رفعت رشاد
رفعت رشاد


يوميات الأخبار

«اندهشت» مجددا.. لوجود محافظ للقاهرة !!

رفعت رشاد

الأربعاء، 08 يوليه 2020 - 06:22 م

احتل «الغنامة» الشارع وأطلقوا أغنامهم تأكل الزبالة وتتغذى عليها لكى تباع لحوما مسمومة بعد ذلك!! الأنكى أن هذا المكان مواجه أو مقابل لمستشفى الناس للأطفال.

عنوان اليوميات مشابه لعنوانها منذ شهرين، الفرق أن السابق كان يتحدث عن وجود نائب للمحافظ فى شمال القاهرة. مر شهران على المقالة السابقة التى انتقدت فيها غيبوبة رئيس حى الساحل ونائب المحافظ لشمال القاهرة ومحافظ القاهرة، لكن لم يرد على أحد!! اعتقدت أننى كتبت كلاما خاطئا وأن حسابى سيكون عسيرا على يد الرأى العام والمحافظ ونائبه ورئيس الحى، لكنى كنت مخطئا خطأ لا يغتفر، فلم يرد أحد ولم يتحرك أحد ولم يحاسب أحد أحدا، حتى وزير التنمية المحلية، لم يرد!! رغم أن المقال منشور على مساحة ما يقرب من نصف صفحة جريدة كبيرة كالأخبار!! ألم يعد أحد _ حتى المسئولين يقرأ الصحف !! _ جائز أن يحدث ذلك فالبعض ربما يعتقد أن كلام الجرايد مكروه إن لم يكن عيبا، فإذا سلمنا بهذا، ألا يوجد بنى آدم مسئول واحد يمر من المكان الذى كتبت عنه واعتبرته فضيحة !!
وزير التنمية المحلية معاه متحدث لبلب فى الكلام تسمعه وتشاهده فى اليوم الواحد على كل القنوات ولا إجابة لديه على الأسئلة إلا كالآتى : « حاضر يا فندم ها نراجع سيادته ونرد عليكم «.. طبعا اللغة اللطيفة دى علشان المذيعة اللطيفة والجمهور اللطيف، طيب سيادة المتحدث وكل السادة اللواءات المسئولين لا يقرأون ؟؟ حتى ما ينشر فى الصحف الكبيرة ؟؟ طيب مش فيه مكتب إعلامى أو وكيل وزارة أد الدنيا للإعلام والعلاقات العامة يقطعوا ما ينشر فى الصحف ويعرضوه على الوزير ؟؟ مافيش مش كده.
الوزير مسئول
الوزير محمود شعراوى وزير التنمية المحلية واضح إنه لا يعلم عما نشر شيئا ولا أدرى هل هذا أمر إيجابى أن يكون الوزير الذى رأس جهاز الأمن الوطنى سابقا لا يعلم ما ينشر فى الصحف الكبيرة، طيب ما فيش حد يبعتله إنه نما إلى علمنا !! الوزير مسئول عن المحافظ والمحافظ مسئول عن نائب المحافظ الذى يعيش هو ورئيس الحى فى غيبوبة ولم يكلفا أنفسهما حتى التأكد مما كتبت وإن كانا متأكدين. كتبت عن تحويل موقف أتوبيس المظلات إلى مقلب زبالة كبير جدا لكن الزبالين لم يكتفوا بالموقف بل احتلوا الشارع المهم شارع ترعة الإسماعيلية الذى يصلح محورا مروريا عرضيا يساعد فى التخفيف من مشاكل المرور للقادم من شرق القاهرة ليعبر النيل أو يتجه شمالا أو جنوبا مع كورنيش النيل. بل احتل « الغنامة « أى تجار الأغنام الشارع وأطلقوا أغنامهم تأكل الزبالة وتتغذى عليها لكى تباع لحوما مسمومة بعد ذلك !! الأنكى أن هذا المكان مواجه أو مقابل لمستشفى الناس للأطفال على الضفة الأخرى من ترعة الإسماعيلية.
 لا أعرف وصفا لما يحدث إلا ما قاله سعد زغلول منذ مائة عام : « مافيش فايدة «.
بين ديلسبس وويلسون
بعد حركة الاحتجاجات التى حدثت مؤخرا فى أمريكا بدأ العالم فى دول عديدة منه فى مراجعة تاريخ العنصرية ومحاولة تحسين المستقبل بالنسبة لهذه النقيصة البغيضة وشهد ت دول مظاهرات مؤيدة لأصحاب الأصول الأفريقية فى العالم كله. ومن ضمن ما يتجه إليه العالم إعلان جامعة برنستون الأمريكية إنها قررت إزالة اسم الرئيس الأمريكى وودرو ويلسون عن كليتها للعلاقات الدولية وذلك بسبب سياساته العنصرية فهو سمح فى فترة حكمه بممارسة الفصل العنصرى ووافق لوزاراته على فصل الموظفين السود عن الموظفين البيض.
المؤكد أن الأمريكان من أكثر شعوب العالم ممارسة للعنصرية ضد السود ويكفى أنهم اختطفوا الشباب والصبية من ذويهم فى أفريقيا لكى يستخدموا كقوى عاملة فى مزارعهم وساموهم سوء العذاب، لكن أجيالا جديدة تحاول منع ارتكاب نفس الجريمة مرة أخرى وتعطى مثلا على أن من ارتكب جريمة مثل جريمة الفصل العنصرى سيأتى تاريخ يمحى فيه اسمه من أماكن كالجامعات وغيرها.
هنا فى مصر يسعى البعض سعيا حثيثا لإعادة تمثال ديلسبس على قاعدته فى مدخل قناة السويس ! لا أعرف ما المكسب الذى سيتحقق بإعادة التمثال ؟ إن فرنسا صنعت تمثالا لشمبليون يضع حذاءه على رأس فرعونية ولم يتحرك أحد للاحتجاج ورفض هذا الوضع، فلماذا يتمسك البعض بدون مبرر لإعادة ديلسبس ؟ وهل هذه قضية يجب أن نختلف عليها الآن ؟ أقول لمن يخترعون القضايا التافهة اختشوا على دمكم، لا ديلسبس يستحق الدفاع عنه ولا الظروف تسمح باختلاق معارك ومشاكل.
رئيس جامعة دمنهور
فى كل فترة يتحفنا الزمن بشخصية فى موقع بارز تكون محل الهمز واللمز والقيل والقال. شخصية هذه الأيام رئيس جامعة دمنهور الذى ترك إدارة الجامعة والبحث العلمى وتطوير المجتمع المحلى لكى يتفرغ لذبح الخراف والعجول بنفسه على باب الجامعة. يبرر البروفسير رئيس الجامعة سلوكه الغريب بأنه للتخفيف عن كاهل الموظفين والمواطنين !! ولم أعلم أن هذه وظيفة ومسئولية رئيس الجامعة !! يا سيدى عليك أولا أن ترقى بجامعتك لتحقق مركزا مرموقا بين جامعات العالم ثم ننظر بعد ذلك فى مسألة العجول والخراف وبرطمانات عسل النحل، أو إذا كنت حضرتك غاوى جزارة استقل وافتح محل جزار ولا عيب أبدا فى ذلك فلا لأحد وصاية عليك أم إنك تتعامل مع منصبك كرئيس جامعة كبيرة بهذا الأسلوب فمرفوض ولا أعرف لماذا لا يتدخل البروفيسير وزير التعليم العالى لكى يضبط سلوك رئيس الجامعة، أليس لكل مقام مقال !
محافظ سوهاج
صورة لطيفة نشرها الزميل السيد أبو على بالمصرى اليوم لمحافظ سوهاج وبصحبته مدير الأمن يسيران على سجادة حمراء فى طريقهم إلى هدم العمارة المخالفة !! أولا لماذا لم يتحرك البيه المحافظ واللواء مدير الأمن من قبل لضبط المخالفة وهدم العمارة، أرى أنه يجب محاسبتهما قبل أى شخص آخر، أما وإنكم ذهبتم بأنفسكم للهدم فهل من اللائق السير على سجادة حمراء ؟! فهل أنتما ذاهبان لافتتاح العمارة أو هدمها ؟.
أحبائى الراحلون
فقدت خلال أسابيع قليلة ثلاثة من أقرب الأصدقاء وتصادف أن الثلاثة من صحفيى أخبار اليوم ومن قسم الشئون الخارجية أو الترجمة الصحفية. رحل عنا حسين عبد الواحد الأخ الكبير المثقف الواعى المدرك لقضايا وطنه والذى كان يملك سرعة بديهة صحفية تمكنه من ملاحقة أهم الأخبار والموضوعات الدولية التى تتميز بها صحف أخبار اليوم. كثيرا ما دارت بيننا حوارات وتقاربت بيننا الرؤى، وقد خسرت برحيله صديقا أحترمه كثيرا.
قبل أن يرحل الأستاذ حسين كان قد سبقه فى توقيت متزامن الزميلان العزيزان مجدى كامل وسيد مصطفى. كان مجدى قد ترك العمل فى الجريدة منذ سنوات قليلة ولأنه ابتعد عن مناخ المهنة ولقاء الزملاء قد أصابه هذا الأمر بنوع من الضيق وكان بعضنا يلتقيه خارج جدران المؤسسة ونجتر الذكريات قبل أعوام طويلة مضت. كان مجدى شخصية متمردة وهنا أمدح صديقى العزيز لأنه كان يتمرد على كل ما يعوق تطلعنا لحياة مهنية أفضل وكنا فى فترة نتشوق لكتابة المقالات واليوميات لكننا كنا من الممنوعين فابتكر مجدى كامل اليوميات المسلمة يدا بيد « ديلفرى «.. فحدد مجموعة من الزملاء القادرين على كتابة مقالات متميزة وصار كل منا يكتب مرة بناء على مواقيت دورية. ممن كانوا من كتًاب يوميات مجدى كامل الأساتذة محمد عرفة، بدر الدين أدهم، فؤاد فواز، كرم سنارة وهشام مبارك وزملاء كبار آخرين لا تساعدنى ذاكرتى على تذكر أسمائهم. كان مجدى يتمتع بذكاء مهنى حاد وكان قادرا على إصدار كتاب كل أسبوع بطريقة لا يستطيعها أى كاتب وذات مرة أصدر كتابا صار من المراجع فى السخرية عنوانه « اعرف رئيسك من قفاه «. وفى انتخابات لمجلس إدارة المؤسسة رشح مجدى نفسه وكنت مرشحا أيضا وتعاوننا معا لكى نحصل على لائحة العاملين التى كانت تعتبر لدى بعض الموظفين وكأنها سر الأسرار وبسرعة صورنا منها 150 نسخة وزعناها على الزملاء وبعدها طبعت اللائحة فى شكل كتيب يسهل حمله والتعامل معه وصار هذا الكتيب فى كل مكاتب المسئولين بالمؤسسة يتعاملون به. كان مجدى مقاتلا لكن الحياة بضغوطها وشخوصها الممسوخين هزمته.
أما الزميل المهذب صاحب الصوت الهاديء سيد مصطفى فكان مثالا للكفاءة وللتهذب فى نفس الوقت ولم تكن تمر فرصة إلا ونتبادل الحديث وأتابعه على صفحته فى فيس بوك وكان يتفضل بالاتصال بى لو أراد أن يسألنى عن أمر يتعلق بالعمل أو حتى بصورة شخصية. وقد ترك سيد مصطفى وريثا فى أخلاقه وكفاءته هو الزميل إبراهيم مصطفى نجله. رحمهم الله جميعا وجعل مثواهم الجنة.
نعمة الله حسين
كنت رئيسا لتحرير مجلة آخر ساعة عندما دخلت مكتبى زميلة وقورة وقدمت طلبا للسفر لتغطية مهرجان كان فى فرنسا. قرأت الطلب ولم أجد ما أرد عليها به سوى غمغمة، لكنها أنقذتنى قائلة : أنا عارفة إن المؤسسة لن تعطينى بدل سفر كما تعطى الزملاء فى الأخبار وأخبار اليوم. قلت لها : حضرتك أصبت الواقع، لن أستطيع أن أصرف لك بدل سفر كامل لأن رئيس مجلس الإدارة لن يوافق لأسباب لا تتعلق بشخصك ولكن بميزانية المجلة. قالت لى : أوافق على السفر بدون بدل دولارى، وأنا هاتصرف مع نفسى. لم يكن أمامى إلا الموافقة الفورية لكنى طلبت لها مصروف جيب وبالطبع لا يرقى إلى قيمة بدل السفر. أبلغتها الموافقة شفويا فسافرت وبعد عودتها فوجئت بصرف مصروف الجيب فجاءتنى تعبر عن شكرها وامتنانها، كانت كلماتها أكبر من التصرف الذى تصرفت به وأنا محرج لأنى لم أستطع صرف بدل السفر لها. فكرت أن هناك من يأسرك بشعور وكلمات لا يمكن تقديرها حق التقدير. تواصلت علاقتى بزميلتى الراحلة المهذبة نعمت الله حسين التى كانت ملامح الرضا تبدو عليها فى كل المواقف. كانت الطيبة مجسدة والكفاءة العالية فهى ناقدة من طراز رفيع ولها علاقات بكبار الممثلين والشباب منهم والكل يعرف الناقدة الكبيرة نعمت الله حسين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة