د. أحمد كريمة
د. أحمد كريمة


حوار| د‭. ‬أحمد‭ ‬كريمة‭:‬ نشأت عصاميا لم أعرف الرفاهية

راوية عبدالباري

السبت، 11 يوليه 2020 - 09:57 م

تخصص‭ ‬فى‭ ‬الدعوة ونشر‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامى‭ ‬على مدى‭ ‬٤٠‭ ‬عاماً‭ ‬من خلال ‬الخطب‭ ‬والبرامج و‭ ‬الندوات‭ ‬فى‭ ‬مراكز‭ ‬الشباب‭ ‬وقصور‭ ‬الثقافة‭ ‬، كما نظم‭ ‬القوافل‭ ‬الدينية‭ ‬بالمحافظات‭ ‬وله‭ ‬العديد من المؤلفات التى تحمل فكره الوسطى. ‭ ‬إنه‭ ‬الشيخ‭ ‬د‭.‬أحمد‭ ‬كريمة‭ ‬‭ ‬استاذ‭ ‬الفقه‭ ‬الإسلامى‭ ‬المقارن‭ ‬‬
‭........................‬؟
عرف‭ ‬بأفكاره‭ ‬الوسطية‭ ‬والتى‭ ‬بلورها‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الأثيمة‭ ‬على‭ ‬السنة‭ ‬النبوية‭ ‬ووسائل‭ ‬الدفاع‭ ‬الشرعى‭ ‬ومقاصده‭. ‬كما قام‭ ‬بمعالجة‭ ‬التطرف‭ ‬حيث صدر‭ ‬له‭ ‬مؤخراً‭ ‬كتاب‭ ‬التطرف‭.. ‬المنسوب‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬وتداعياته‭ ‬، وأوضح‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬مفهوم‭ ‬التطرف‭ ‬وبواعثه‭ ‬وأسبابه‭ ‬والقواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬لجماعات‭ ‬العنف‭ ‬الفكرى‭ ‬والسلوكى‭‬‬، كما أنشأ‭ ‬مؤسسة‭ ‬خيرية‭ ‬تهتم‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬للتآلف‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬وبها‭ ‬منتدى‭ ‬للتآلف‭ ‬و‭‬الوعى‭ ‬الإسلامى‭. ‬‭.‬
‭........................‬؟
نشأت‭ ‬عصاميا‭ ‬فى‭ ‬بيئة‭ ‬شعبية‭ ‬، و‭ ‬أسرة‭ ‬مصرية‭ ‬متوسطة‭ ‬ولذلك‭ ‬كنت‭ ‬أعول‭ ‬نفسى‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كنت‭ ‬طالبا‭ ‬بالثانوية‭ ‬الأزهرية‭ ‬فكنت‭ ‬أعمل‭ ‬طوال‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية‭ ‬وكنت‭ ‬أدخر‭ )‬الدخل‭( ‬للصرف‭ ‬على‭ ‬نفسى‭ ‬اثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تخرجت‭ ‬فى‭ ‬جامعة‭ ‬الازهر عملت‭ ‬عاملا فى‭ ‬وزارة‭ ‬الرى‭ ‬وكاتباً‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬الفنادق‭ ‬الصغيرة‭ ‬ومحصل‭ ‬سجاد‭ ‬وأخيراً‭ ‬عملت‭ ‬مقيم‭ ‬شعائر‭ ‬وخطيب‭ ‬مسجد‭ ‬حر‭ ‬حتى‭ ‬تخرجت‭ ‬1976‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر، وهذه البيئة‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬علمتنى‭ ‬حياة‭ ‬الجد‭ ‬والخشونة‭ ‬لأن‭ ‬الأسرة‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬ضائقة‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬حيث كانت مصر‭ ‬تخوض‭ ‬حروب‭ ‬1967‭ ‬و‭ .‬1973‭‬
‭........................‬؟
تعلمت‭ ‬من‭ ‬والدى‭ ‬ووالدتى‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ )‬السن‭ ‬المبكرة‭( ‬معنى‭ ‬خشونة‭ ‬الحياة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الرفاهية‭ ‬أو‭ ‬الحياة‭ ‬الناعمة‭ ‬وخرجت‭ ‬من‭ ‬حياتى‭ ‬هذه‭ ‬بعزة‭ ‬المؤمن‭ ‬فكنا‭ ‬لا‭ ‬نذهب‭ ‬الى‭ ‬موائد‭ ‬الرحمن‭ ‬ولا‭ ‬نتسول‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬بل‭ ‬نعتمد‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬ونتحمل‭ ‬شظف‭ ‬العيش‭ ‬،على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬الدراسة‭ ‬الأزهرية‭ ‬كان‭ ‬طعامنا‭ ‬خضار‭ ‬بدون‭ ‬لحم‭ ‬وبطاطس‭ ‬مسلوقة‭ ‬والعدس‭ ‬الأصفر‭ ‬والفول‭ ‬والطعمية‭ ‬ولم‭ ‬نكن‭ ‬نعرف‭ ‬الفاكهة‭ ‬أو‭ ‬الحلويات‭.‬
‭........................‬؟
تأثرت خلال دراستى الأزهرية بشخصيتين ‭ ‬أحمل لهما الامتنان كثيراً،‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الراحل‭ ‬د‭. ‬عبدالحليم‭ ‬محمود حيث درست‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬التصوف‭ ‬الإسلامى‭ ‬‭ ‬بالجامع‭ ‬الأزهر‭ ‬ولذلك‭ ‬عندى‭ ‬ميول‭ ‬إلى‭ ‬الصوفية‭ ‬الحقيقية‭ ‬وليست‭ ‬المدعاة، وقد ‭ ‬جعلتنى‭ ‬الصوفية‭ ‬أحافظ‭ ‬على‭ ‬الذكر‭ ‬الشرعى‭ ‬لله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬والمحبة‭ ‬القلبية‭ ‬للرسول‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬والمحبة‭ ‬للسابقين‭ ‬الاولين‭ ‬من‭ ‬ساداتنا‭ ‬آل‭ ‬البيت‭ ‬والصحابة‭ ‬وأزواج‭ ‬الرسول‭ ‬عليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬السلام‭ ‬وخلفائه‭ ‬الراشدين‭ ‬المهديين‭.‬
‭........................‬؟
الشخصية الثانية التى تأثرت بها‭ ‬هو الشيخ‭ ‬الإمام‭ ‬محمود‭ ‬شلتوت‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬الشيعة‭ ‬والسنة‭ ‬والأباضية‭ ‬.
‭........................‬؟
‬الهوايات‭ ‬المحببة‭ ‬لنفسى‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬القراءة‭ ‬فلدى‭ ‬مكتبة‭ ‬كبيرة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬تزخر‭ ‬بكل‭ ‬كتب‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭ ‬وبعض‭ ‬العلوم‭ ‬المدنية‭ ‬أقرأ‭ ‬الأدب‭ ‬وأحب‭ ‬سماع‭ ‬الأغانى‭ ‬القديمة‭ ‬الهادفة‭ ‬الموسيقار‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬وأم‭ ‬كلثوم‭ ‬وفيروز‭.‬
وأحب‭ ‬الشاعر‭ ‬المهجرى‭ ‬إيليا‭ ‬أبو‭ ‬ماضى‭ ‬وجبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭.‬
ومن‭ ‬هواياتى‭ ‬أيضا‭ ‬السياحة‭ ‬والسفر،‭ ‬زرت‭ ‬١٤‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مؤتمرات‭ ‬علمية‭ ‬وترفيهية‭ ‬، لبنان‭ ‬بلد‭ ‬الفكر‭ ‬والفن‭ ‬والتسامح‭ ‬والنظافة‭ ‬والذوق‭ ‬العام‭ ‬‭ ‬وكذلك‭ ‬اعجبتنى‭ ‬المطاعم‭ ‬والمخبوزات‭ ‬والمقاهى‭ ‬.‬
‭........................‬؟
كرمت‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬كثيرة‭ ‬فأعتز‭ ‬بجائزة‭ ‬عن‭ ‬تاريخى‭ ‬وانجازاتى‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬العراق‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬وشهادة‭ ‬التميز‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬، وشهادة‭ ‬التميز‭ ‬العلمى‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬ودروع‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الرقابة‭ ‬الادارية‭ ‬المصرية‭ ‬ونادى‭ ‬القضاة‭ ‬وجامعة‭ ‬طنطا‭ ‬وبنى‭ ‬سويف‭ ‬وحلوان‭ ‬وعين‭ ‬شمس‭.‬
‭........................‬؟
الزوجة‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬وتجيد‭ ‬الأعمال‭ ‬المنزلية‭ ‬‭ ‬وتتميز‭ ‬بالصبر‭ ‬وتحمل‭ ‬المسئولية‭ ‬،فالأسرة‭ ‬من‭ ‬أجلّ‭ ‬نعم‭ ‬الله‭ ‬‬،ولابد‭ ‬من‭ ‬كثافة‭ ‬التوعية‭ ‬بفقه‭ ‬الأسرة‭ ‬تعليما‭ ‬ودعوة‭ ‬وأخلاقاً‭. ‬وأنا لدى‭ ‬‭ ‬١٧‭ ‬حفيدا‭ ‬بين‭ ‬ذكر‭ ‬وانثى،‭ ‬وأسبوعياً‭ ‬خميس‭ ‬وجمعة‭ ‬مساء‭ ‬التقى‭ ‬بهم‭ ‬فى‭ ‬دارى‭ ‬واقتدى‭ ‬بمعاملة‭ ‬النبى‭ ‬لبناته‭ ‬وابنائه‭ ‬واحفاده.‬
‭........................‬؟
أتبع‭ ‬الأسس‭ ‬السليمة‭ ‬للتنشئة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بأسلوب‭ ‬صحيح‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬العصامية‭ ‬والوسطية‭ ‬الإسلامية‭ ‬ولا‭ ‬أتدخل‭ ‬فيما‭ ‬يريد أبنائى من‭ ‬هواياتهم‭ ‬ولا‭ ‬حياتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬اترك‭ ‬ذلك‭ ‬لشخصيتهم‭ ‬وهم يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬يميزون‭ ‬بين‭ ‬الغث‭ ‬والسمين‭. ‬‬
‭........................‬؟
أدعو‭ ‬المصريين‭ ‬داخلياً‭ ‬وخارجياً‭ ‬إلى‭ ‬الاصطفاف‭ ‬الوطنى‭ ‬حول‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وإلى‭ ‬الثقة‭ ‬بالأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬وإلى‭ ‬الإخاء‭ ‬الدينى‭ ‬مع‭ ‬اخوتنا‭ ‬أهل‭ ‬الكتاب‭ ‬المسيحيين‭ ‬الذين‭ ‬أوصانا‭ ‬بهم‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬خيرا‭.‬
‭........................‬؟
الأسرة‭ ‬تقام‭ ‬من‭ ‬البدايات‭ ‬‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬الاختيار‭ ‬من البداية، ثم الرضا‭ ‬بما‭ ‬قسم‭ ‬الله‭ ‬والصفح‭ ‬الجميل‭ ‬حتى‭ ‬تسير‭ ‬الحياة‭‬‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬يتعب‭ ‬الشباب ويشقى‭ ‬ويجتهد‭ ‬ويكافح‭ ‬ويشارك‭ ‬فى‭ ‬نفقات‭ ‬الزواج‭ ‬لكن‭ ‬الغالب‭ ‬الآن‭ ‬مراهقون‭ ‬يتزوجون‭ ‬بنفقات‭ ‬الآباء‭ ‬أو‭ ‬الأمهات‭ ‬فلا‭ ‬يتحمل مسئولية‭ ‬الزواج‭.‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة