كنيسة بيزنطية بطابا
كنيسة بيزنطية بطابا


خبير آثار: كنيسة بيزنطية بطابا حافظ عليها صلاح الدين ولم يحولها إلى مسجد

شيرين الكردي

الأحد، 12 يوليه 2020 - 02:58 م

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن تغيير معالم أثر وتحويله من وظيفة إلى أخرى تصرف غير حضارى وقد حدث عبر التاريخ أن حولت معابد مصرية قديمة إلى كنائس ونقلت أعمدة معابد مصرية وأحجار إلى مساجد وحولت معابد فى اليونان إلى كنائس وحولت مساجد فى الأندلس إلى كنائس وكل هذه الأعمال عبر التاريخ مرفوضة وغير حضارية قديمًا ومرفوضة بالطبع حديثًا بعد أن وضعت المواثيق والقوانين الدولية للحفاظ على طابع المبانى وأصالتها خاصة لو كانت مسجلة تراث عالمى باليونسكو مثل متحف آيا صوفيا بأسطنبول.


ويضيف الدكتور ريحان أن متحف آيا صوفيا بأسطنبول مسجل على لائحة التراث الثقافي العالمي كمتحف بناءً على معايير معينة تخضع لمراقبة اليونسكو طالما الأثر يتمتع بالقيمة الاستثنائية الذى سجل على أساسها وأهم هذه المعايير هى الأصالة فيما يخص بعض الصفات مثل، الشكل والتصميم والمادة والجوهر والاستعمال والوظيفة ويجب أن يتوافر شرط الأصالة عبر تاريخ الممتلك وليس عبر مرحلة واحدة وأن تتلاقى أوجه أصالة الممتلكات الرئيسية الأربعة وهى أصولية التصميم، أصولية الخامات، أصولية الحرفة، أصولية الموقع وفى حالة اختلال أى شرط من هذا فإن لليونسكو آليات للتدخل لمنع هذا وما حدث فى متحف آيا صوفيا هو تغيير وظيفة الممتلك واستعماله مما يخل بشرط أصالة الموقع وقد تم هذا دون موافقة اليونسكو وعليها أن تتدخل لحماية ممتلك مسجل تراث عالمى باليونسكو.


ويشير الدكتور ريحان أن هناك نظام لمراقبة الممتلك المسجل تراث عالمى باليونسكو يهدف إلى استمرار الممتلك على نفس المعايير الذى سجل عليها طبقًا للخطة الموضوعة واكتشاف الأخطاء فور وقوعها ووضع حلول فورية لها وتصحيح الانحرافات فى حالة أن الأداء لا يطابق المعايير الموضوعة ومراقبة كيفية تعامل الدولة المالكة للتراث مع أغراض الحفاظ وضمان السلامة والأصالة وما حدث فى تركيا فهى مخالفة لهذه البنود ويحق لليونسكو تصحيح هذا وعودة الممتلك لوظيفته والمعايير الذى سجل عليها.


أمّا من الناحية الدينية فيؤكد الدكتور ريحان من خلال ما ورد فى الوثيقة النبوية المحفوظة بدير سانت كاترين وهى وثيقة محققة علميًا ومؤكدة بعدة أدلة تحريم الإسلام لاستخدم أحجار الكنائس فى بناء المساجد والمحافظة على الكنائس كما هى بل والمساهمة فى عمليات ترميم الكنائس والمحافظة على حرية الشعائر للجميع وبالتالى الحفاظ على مقدساتهم وهذا نص ما ورد بالوثيقة " ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين. فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله".


وينوه إلى أنه طبقًا لتعاليم الإسلام السمحة أعطى رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) عهد أمان للمسيحيين يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وبيعهم أى كنائسهم يعرف بالعهدة النبوية محفوظ بمكتبة دير سانت كاترين صور منه بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عام 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صور معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها إلى التركية وأن سلاطين المسلمين أقرّوا هذه الامتيازات المبينة فى العهدة النبوية وذكروها فى فرماناتهم ومنشوراتهم إلى مطارنة الدير، بل ذكروا إنما أعطوهم هذه الامتيازات بناءً على العهد الذى أخذوه عن النبى وأيده الخلفاء الراشدون وهذه المنشورات وعهود الأمان تحتفظ بها مكتبة دير سانت كاترين حتى الآن وقد تقدم الدكتور ريحان إلى المجلس الأعلى للآثار بمذكرة علمية قانونية من أجل استرداد هذه العهدة من تركيا.


ويتابع بأن المسلمين حافظوا على نصوص هذه العهدة وتطبيقها ومن أمثلتها كنيسة بيزنطية كشفت عنها حفائر منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية موسم حفائر 1988-1989 داخل قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وقد قام عالم الآثار البيزنطية الدكتور بيتر جروسمان بعمل مسقط أفقى لها عام 1993 والتأكيد على أنها كنيسة بيزنطية بنقوشها اليونانية ورموزها المسيحية ورسوم الصلبان على جدرانها الباقية حتى الآن ولم يقم القائد صلاح الدين الذى أنشأ قلعته بهذا الموقع لمواجهة أخطار الصليبيين بتحويل هذه الكنيسة إلى مسجد وأنشأ مسجدًا داخل الحصن الشمالى لقلعته ليصلى به الجنود وعثر على لوحة تأسيسية باسم بانى هذا المسجد وهو "حسام الدين باجل بن حمدان" وقد أنشئت الكنيسة قبل قدوم صلاح الدين إلى الموقع الذى استخدم حصنًا وفنارًا بيزنطيًا مايزال حتى الآن بالجزء الجنوبى من القلعة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة