طريق «التعدين» الفرعوني.. مصانع للفيروز والنحاس وميناء «مفقود»
طريق «التعدين» الفرعوني.. مصانع للفيروز والنحاس وميناء «مفقود»


حكايات| طريق «التعدين» الفرعوني.. مصانع للفيروز والنحاس وميناء «مفقود»

شيرين الكردي

الجمعة، 10 يوليه 2020 - 05:18 م

من الشرق إلى الغرب، فتحت سيناء أبوابها عن جنة للتعدين والطرق الفرعونية من وادي النيل إلى سيناء؛ بل ومصانع لصهر المعادن ونقلها العاصمة منف.

 

وقد احتفظت عدة طرق للتعدين في سيناء بتاريخ غير عادي من الشهرة، خاصة بعد العثور على نقش بتل الضبعة (حات وعرت – أواريس) وهو نقش نقش (r w3ty) أي فم الطريقين والمقصود الطريقين إلى أرض الفيروز وهما طريق حورس الحربي بسيناء الشمالية والآخر طريق وادي الطميلات المؤدي إلى جنوب سيناء.

 

أما الطريق الثالث للفراعنة في سيناء فقد ارتبط بالعاصمة منف؛ إذ يبدأ من ميدوم بمصر الوسطى عبر وادي عربة حتى خليج السويس ثم العبور إلى الساحل الشرقي للخليج عند سهل المرخا الذي يقع على الجانب الآخر، بحسب دراسة أثرية للدكتور مصطفى محمد نور الدين مدير مركز تدريب جنوب سيناء والبحر الأحمر عن معالم الطريق البري للتعدين إلى منطقة معبد سرابيت الخادم بجنوب سيناء.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| الفراعنة «المنقبون».. اكتشفوا البترول في البحر الميت والشلاتين

 

ويؤكد الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء أن البعثة الفرنسية العاملة في منطقة وادي جرف على خليج السويس (حوالي 140 كم جنوب السويس الحالية) اكتشفت آثارًا تعود إلى الدولة القديمة وميناء ووثائق.

 

 

ولعل ما سبق يؤكد أهمية طريق وادى عربة الذي ينطلق من ميدوم باستخدام الدواب في قوافل ثم إلى وادي سنور ثم بئر بخيت وأخيرا ساحل البحر عند موقع وادي جرف؛ حيث ترسوا السفن لينطلقوا بها صوب الميناء في سهل المرخا. 

 

وهناك طريق آخر نقطته المحورية هي العين السخنة؛ حيث اكتشف الدكتور محمود عبدالرازق نقوشًا صخرية في العين السخنة على ساحل خليج السويس الأمر الذي اتبعه قيام بعثة مشتركة من جامعة قناة السويس والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية منذ عام 2002 وحتى الآن بالعمل بالموقع.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| أغرب قصة تحنيط عند الفراعنة.. جنين خدع علماء الآثار

 

وبالفعل نجحت البعثة في كشف 9 مغارات لاستخراج المالاكيت وبجوارها أفران لصهر المعدن ومنازل العمال، بالإضافة إلى وجود مركب محترق داخل إحدى المغارات وتدل الآثار المكتشفة على أن موقع العين السخنة أحد مناجم تعدين النحاس من عصر الدولة القديمة حتى العصر المتأخر.

 

كما وجد به نقوش قبطية ويونانية ونبطية وأن هذا الموقع كان له ميناء (لم يتم العثور عليه حتى الآن) وذلك نظرا لوجود مراسى سفن من الحجر بالإضافة إلى السفينة المحترقة.  

 

هنا يمكن التأكيد أن العين السخنة كانت منطلقًا لرحلات إلى سيناء؛ حيث أن بعض الأسماء لقادة الحملات المذكورة بالعين السخنة على النقوش الصخرية أو اللوحات أو مداخل المغارات بعضها موجود في المغارة بجنوب سيناء ولكل ما سبق يرى الباحث أن الوصول إلى العين السخنة كان يتم من الاتجاهين الاتجاه الشمالي؛ حيث وادي الطميلات والإقليم الثامن  ومن الغرب حيث العاصمة منف ووادي النيل لكونها تقع على نهاية طريق القطامية حاليا.

 

اقرأ للمحررة أيضًا| البحارة المصريون القدماء يبحثون عن أعمدة السماء.. هل اكتشفوا الأمريكتين؟

 

أما الوصول إلى العين السخنة عبر الطريق إلى الغرب فقد اكتشفت منطقة آثار السويس عام 2005 ثلاثة مواقع على هذا الطريق غرب العين السخنة بها شواهد أثرية هم الحروس والرسيس والخافوري وأبعدهم على بعد 30 كم غرب العين السخنة، ولم يتسن استكمال الأعمال حتى وادي النيل.

 

ويوضح الدكتور ريحان أن قدماء المصريين حرصوا على إرسال البعثات لتعدين الفيروز والنحاس بسيناء منذ عهد الدولة القديمة، وبعد ذلك عدّنوا الفيروز فى سرابيت الخادم، والنحاس في وادي النصب الغربي وكانوا يستخدمون ميناء أبو زنيمة عند التوجه إلى سرابيت الخادم، وميناء أبو رديس عند التوجه إلى وادي المغارة.   


 
ويبقى فقط ترميم وتطوير محطات هذا الطريق والتي تقع في مناطق جذب سياحي من العين السخنة إلى سرابيط الخادم وشرح لطرق التعدين بهذه المحطات وكيفية تشغيل أفران التعدين القديمة كمتحف مفتوح لمعالم الطريق وربطه سياحيًا بالطريق الحربي بشمال سيناء (طريق حورس) والقلاع العسكرية التي تقع عليه ويوضح أن هاذين الطريقين قيمة عالمية استثنائية لا مثيل لهما في العالم ويطالب بإعداد ملف لضم الطريقين تراث عالمي باليونسكو.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة