خبير آثار
خبير آثار


خبير آثار: العهدة النبوية بتركيا تحض على حفظ المقدسات وعدم تغيير وظيفتها

شيرين الكردي

الأحد، 12 يوليه 2020 - 09:42 م

 

فى ضوء قرار تركيا بتحويل متحف آيا صوفيا باسطنبول والمسجل تراث عالمى باليونسكو والرفض العالمى لهذا القرار.

يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن هذا القرار ضد تعاليم الإسلام السمحة حيث جاء فى العهد النبوية الموجود أصلها فى تركيا وصور منها معتمدة بمكتبة دير سانت كاترين بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عام 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صور معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها إلى التركية تقر بتحريم الإسلام لاستخدم أحجار الكنائس فى بناء المساجد والمحافظة على الكنائس كما هى بل والمساهمة فى عمليات ترميم الكنائس والمحافظة على حرية الشعائر للجميع وبالتالى الحفاظ على مقدساتهم.

وينوه الدكتور ريحان إلى ما ورد بالوثيقة " ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين. فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله" كمكا دعى إلى معاونة أصحاب المقدسات فى ترميم مقدساتهم لمساعدتهم على أداء شعائرهم "ويعاونوا على مرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد" وبالتالى فإن هذا التصرف لا علاقة له بالإسلام بل هو تصرف شخصى يخالف الوثيقة النبوية ويتحدى كل المواثيق الدولية

وعن سبب كتابة هذا العهد بخط على بن أبى طالب بمسجد النبى صلى الله عليه وسلم قبل دخول الإسلام إلى مصر:

يوضح الدكتور ريحان أن النبى محمد (صلّى الله عليه وسلم) أرسل كتبه إلى الملوك والأمراء مثل كسرى وقيصر والمقوقس نائب الرومان فى مصر يدعوهم إلى الإسلام، وأن المقوقس أكرم مندوب النبى وزوده بالهدايا إلى النبى وليس لمندوب النبى طريق مختصر إلى مصر سوى طريق سيناء المار بالدير فمن المعقول جدًا أن يكون المندوب قد مرّ بدير سيناء ذهابًا وإيابًا وأن رهبان سيناء قد احتاطوا لأنفسهم وأرسلوا معه وفدًا يطلع النبى على حال ديرهم ويطلب منه العهد تأمينًا للطريق وصيانة لديرهم ومصالحهم وبناءً عليه أعطاهم هذا العهد وقد شهد صحابة رسول الله على صحة العهد والموجودة أسماءهم فى نهاية العهدة ومنهم الخلفاء الراشدون.

ويؤكد الدكتور ريحان صحة هذه العهدة بعدة أدلة منها أن دير طور سيناء هو فى طريق مصر من بلاد العرب ومن مصلحة العرب كما هو من مصلحة الرهبان تأمين الطريق إلى مصر وأن التاريخ يدلّنا على أن النبى قد حبب إليه النسك والزهد وكان كثيرًا ما يذهب إلى غار حراء قرب مكة ليتعبد ويذكر الله فيه حتى بعث للناس بشيرًا ونذيرًا، لذلك كان يميل إلى الرهبان والنسّاك ويوصى بهم خيرًا كما جرت عادة النبى وخلفائه من بعده إعطاء العهود للمسيحيين ومعاملتهم بروح التسامح من ذلك عهد النبى لأهل أيلة عهد النبى لأهل أذرح ومقنا، عهد خالد بن الوليد لأهل القدس، عهد أبى عبيدة لأهل بعلبك، عهد عبد الله بن سعد لعظيم النوبة.

ويتابع الدكتور ريحان فيما يخص صحة العهدة النبوية أن رهبان طور سيناء قد سكنوا أرضًا يقدّسها اليهود والمسيحيون والمسلمون والوثنيون على السواء، وفى تقاليد بدو سيناء والرهبان أن النبى زار طور سيناء بنفسه وترك فيه أثرًا لقدمه، وقد ذكر طور سيناء فى القرآن الكريم، لذلك من المستبعد أن يخيّب رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) طلب سكانه ولا سيما الرهبان والنسّاك الذين كان من طبعه الميل إليهم مع أنه أعطى العهد لجيرانهم أهل أيلة كما أن سلاطين المسلمين أقرّوا هذه الامتيازات المبينة فى العهدة النبوية وذكروها فى فرماناتهم ومنشوراتهم إلى مطارنة الدير، بل ذكروا إنما أعطوهم هذه الامتيازات بناءً على العهد الذى أخذوه عن النبى وأيده الخلفاء الراشدون كما لا يعقل أن قومًا مستضعفين كرهبان سيناء يقدمون فى وسط بلاد إسلامية على اختلاق عهد عن لسان نبى الإسلام لا أصل له، ويطلبون فيه من السلاطين المسلمين الامتيازات الجمة، بل لو أقدم رهبان سيناء على مثل هذا العمل فلا يعقل أن سلاطين المسلمين من عهد الخلفاء الراشدين إلى هذا العهد يقرّون رهبان سيناء على ما اختلقوه ويمنحوهم من الامتيازات ما فيه خسارة لبيت المال بدون تثبّت أو تحقيق عن الأصل .

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة