موضوعية
موضوعية


حكايات| «سراب يضرب صفحات الكتاب».. لماذا يتأخر بعض الأطفال في القراءة ؟

منى إمام

الثلاثاء، 07 يوليه 2020 - 06:46 م

 

يتحير الآباء كثيرا عندما يستنفدوا كل طرق التعلم التي تساعد على التحصيل العلمي مع أطفالهم، دون نتيجة، ويتسائلون ما العائق إذا، قد نكون هنا أمام متلازمة «إرلن».

 

وتعرف تلك المتلازمة بأنها اختلال وظيفي في الإدراك، يجعل المصاب به غير قادر على القراءة والكتابة والرؤية بوضوح. ورغم أن المسبب للمشكلة ليس ضعف النظر، إلا أن نستطيع القول بأنمصادر الضوء من جهة والصفحات المطبوعة بالأسود بشكل خاص من جهة أخرى تحدثان تداخلا لدى الفرد يجعله يرى الصفحة مشوهة.

 

«متلازمة إرلن» أو مشكلة المعالجة البصرية تؤثر على ما يصل إلى 46 % من الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة والتعلم، وحوالي 30% من الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وعسر القراءة، والتوحد، والذين يعانون من إصابة في الرأس. 

 

كما تؤثر «متلازمة إرلن» على 12-14 % من عامة السكان، والأشخاص الذين ليس لديهم مشاكل في التعلم، والمهنيين الناجحين، والطلاب الموهوبين.


مع الإصابة بمتلازمة إرلن ، يكافح العقل لفهم المعلومات المرئية التي يتلقاها؛ ما يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض والتشوهات البصرية وصولا إلى الأعراض الجسدية مثل الصداع والصداع النصفي والإجهاد والتعب ومشاكل إدراك العمق في بعض البيئات والمواقف، مثل الإضاءة الساطعة و«الفلورية» التي قد تزداد معها الأعراض سوءًا، وقد تختلف الأعراض باختلاف الأشخاص، ولكن الفهم الجيد لعمق واتساع التأثير الذي يمكن أن تحدثه متلازمة إرلن هو مفتاح معالجة الحالة بنجاح وإزالتها كحاجز للتعلم.

 

 اقرأ للمحررة أيضا|  «صلع» المصريات..  احذرن «البروتين» فيه نصب قاتل 

 

مفاهيم خاطئة 
منذ أن تم اكتشاف الحالة لأول مرة من قبل عالمة النفس الأمريكية هيلين إيرلين، قبل أكثر من ثلاثة عقود، ظهرت العديد من المفاهيم الخاطئة حول الحالة.


الاعتقاد الخاطئ الأول يعتقد البعض أن متلازمة إرلن هي مجرد تأثير يؤدي لصعوبة القراءة، وهذا ليس صحيا حيث أن المتلازمة هي حالة عصبية تؤدي إلى زيادة نشاط الدماغ أو الإفراط في التحفيز .


ويؤثر النشاط الزائد للعقل على الكثير من مجالات العمل المختلفة بما في ذلك الصحة والرفاهية، والانتباه، والتركيز، والسلوك، وإدراك العمق، والأداء الأكاديمي، ولا يقتصر التأثير على الأداء الأكاديمي على القراءة؛ حيث يمكن أن تؤثر الحالة أيضًا على حساب الرياضيات والكتابة اليدوية والنسخ وحتى الاستماع، كما يمكن أن يؤثر على السلوك في الفصل الدراسي، ومدة استمرار الطفل في التركيز، ومدى سرعة إنجاز الطفل للعمل، كما يمكن أن يكون ل«متلازمة إرلن» تأثير كبير على ما يشعر به الطفل، مثل الصداع والصداع النصفي والغثيان والتعب والقلق، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه الأعراض الجسدية مجهدة؛ ما يشير إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بالقدرة على رؤية الكلمات بوضوح.

 

الاعتقاد الخاطئ الثاني: يتمثل في تصور البعض أن متلازمة إرلن مشكلة في العينين، وهو بالطبع اعتقاد خاطئ؛ لأن متلازمة إرلن ليست مشكلة في العين بل مشكلة في الدماغ، حتى عندما تعمل العينان بشكل مثالي، قد يجد الدماغ صعوبة في معالجة المعلومات المرئية التي يتلقاها؛ لذا تتطلب متلازمة إرلن تقييماً وتدخلاً منفصلين ومتميزين عن مشاكل العين.

التعايش مع التوحد وعسر القراءة
انتقل البحث الأخير حول متلازمة إرلن إلى ما هو أبعد من القراءة للنظر إلى مجموعات سكانية أخرى، حيث أفاد أن ما يصل إلى 80% من الأفراد في طيف التوحد بأن لديهم تصورًا مشوهًا، وقد أظهرت الأبحاث حول متلازمة إرلن والتوحد أن التدخلات من أجل متلازمة إرلن تصحح بنجاح هذا العالم المشوه لجعله واضحًا ومستقرًا، وهو ما ينطبق على الأفراد الذين يعانون من الصداع والصعوبات الأكاديمية بعد ارتجاج أو إصابة في الرأس. 


عندما يتعلق الأمر بالعلاقة بين متلازمة إرلن وعسر القراءة، فإن ما يصل إلى 30 % من الأفراد الذين يعانون من هذه الحالات يعانون أيضًا من متلازمة إرلن، لذلك غالبًا ما يكون هناك خطأ في تشخيص عسر القراءة، عندما تكون المشكلة الحقيقية هي متلازمة إرلن.

 

 اقرأ للمحررة أيضا | «رجالة مصر» في بورصة التجميل.. نحت جسم وتصغير للثدي

 

عقل مفرط النشاط

سبعون بالمائة من المعلومات التي يتلقاها الإنسان تكون مرئية ويجب معالجتها وتفسيرها بشكل صحيح من قبل الدماغ. تؤكد الأبحاث الجارية في قسم التصوير بالرنين المغناطيسي (FMRI) التابع لجامعة كورنيل في الولايات المتحدة على أبحاث علم الأعصاب الحديثة التي تظهر أن الأشخاص المصابين بمتلازمة إيرلن لديهم عقول مفرطة النشاط، وتعمل بجد أكبر لمحاولة فهم المعلومات المرئية، وقد يتسبب هذا النشاط الزائد في قائمة الأعراض المتنوعة التي غالبًا ما ترتبط بالحالة. 

يُظهر بحث التصوير الدماغي هذا مرارًا وتكرارًا كيف تعمل تصفية المعلومات المرئية من خلال المرشحات الطيفية الفردية على تهدئة نشاط الدماغ وتطبيعه لدى هؤلاء الأفراد ، وتحسين أدائهم وقدرتهم على العمل.  
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة