صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تعرف على دور التكنولوجيا النووية في قطاع الزراعة

حنان الصاوي

الخميس، 09 يوليه 2020 - 02:33 م

يتجه العالم الآن نحو التكنولوجيات النووية، وذلك بسبب الآثار الإيجابية المتعددة التي يمكن أن تنتج من استخداماتها، ولا يقتصر تأثيرها فقط على الدول واقتصاداتها، ولكن أيضًا على الأفراد، وتماشياً مع تزايد الاهتمام بالتكنولوجيا النووية، تم إجراء العديد من الأبحاث لدراسة التقنيات التي من شأنها أن تساعد في تمكين وتطوير مختلف القطاعات.

وتعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى جانب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لتعزيز هذه التقنيات منذ أكثر من 50 عامًا، ووفقًا لموقع المنظمة، هناك بعض التقنيات النووية التي يمكن أن تحسن توازن التربة والمياه، مما يؤدي إلى تقدم إنتاج المحاصيل، وبالتالي تلبية الاحتياجات السكانية المتزايدة.

وفي هذا الصدد، أوضح المدير السابق لقسم الطاقة النووية في مختبر شمال غرب المحيط الهادئ الوطني (PNNL)، "آلان إي. والتار" في بحث بعنوان "التطبيقات الطبية والزراعية والصناعية للتكنولوجيا النووية"، أن غالبية المواطنين على علم بدور التكنولوجيا النووية الفعال في إنتاج الكهرباء عبر محطات الطاقة النووية التجارية. ومع ذلك، فإن معظمهم لا يدركون أن لهذه التكنولوجيا تأثير أكبر بالنسبة للتطبيقات التي لا تعمل بالطاقة. وأكد في البحث انه تم تحسين عالم الطب والزراعة والصناعة الحديثة بشكل كبير من خلال استخدام النظائر المشعة، ولا تزال التطبيقات الجديدة تقدم مساهمات إنسانية كبيرة في جودة حياتنا.

وأكد أن التكنولوجيا النووية لا تساهم فقط في زيادة إنتاج المحاصيل، بل تؤثر على البيئة بشكل عام ايجابي. واضاف ان ربط القائفة المشعة بكميات وأنواع معروفة من الأسمدة يساعد على تحديد الكفاءات الغذائية المرتبطة بها. وبالتالي يمكن لهذه التقنية أن تقلل بشكل كبير من كمية الأسمدة المطلوبة، وخفض التكاليف للمزارع وكذلك تقليل الأضرار البيئية.

وأوضح "والتار": "أن تطبيق تقنيات الإشعاع على تطوير أصناف المحاصيل الجديدة من المرجح أن يعطي أعلى قيمة اقتصادية عالمية مقارنة بأي شكل من أشكال استخدام الإشعاع." وأضاف ان هذا يشمل الأنواع المتحولة أو الاصناف مثل الارز والشعير والقمح والكثير غيرهم.

ولذلك يتجه العالم نحو تعزيز البرامج النووية السلمية، ولتحقيق أقصى الفوائد من تطبيقات التقنيات النووية خاصة العالم العربي. على سبيل المثال، تدعم التقنيات النووية إنتاج المحاصيل في التربة المتأثرة بالملوحة في الشرق الأوسط. وقد قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة، بدعم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مواجهة التملح الشديد (زيادة كمية الملح في التربة) لتحسين التربة. وقامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتدريب 60 عالماً من 10 دول من العراق والأردن والكويت ولبنان وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة واليمن، حتى أصبحوا يستخدمون الآن التقنيات النووية والنظرية لتحسين غلة المحاصيل في التربة المتأثرة بالملوحة، وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان بعد مرور خمس سنوات نجح المزارعون في زراعة المحاصيل في ظل ظروف مالحة.

تأتي مصر على رأس قائمة الدول التي تعمل على تطوير برنامجها النووي، سواء من خلال دعم مركز البحوث النووية أو مجال الطب النووي أو من خلال إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية التي تهدف الى توليد الكهرباء النظيفة بأسعار معقولة وبشكل مستدام.

ولطالما حرصت مصر على تحسين مجالها الزراعي وزيادة مستويات الاكتفاء الذاتي للمحاصيل الزراعية الاستراتيجية. حيث ارتفع حجم الصادرات الزراعية المصرية خلال الفترة من يناير إلى أبريل من العام الحالي إلى أكثر من 2.4 مليون طن، بحسب السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.

وقد صرح سابقاً الدكتور عبد العاطي سلمان، الرئيس السابق لهيئة المواد النووية، قائلا إن توقيع اتفاقية إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية بين مصر وروساتوم تعد خطوة مهمة بالنسبة للاقتصاد المصري. وأضاف ان مصر تقوم بمشروعات تنموية كبيرة في قطاعات مختلفة مثل الصناعة والزراعة، وتتطلب هذه المشاريع المزيد من الطاقة لاستمرارها المستدام لأن تطبيقات التقنيات النووية ليس لها نهاية، ولكن استخدامها في الزراعة يمكن أن يدعم العالم وذلك لأن الغذاء ضرورة أساسية، كما يزداد أهمية بسبب النمو السكاني المستمر. ولكن التقنيات النووية تخلق الأمل في استمرار الصناعة وقدرتها على توفيرها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة