكونفدرالية جيفرسون ديفيز، وفي مدينة نورفولك في فرجينيا إزيل الجزء العلوي من نصب الجندي "جوني ريب"، وفي مدينة الإسكندرية تحطم تمثال لجندي كونفدرالي اسمه "أبوماتوكس، وتمثال جون بريكنريدج كاستليمان، في مدينة لويزفيل في كنتاكي، وفي نيو أورلينز بولاية لويزيانا حطم متظاهرون تمثال جون ماكدونو المعروف بـ"مالك العبيد"، وألقوه في نهر المسيسيبي.

وتعد تماثيل الكونفدرالية، في نظر البعض المجموعة الجنوبية التي قاتلت خلال الحرب الأهلية التي دارت بين 1861-1865 منأجل الحفاظ على العبودية.

ولكن هدم وتحطيم وتشويه التماثيل التي تمثل حقبة زمنية ما، أمرا ليس بالجديد على الشعوب خاصة الأمريكيون، لاسيما وإن أرتبط ذكرى تلك التماثيل بمرحلة ظلم واستبداد.

أثناء الثورة الأمريكية على المستعمرين، قام الامريكيون بحرق وتشويه أي رمز لبريطانيا وملكها.

ففي مدينة نيويورك في 9 يوليو 1776. وقف الجنرال جورج واشنطن، وقواته، جنبًا إلى جنب مع مئات المواطنين، فيما يعرف الآن بـ City Hall Park للاستماع إلى الوثيقة فيلادلفيا. ثم توجه الحشد المتحمس إلى برودواي وحطموا تمثال الفروسية للملك جورج الثالث، المصنوع من الرصاص الصلب، ومحلى بالذهب وكان قد وصل من لندن في عام 1770، بمساعدة جنود واشنطن، تم بسحب التمثال من قاعدته وتكسيره إلى قطع. وشحن معظم الرصاص إلى ولاية كونيتيكت وصهرت لتصنع 42008 رصاصة.

وهكذا تم إزالة وتدمير الشعار البريطاني في معظم الأماكن ففي محكمة نيويورك، تم تحطيم لوحة جدارية من الحجرية بنفس الصورة، وتم خلع صورة الملك في قاعة المجلس، وكسرها، وتمزقها إلى أشلاء، وحرقها، وكل ذلك لقى استحسان وترحيب من جانب المواطنين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل امتد إلى الكنائس أيضا. حيث منح رجال الدين "شرف إزالة" الشعار الملكي. وفي حالة رفضوهم، يُسمح للناس بالقيام بذلك بالطريقة نفسها.

ويرى مؤرخ تاريخ الفن بجامعة ديلاوير ويندي بيليون، إن تدمير هذه الرموز لم يكن "كليًا أو بشكل أساسي فعل محو". لأن الأمريكيون، في الواقع، يتبعون تقليدًا إنجليزيًا قديمًا. بعد مرور عام على فقد الملك الإنجليزي تشارلز الأول رأسه في عام 1649، أمر البرلمان بخلع تمثاله في بورصة لندن ليتم هدمه، عن طريق خلع الرأس ، وإخراج الصولجان من يده. في عام 1689، أزال الجنود البروتستانت في نيوكاسل تمثالًا للملك الكاثوليكي جيمس الثاني وسحبوه عبر الشوارع قبل إلقاءه في النهر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة